دفعتهُ ظروف الحرب للسفر إلى "ألمانيا" التي يتابع فيها حالياً مسيرته الموسيقية محاولاً تلوين المقطوعات الموسيقية بألوانه الخاصة من خلال علاقته المميزة بآلة التشيللو التي تشكل جزءاً من تكوينه الروحاني.

"مدونة الموسيقا" تواصلت مع الموسيقي وعازف التشيللو "أثيل حمدان" الذي يقول حول بداياته: «شجعتني عائلتي على تعلم الموسيقا عندما كنت في السابعة من العمر، حيث بدأت الدراسة في المعهد العربي معهد "صلحي الوادي" حالياً، كنت جاداً ومجتهداً في التمرين، اخترت آلة التشيللو عندما شاهدت معلمتي "أولغا يعقوب" تعزف عليها بشكل مذهل، لفتتني الآلة بصوتها المعبر وإمكاناتها وقربها من الصوت البشري وكمية الدراما الموجودة فيها، كل ذلك جعلني أحب آلة التشيللو، فعملت على تطوير إمكاناتي بالعمل الجاد وتنظم أوقات عزفي لأكون قادراً على التطور المستمر».

المُوسِيقَا المُفَضَّلَةُ

حول نوع الموسيقا الأقرب إليه يقول: «درست الموسيقا الكلاسيكية الغربية ولكنني أطرب لسماع الموسيقا الشرقية، وهناك عدد من العازفين الماهرين فيها، لكنني كعازف أفضّل الموسيقا الغربية مثل مؤلفات "باخ" و"بيتهوفن" المكتوبة لآلة التشيللو، وأحب موسيقا الجاز واللاتينية، وازداد اهتمامي بعزفها مؤخراً، كما أحب أداء أعمال المؤلفين السوريين والعرب المكتوبة لآلة التشيللو، وحالياً هناك العديد من المؤلفين الأوربيين يكتبون لي أعمالاً خاصة».

1- عازف التشيللو الأستاذ أثيل حمدان

سَفَرُ المُوسِيقِيين

2- أثيل حمدان ولغة التشيللو المميزة

يقيم عازف التشيللو "أثيل حمدان" في "برلين" منذ عام 2015 وفيما يتعلق بسفر بعض الموسيقيين السوريين إلى الخارج يقول: «من المؤسف أن يضطر بعض الموسيقيين للسفر إلى الخارج وترك الوطن، شخصياً اضررت للسفر بسبب قلة الأمان وحالة الفوضى المنتشرة في ذلك الوقت بالإضافة إلى الخطر بسبب ظروف الحرب وأعتقد أن كثيراً من الموسيقيين السوريين اختاروا السفر لأن الحالة العامة كانت غير مشجعة في ذلك الوقت».

العَالَمِيَّةُ بِالنِسبَةِ لَهُ

وبالنسبة لقدرة الموسيقيين السوريين على إثبات حضورهم عالمياً يقول: «كل إنسان مسؤول عن نفسه وعن تطوير قدراته ليكون حاضراً عالمياً، وبرأيي إن الموسيقيّ القويّ مِنْ أيّ جنسيّة كان يستطيع أن يثبت نفسه وأن يجد عملاً ويستمر بإنتاجه الموسيقي والعزف بغض النظر عن جنسيته وبعض الموسيقيين السوريين المميزين استطاعوا الوصول إلى مستوى لائق موسيقياً ساعدهم على الظهور على المسارح الشهيرة. ترتبط العالمية بالنسبة لي بالانتشار وليس لها علاقة بالنوعية دوماً، ولكن إذا تحدثنا عن النوعية نجد أن هناك عدداً من الموسيقيين السوريين جيدين محترفين وقادرين على إثبات أنفسهم في كل مكان».

3- من إحدى جلساته مع آلته

نَشَاطُهُ المَحَلِّي قَبلَ سَفَرِهِ

عمل "أثيل حمدان" عازفاً منذ عام 1995 ومديراً للفرقة الوطنية السيمفونية 2004 وحتى 2014 وعضواً في رباعي دمشق الوتري.

