ظهر شغفُ الموسيقا وحب الفن بداخله في سنوات مبكرة من عمره، تصدّى لتعلمها وإتقانها ذاتياً من دون معلّم، وصل للشهرة ومراتب الريادة ونال الجوائز وهو طالب في الشهادة الثانوية، لحّن لعدد من الفنانين الذين ذاع صيتهم وشهرتهم على نطاق واسع، يعد أحد أهم الملحنين الذين يمتازون بالتلحين والغناء بلغات أبناء القامشلي الأكراد والعرب والسريان والمردلية.

الفنان "عبد الرزاق شيخ إبراهيم" بدأ التلحين الغنائي وهو طالب في المرحلة الثانوية، لم يكن يتوقع أبداً أن تنطلق شهرته منها، يقول عن ذلك لـ"مدونة الموسيقا": "أول خطوة كانت بتلحين أغنيتين بالمردلي، قدمتهما للفنان المشهور "عبّود فؤاد"، أبدى إعجابه بطاقتي الفنية، شجعني لتقديم المزيد، إلى جانب شقيقه الشاعر "موفق فؤاد"، عبر عن تقديره لإبداعي وأنا في فترة الشباب، أصبح يقدم لي الكلمات وأنا ألحن، اتّجهت لتحلين أغنية لكلمات "موفق فؤاد" بعنوان "أطفال الحجارة" كانت مهداة إلى فلسطين، تعد من أروع القصائد، جعلتها من أربعة مقامات، هذا الأمر صعب جداً، بسلسلة متكاملة، حصلت الأغنية على المركز الأول في "مهرجان الأغنية السياسية في سورية عام 1986"، ثم في العام الذي يليه أغنية أخرى بعنوان "غزة"، كلمات الشاعر نفسه وألحاني، كانت من نصيبنا جائزة المركز الأول أيضاً".

الفنان "عبد الرزاق" ابن مدينة القامشلي، اختص في مجال الفن والعزف والغناء من دون مدرب ومعلم، لم يلتحق بمدرسة موسيقية أو معهد فني، يسجل له إبداعه في العزف والتلحين والغناء لكافة أطياف الجزيرة السورية، وقدّم لعديد فناني المنطقة بمختلف تنوعهم ألحان الأغاني، خاصة التراثية.

1- العازف والمغنّي عبد الرزاق شيخ إبراهيم
2- من إحدى مشاركاته في الأغاني الوطنية

لم يكن طريق "الشيخ إبراهيم" سالكاً بسهولة في عالم الفن فقد ذاق الأمرين، اعترضه والده بشدة، وكسر على رأسه سبعة أعواد، مع ذلك استمر وتابع مسيرته الفنية، لشدة تعلقه بها، يضيف على ذلك: "غنيت ولحنت للكبار والصغار، في سنوات كثيرة تخصصت للأطفال، بخمس سنوات متتالية حصلت على المركز الأول في إنجاز المسرحيات الغنائية، كانت من إخراج الزميل "محمد عمر" وتلحيني، وأشاد المراقبون واللجنة بالمستوى المتطور للحن، اعتبروها متفوقة على مستوى القطر، تابعت لسنين كثيرة مع أعمال الطفولة الفنية، بداية يسمع الأغنية بعد لحنها أطفالي، إن أعجبتهم، تظهر للعلن، وإن رفضوها، أقوم بتغييرها وتبديلها، حتّى تنال رضاهم، شاركت بعديد المهرجانات الغنائية على مستوى القطر، أبرزها المهرجانات التي تنظمها منظمة الطلائع والشبيبة، ووزارة الثقافة، طبعاً في كل مهرجان خارج القطر، ألحن أغنية فيها هدية غنائية باسم الجزيرة السورية للمحافظة المستضيفة، تصبح تلك الأغنية أهزوجة يومية للمهرجان".

قدم أغاني عديدة لفنانين مشهورين أمثال "إبراهيم الشواخ، عبود فؤاد" وقدم أغاني كردية للفنان الكردي المشهور "مصطفى خالد" وأغاني سريانية للفنان "نعمان قس الياس" إحدى الأغاني أصبحت شارة لقناة سريانية، يبقى الهدف الأساسي للفنان "شيخ إبراهيم" تقديم إضافة مهمة وجديدة لأي تراث فني من ألوان الجزيرة السورية.

3- لقاء في التلفزيون السوري

من المحطات المهمة في حياته الفنية، وهو في رحلة البداية وعمر الشباب، مشاركته في برنامج "طريق النجوم" يقول عنه: "رغم أنها كانت بداياتي لكنني أصررت على الذهاب إلى القناة السورية والمشاركة في البرنامج، والتحدي عبره، كانت المنافسة بين فنانين شباب على مستوى القطر، حتّى أن أبناء المنطقة لم يشجعوني، اعتبروها منافسة خاسرة مع أسماء فنية متميزة على مستوى القطر، وصلت للبرنامج وحصلت في المستويين الأول والثاني على المركز الأول، والمستوى الثالث على المركز الثاني، وهو إنجاز بحد ذاته لشاب من الجزيرة السورية يشارك في أهم مسابقة فنية حينها للمواهب الفنية الشابة".

بسبب مرض مفاجئ لم يحظ بلقاء الفنان العراقي "حميد منصور"، على أساس أن يكون هناك اتفاق ويمنحه الفنان "عبد الرزاق شيخ إبراهيم" أغنية "ما ظننا نعود" من كلماته وألحانه، كونها من تراث الجزيرة السورية، وقريبة من اللون العراقي.

الفنان "عبد الرزاق" جل تفكيره تطوير الأغاني التراثية لكل أطياف الجزيرة السورية، ويساهم معها ويتعاون مع مختلف الفنانين، يقدم أغاني وطنية لفنانين خارج القطر، ليعرضوا التراث الفني الوطني في تلك البلاد، ومن العناوين الجميلة في مسيرته الفنية أنه لا يبحث عن المال ولم يتقاض أي ليرة عن جميع الأغاني والألحان التي قدمها للفنانين، رسالته رسالة محبة وسلام حسب ما أكده في نهاية حديثه.