أحبّ وانضم إلى عالم الموسيقا والعزف في فترة مبكرة من عمره، امتهن العزف على البزق أجاد وتألق مع مرور الزمن، اتّجه إلى تأليّف بعض الكتب الموسيقيّة، له حصّة جيدة وطويلة في ميدان التدريس في الكليات والمعاهد الموسيقية داخل وخارج البلد.

البدايات

"حسين أكرم إبراهيم" أخذ مكاناً مميزاً له بين قائمة المتميزين على الساحة الفنية، الموسيقية منها بشكل خاص، مرّت رحلته الموسيقيّة بمراحل ومحطات متعددة، أضافت له إضافات مهمّة يقول عنها: «بدأت العزف منذ الصغر، الآلة كانت موجودة، عمي "كاميران" أحد أساتذة الموسيقا الكبار على مستوى المنطقة، ومع توفّر أجهزة موسيقية في المنزل، انطلقتُ عام1992 بأغان للفنان الكبير "سعيد يوسف"، وبعض الدندنات الصغيرة الخاصة بي، كان يهمني أن أعزف على البزق، ساعدني عمي بالعزف والتطور بشكل ملموس، يمكنني القول بأن مسيرتي الفنية مرت بثلاث مراحل، بدأت الأولى من خلال عمي وعازف البزق "شيرزاد عمر"، وتأثرت كثيراً بالفنان الكبير "محمد عبد الكريم" (أمير البزق) الذي غيّر من تفكيري للألة، أسلوب عزفه غريب جداً، بالنسبة لآلة البزق، وضمن مرحلتي الأولى التزامي كمتدرب بمركز الفنون الموسيقية في "القامشلي" لمؤسسه الدكتور "محمد عزيز ظاظا"، تعلمتُ فيه أصول النوطة والصولفيج، ولفت انتباه الدكتور "ظاظا" بإمكاناتي السريعة وسرعة تعلم تدوين الأغاني والموسيقا، وخلال فترة قصيرة كنتُ ملماً بالإيقاعات» عام 2002 تعيّن كمدرس لتعليم البزق والايقاع، استفاد كثيراً من تجربته الأولى من الدكتور "ظاظا"، فبدأت المرحلة الثانية عام 2005 بالانتساب إلى كلية التربية الموسيقية في "حمص" أكمل فيها أربع سنوات مختصاً بالموسيقا، تعلّم خلال ذلك تفاصيل كثيرة ومهمة، وفيها كانت نقطة تحول محورية لتعلم تقنيات البزق بشكل أكاديمي وعلميّ على يد الأستاذ الكبير "محمد عثمان" حسب كلامه.

ثم جاءت المرحلة الثالثة، بالانتقال إلى مدينة "اللاذقية" عام 2009 والعمل بشكل واسع في مجال التدريس، يقول عن تلك المحطة: «باشرت مدرساً لتعليم البزق في معهد البيت العربي للموسيقا وبعض المعاهد الخاصة الأخرى، بالتزامن عملتُ في ورشة للآلات الموسيقية وتخصصت بصناعة آلة البزق، كانت نصيحة الدكتور "ظاظا" للتوجه إلى هذا التخصص أيضاً، كوني عملت فترة في موضوع النجارة علّمني هذه المهنة صديقي العازف الماهر والنجّار "ماجد أحمد"، صناعة الآلة تأخذ حيزاً كبيراً من حياتي، أشعر بالهدوء والاستقلالية والثقة في وجودي بمكان صناعة الآلات، وجدتُ مشاكل في صناعة وصوت الألة، وللأمانة الآلات العربية بشكل عام تفتقد للجدية، ليست هناك دراسات مهنية للصناعة خاصة من ناحية الصوت ليست هناك مهنية وجدية ودراسات لصوت الآلة، استفدت من بعض الآلات الغربية من الكمان والجيتار والبيانو واهتمامهم الدقيق بصناعة الآلة، اعتمدت على الفيزياء والرياضيات، حصلت على نتائج غريبة وجميلة جداً من ناحية الصوت، خاصة مدى الصوت والارتداد والصدى والقياسات وحجم الطاسة والزند، كلها تابعتها بشكل شخصي وعلمي» تابع التدريس لآلة للبزق، لكن هذه المرة في مدينة "أربيل" بإقليم كردستان العراق، كمدرس في كلية الفنون قسم الموسيقا جامعة "صلاح الدين" وفي معهد الفنون قسم الموسيقا بمدينة "كويا"، بالتزامن أنجز دراسة ماجستير التربية الموسيقية.