شغل منصب مدير معهد "صلحي الوادي" بين عامي 2002 و2005، كما شغل منصب عميد المعهد العالي للموسيقا في الفترة بين 2004 وحتى 2014، وحول تجربته مع الفرقة الوطنية السيمفونية يقول: «هي فرقة محترمة جداً لها تاريخها الطويل غادرها بعض الموسيقيين لكنها مستمرة بفضل جهد الموسيقيين الموجودين حالياً والقادرين على أن يكونوا على مستوى لائق وهم جنود حقيقيون مجتهدون يستمرون بالعمل رغم كل الظروف، في "سورية" عدد جيد من الموسيقيين الجادين الذين يتمتعون بإمكانات ممتازة قادرين على صناعة الفرق وتحقيق الاستدامة للموسيقا السورية رغم سفر الكثيرين الذي ترك أثراً كبيراً لكن أتمنى أن تكون الفترة القادمة أفضل».

ويشير "حمدان" إلى أن الموسيقيين السوريين يعيشون ظروفاً صعبة بسبب الضائقة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وأنهم يتقاضون أجوراً زهيدة جداً بالنسبة لنوعية العمل الكبير الذي يقدمونه، ولساعات العمل الطويلة التي يقابلها مردود أكثر من هزيل قائلاً: «أتمنى أن يكون القادم أفضل لأن ظروف العمل الحالية صعبة ويضطر الموسيقيين القلائل الموجودين للقيام بعدة أعمال ما يضع أعباءً كبيرة عليهم قد تؤثر على إمكاناتهم الصحية، وأتمنى أن تتحسن الأوضاع وأن يحققوا النجاح والتألق الذي يستحقونه لقاء صمودهم».

فَنُّ التَّدرِيسِ

عمل "أثيل حمدان" في مجال التدريس بمعهد "صلحي الوادي" والمعهد العالي للموسيقا والمعهد العالي للفنون المسرحية، حول تجربته تلك يقول: «التدريس فنٌّ جميل جداً، عملت في تدريس الموسيقا منذ حوالي سبعة وعشرين عاماً، أحب مهنة التدريس وأحب نقل المعلومات وإيصالها للأجيال القادمة بالطريقة المثلى مضيفاً لها خبرتي كعازف والنتائج التي خلصتإليها من تجربتي الشخصية».

حُضُورٌ مُمَيَّزٌ

حول علاقته بآلة التشيللو يقول: «هي مرآتي بشكل أو بآخر أعبر من خلالها عن الأحاسيس والمشاعر التي تغمرني وأحاول أن ألوّنَ الأعمال التي أعزفها بألواني الموسيقية الشخصية وهذا ما أسعى إليه دائماً.

عزفت خلال مسيرتي الموسيقية كعازف أوركسترا مع فرق كثيرة منذ أن كنت طالباً، فقد عزفت لثلاثة مواسم في الأوركسترا السيمفونية بدار الأوبرا والباليه في مدينة "أوديسا" الأوكرانية ومع الفرقة السيمفونية المصرية، والأردنية واللبنانية، وكعازف أول في الفرقة الوطنية السيمفونية السورية.

أما كعازف صولو منفرد عزفت مع أوركسترات مختلفة منها أوركسترا معهد "كونسرفتوار أوديسا" الوطني في حفل التخرج وعزفت مع فرقة "لوس أنجلوس" السيمفونية، فرقة "براغ فيلهارموني"، فرقة "كمار سيمفوني برلين"، مع الفرقة السيمفونية لمدينة "بولونيا" الفرنسية وفرقة موسيقا الحجرة لمدينة "كور" السويسرية، فرقة الراديو لمدينة "كولونيا" الألمانية، ومع فرقتي الأم الفرقة الوطنية السيمفونية. وكان لي شرف الأداء مع قادة أوركسترا كبار مثل "كلاوديو ابادو"، "كورت ماسور"، "كارل سانت كلير"».

نشير إلى أن عازف التشيللو "أثيل حمدان" من مواليد "دمشق"عام 1970 حاصل على ماجستير في العزف على آلة التشيللو من "كونسرفتوار أوديسا الوطني" عام 1995.