بصوتها وحضورها المحبب لقلوب الأطفال، استطاعت الفنانة "صونا سلوكجيان ترزيان" أن تخلق بعروضها المسرحية الموجهة للأطفال عالماً مميزاً من السحر والأحلام، مقدمةً رسائل تربوية ومعنوية مهمة.

الفنانة "صونا سلوكجيان ترزيان" مؤسسة فرقة "صونا" تخص موقع "مدونة الموسيقا" بحوار حول موهبتها والفرقة التي أسستها بقولها: «بدأت الغناء عندما كنت في الصف الثالث الأساسي عام 1993 بأداء أغانٍ أرمنية تراثية، ورثت الفن عن والدي المغني المعروف باسم "بوغوص بوغوصيان"، قمت بإصدار ألبومين؛ الأول في عام 1993 والثاني في عام 2000 وتوقفت عن الغناء فيما بعد لأسباب خاصة».

تَرسُمُ البَسمَةَ

وحول دوافعها لتأسيس فرقة "صونا" تقول: «لدي طفلتان عاشتا ظروف الحرب كبقية الأطفال وكانتا دوماً تتابعان عروض وأغاني الأطفال وترغبان بحضورها مباشرة على المسرح وبدأت بغناء أغانٍ قديمة بطلب من لجنة سيدات جمعية الصليب لإعانة الأرمن في حلب في إحدى الحفلات الخاصة بالجمعية، وسررت بالبسمة التي ارتسمت على وجوه الأطفال وقررت متابعة الطريق في الغناء للطفولة والأطفال حيث تهدف الفرقة إلى إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال والسفر معهم إلى عالم سحري».

1- الفنانة صونا ترزيان مع فرقتها

عُرُوضٌ مُتَنَوِّعَةٌ

2- الفنانة المميزة صونا تريزان في إحدى عروضها

يبلغ عدد أفراد الفرقة عشرين فرداً من بينهم مصممة لوحات الرقص د. "سيرلي كوزويان" التي تلعب دور المهرج في العروض المسرحية وهناك شخصيات كرتونية وأطفال من مختلف الأعمار وحول الفعاليات التي قدمتها الفرقة تتابع "صونا": «قدمنا أول فعالية في عام 2016 وكان مسرحاً غنائياً راقصاً بإشراف وإخراج "مرغريت شاميليان" بعنوان "أنا وأختي" وتضمن أغاني خاصة بها حملت رسائل تعليمية، تربوية واجتماعية، وقدمنا في عام 2018 مسرحاً غنائياً راقصاً بإشراف وإخراج "مرغريت شاميليان" أيضاً بمناسبة عيد الميلاد بالتعاون مع نادي الشبيبة السورية الثقافي في كل من حلب، اللاذقية ودمشق، كما قدمنا عروضاً أخرى بنفس المناسبة عام 2019».

وتتابع الفنانة "صونا": «نتيجة ما فرضته جائحة كورونا وحرصاً منا على سلامة الأطفال قدمنا برنامجاً ترفيهياً خاصاً للأطفال عبر صفحتي على فيسبوك أسبوعياً باللغة الأرمنية، وفي عام 2021 قدمنا برفقة المايسترو "سمير كويفاتي" وبإشراف وإخراج "مرغريت شاميليان" عروضاً بمناسبة افتتاح المدارس بعنوان "العودة الى المدارس" تضمن سلسلة من الأغاني التعليمية والتربوية باللغة العربية والأرمنية والإنكليزية، وفي نفس العام قدمنا وبمناسبة عيد الميلاد مسرحاً بإشراف المايسترو "سمير كويفاتي" بعنوان "مصنع بابا نويل المعجزي" الذي سافر الأطفال من خلاله لعالم بابا نويل وحمل رسالة مفادها أن الأطفال هم أجمل هدية في هذا العالم».