1- عازف البزق حسين إبراهيم

كتاب عن أغاني الدبكات الكردية

2- حسين إبراهيم

ثم عام 2018 عيّن الفنان "حسين إبراهيم" مدرساً في المعهد المتوسط للموسيقا بـ"اللاذقية"، مع انطلاق رحلة تأليف الكتب الموسيقيّة، يقول عن ذلك: «كانت الحاجة كبيرة للتدوين، بدأت معها، بتأليف كتيب يحوي النوطة الموسيقية ل11 أغنية الفنان الكبير "محمد شيخو" خاصة الأغاني الدارجة والمطلوبة للطلبة، 2017 أتممت الكتاب ب50 أغنية للفنان الكردي "محمد شيخو" مكتوبة بالنوطة الموسيقية، عام2015 قام معهد التراث الكردي في السليمانية بطباعة كتاب لي بعنوان "ديلانا كورمانجي" (الرقص الكردي) 30 أغنية للدبكة الكردية المشهورة، بحث تحليلي لهذه الأغاني وما فيها من جمل، كل أغنية تحليل خاص، مع المقامات والإيقاعات والمسار اللحني، والبعد الصوتي، يكمن أهمية الكتاب بأنه مادة جاهزة لتكون قاعدة لدراسات موسيقية أخرى، والكتاب كان مصدراً ومرجعاً لأحد الأصدقاء في "ألمانيا" مختص بدراسة موسيقا الشعوب، في مركز عالمي تختص بموسيقا الشعوب، رسالته كانت بعنوان "موسيقا الأعراس في الجزيرة" للزميل "ريناس سليم"، استفاد من الكتاب وأصبحت قاعدة مهمة ومرجعاً موسيقياً، قدم تفاصيل مهمة خاصة بالأغاني الكردية والموسيقا الكردية.

«يعمل على إنجاز كتاب آخر وهو قيد الإنجاز، ليكون منهاجاً تعليمياً لآلة البزق، والاستفادة من تجربته خلال السنوات الماضية والاطلاع على مناهج الدول المجاورة، بما فيها "اليونان وتركيا وإيران واذربيجان"، شارك في مهرجان العزف المنفرد الثاني للآلات الشرقية 2016 بدار الأوبرا وعدة مهرجانات لملتقى العزف في دار الاوبرا أيضاً، وساهم بإحياء أكثر من أمسية موسيقية في إقليم كردستان العراق وعين البيضا في "اللاذقية" ومشتى الحلو، ويعتبر الفنان "حسين" اللجوء الى الموسيقا حاجة نفسية، يعيش من خلالها مع الألوان الثقافية الموجودة في المنطقة، ويحاول أن يقدم الكثير للموسيقا خاصة الكردية منها يقول عنه الفنان الكردي "محمود خالد": «من خلال بحثه واطلاعه تعرف بشكل جيد جداً على أساليب وأنواع الموسيقا لدول عدّة، خاصة المجاورة منها، تعرف على مقاماتها وإيقاعاتها وتفاصيلها وأدت إلى معرفته بشكل جيد بمقاماتها وسلالمها وأساليب عزف الآلات والجمل الموسيقية الخاصة بها، هذه العناوين لم أجدها في فنان غيره على مستوى منطقتنا، الأهم أنه منح البزق أمور فنية يحتاجها الفنان وعازف البزق" "حسين إبراهيم" من مواليد مدينة القامشلي المولود عام 1979.

3- مراسل مدونة الموسيقا عبد العظيم عبد الله مع الفنان حسين إبراهيم في بيته
4- شهادته الجامعية في الموسيقا