3- مغنية الأطفال الفنانة صونا تتألق في عروضها

عُرُوضٌ مُتَكَامِلَةٌ

تحضر "صونا" لعرض مسرحي جديد عن حقوق الطفل سيقدم في "دمشق" بمناسبة يوم الطفل العالمي وحول مراحل العمل المسرحي وتفاصيل العروض تقول: «تحتاج العروض إلى فترة طويلة من العمل هي سلسلة متكاملة تبدأ بالفكرة مروراً بالتنفيذ والديكور ولوحات رقص إلى التسجيل في الأستوديو، وتلعب الألوان، الديكور والثياب دوراً كبيراً ولاسيما الشخصيات الكرتونية، المهرجين، الأضواء، الألوان والزينة حيث تعتبر وسائل لجذب انتباه الطفل».

رَسَائِلٌ مُوَجَّهَةٌ

تسعى الفنانة "صونا" في كل عرض إلى تقديم رسائل موجهة للأطفال وحتى الكبار فهي تدعو الجميع للخير وإلى محبة بعضهم البعض وتقول: «أعمل منذ زمن بشكل عصامي ولن أطرق باباً من أبواب شركات الإنتاج كي لا يفرضوا علينا أي شرط من النواحي الفنية والفكرية، نستطيع الاعتماد على أنفسنا إنتاجياً ريثما يساعدنا الحظ ونحظى بمنتجين لديهم نفس الشغف الموجود لدينا وحالياً تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في الوصول إلى أكبر عدد من الأطفال خاصةً أنها متابعة أكثر من شاشات التلفاز وخصوصاً من الأطفال».

رَأيٌ مُوسِيقِيٌّ فَنِّيٌّ

من جهته المايسترو "سمير كويفاتي" يقول: «"صونا" من الأصوات التي تجعل الطفل قريباً من الأغنية المقدمة لأنها تملك ميزة التلوين الصوتي وبإمكانها جذب الأطفال بشكل خاص، أتمنى أن تستمر بتقديم هذا اللون لقلة ما يقدم لهذه الأعمار في "سورية"، هي فنانة متميزة ولديها طموح وشغف لتقديم المزيد للطفل، ما تقدمه في الوقت الحاضر يشجعني للعمل معها، لديها إمكانية الغناء باللغات العربية، الأرمنية، والإنكليزية وهذا يجعل الطفل الأرمني يغني الأغنية باللغة العربية وهي تحاول ترجمة النصوص الأرمنية إلى اللغة العربية، لديها شغف غير موجود لدى غيرها، هوايتها قابلة للاحتراف بهذا اللون، أطمح أن تبدأ بالغناء باللهجة العامية إلى جانب الفصحى لتكون قريبة أكثر إلى الطفل وهي تملك هذه القدرة لأن لديها حباً وشغفاً لما تقدمه، ومن النادر أن نجد هذه الروح لدى الفنانين».

مَشرُوعٌ نَاجِحٌ لِلأَطفَالِ

ويضيف الماسترو "كويفاتي": «فرقة "صونا" هي مشروع ناجح للأطفال لأننا نعاني في هذا الوقت من نقص الاهتمام بالأطفال و"صونا" سلكت طريقاً صعباً لأن محاكاة الطفل تتطلب جهداً أكبر من محاكاة الكبار وحفل "الكريسماس" كان محاولةً جريئةً منها لنقل البرنامج الفني للغة العربية كونها أرمنية الأصل، وسررت بالبرنامج المنوع بين العربية والأرمنية، نحن شعب متعايش مع بعضه البعض ونعيش حياة الأخوة، وهي قبلت أن تكون طفلة مع الأطفال وتحملت الأعباء والعمل بشكل عصامي بحيث لا تتلقى الدعم من أي جهة وتقدم مسرحاً للطفل، سلكت طريق الغناء للأطفال لأن لديها الشغف به من دون أن تفكر بالمردود المادي القليل في هذا المجال».

ويختم المايسترو "كويفاتي" بأنه حريص جداً على التعاون مع "صونا" لأن لديها أهدافاً معنوية وغير تجارية، متمنياً أن يكون هناك أوبريت خاصة للأطفال تحت عنوان واحد بمشاركتهم باللغات العربية، الأرمنية، الفرنسية، الإنكليزية، مبيناً أنه يتعاون معها بشكل تطوعي من دون أي مقابل مادي طالما أنها تعمل للأطفال وتحمل رسالة تهمنا جميعاً.

نشير إلى أن الفنانة ومؤسسة الفرقة "صونا سلوكجيان ترزيان "من مواليد مدينة "حلب" عام 1984.