حاله كحال الكثيرين من أبناء مدينة "حلب" تعلق مبكراً بحب الموشحات وسماع النغمات والموشحات والقدود الحلبية وهو طالب في المرحلة الابتدائية، وشارك مغنياً بالحفلات والمناسبات المقامة بمدرسته. مستفيداً مما يحفظه ويسمعه من مكتبة والده "عبد القادر قباني" الموسيقية والغنية والتي تحوي تسجيلات نادرة ومهمة لكبار المطربين الملحنين والعرب.

اِنطِلَاقَةٌ حَقِيقِيَّةٌ فِي المُغتَرَبِ

ويتابع المطرب "كامل قباني" عن بداياته ومشواره الفني بالقول لـ"مدونة الموسيقا": بقيت كل محاولاتي معدودة وخجولة وغير مؤثرة حتى سافرت في عام ١٩٩٣ بفرصة عمل خاص إلى دولة "الإمارات العربية" وتحديداً لمدينة "أبو ظبي"، وهناك وفي عام ٢٠٠٢ قررت التفرغ والتوسع بالمجال الغنائي أكثر، وشكلنا فرقة هواة فنية وكنت مع ستة عازفينن وبعد فترة تم دمجنا بفرقة الأقصى الفلسطينية المؤلفة من ٣٥ شخصاً ما بين عازف وراقص وكورال، عناصرها تألفت من جميع المغتربين من أبناء الدول العربية وقدمنا هناك عدة حفلات على مسرح "أبو ظبي" ومسرح مدينة "العين"، وشاركنا بالمهرجان الموسيقي الفرنسي داخل السفارة الفرنسية بـ"أبو ظبي" وقدمنا أغاني وحفلات متلاحقة من التراث الحلبي والقدود والموشحات وأغاني أخرى من أرشيف "عبد الحليم حافظ" و"أم كلثوم" و"كارم محمود" و"محمد عبد الوهاب" وغيرهم، وانحصر دوري بتلك الحفلات على دور المغني فيها، وكنت حريصاً على تجهيز نفسي ببروفات منتظمة قبل أي حفلة. وأفخر وأعتز في عام ٢٠٠٠ بطلب الممثل المصري الشهير "سمير غانم" مني الغناء في سهرة رمضانية، ما أعطاني الثقة وكسر حاجز الخوف من مواجهة الجمهور، وبقينا على هذا المنوال حتى عام ٢٠٠٧.

العَودَةُ إِلَى "حَلَب"

وبعد انتهاء فرصة عمله بالمغترب يتايع "كامل قباني": عدت لموطن رأسي والاستقرار بمدينتي "حلب" وفوراً التحقت بدورة موسيقية عند عازف العود "محمد قصاص" لمدة ستة أشهر لترسيخ وتقوية معلوماتي الموسيقية وزيادة المعرفة بالعزف على آلة العود والتوسع بعلم النغمات والمقامات.

1- المطرب كامل قباني

فِرقَةٌ رُبَاعِيَّةٌ مُشتَرَكَةٌ

2- المطرب كامل قباني في حديث لمراسل مدونة موسيقا بحلب زهير النعمة

واستمر المطرب "كامل قباني" بتقديم الحفلات والأغاني تلاها الانضمام لفرقة غناء رباعية تقدم حفلاتها بشكل فردي أحياناً وجماعي أحياناً أخرى، وتألفت من المطربين "أحمد خياطة" و"صفوان بدوي" و"زاهد بيرقدار" و"محمد الأسمر" بتقديم حفلات وسهرات على مسارح دار الكتب الوطنية والمراكز الثقافية ونقابة الفنانين وبندوة الشهباء ونقابة المحامين.. وحفلة الأمانة العامة للثوابت الوطنية، وتلبية دعوة سفر لتقديم حفلة غنائية في "لبنان". وأقمنا -بحسب قباني- في عام ٢٠٠٩ وعلى مسرح السبع بحرات حفلة وداع وتكريم لمدير المركز الثقافي بمناسبة تعيينه مديراً للمركز الثقافي بمدينة "مدريد" وقدمنا حفلة طربية حلبية مع أغانٍ "لأم كلثوم" لقناة "مسايا" التلفزيونية وشاركنا بحفلات جمعية العاديات أكثر من مرة وكذلك بالجمعية العربية المتحدة للفنون.

نَشَاطَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ خِلَالَ الأَزمَةِ

يقول المطرب "كامل" لم نتوقف عن تقديم الحفلات نهائياً خلال زمن الأزمة وكنا ننتقل تحت الظروف الصعبة من مسرح لآخر ومن حفلة لأخرى من دون توقف لعلنا نخلق البسمة والأمل لدى المتابعين وكنا نلقى الدعم والتشجيع بغية الاستمرار.

3- عازف الكمان نديم ناطور

وعن اللون الذي يشتهر ويجيده ببراعة يقول "كامل": أنا معجب بأغاني وصوت "ملحم بركات" و"وائل كفوري" و"راغب علامة" و"جورج وسوف" وأحب غناء التراث المصري القديم وذلك لأثبات مقدرة الفنان الحلبي على أنه يستطيع الغناء بأي لون ومقام ولهجة مهما اختلفت عن مدرسته الأصلية ويعود ذلك لحفظه القدود والموشحات والدور والموال.

اللِّقَاءُ بِالفَنَّانِ الكَبِيرِ "صَبَاح فَخري"

يفخر المطرب "كامل قباني" كما يروي لـ"مدونة موسيقا" بلقائه بالفنان الكبير الراحل "صباح فخري" في فندق "شهباء حلب" في عام ٢٠١٨ حيث طلب سماع صوته وتحديداً بأغاني السيدة "أم كلثوم" والتي لحنها الموسيقار "بليغ حمدي" ولمدة ساعة قدم خلالها أغاني مثل "ألف ليلة وليلة" و"سيرة الحب" وحكم علينا الهوى" و"حب أيه"، ليلقى الرضا والثناء من الفنان الكبير على ما قدمه مع إعطائه عدة نصائح للمستقبل.

4- عازف قانون الدكتور أحمد أغا القلعة

الغِنَاءُ لِجَمعِيَّةِ العَادِيَات

5- المطرب كامل قباني مع الفنان الراحل صباح فخري

قدّم المطرب "كامل" خلال الأعوام الأخيرة عدة حفلات مهمة بالتعاون مع زميله "زاهد بيرقدار" لجمعية العاديات وبمناسبة مرور ٣٠ عاماً على افتتاح صالة الخانجي للفنون التشكيلة وكذلك في صالة تشرين، وعام ٢٠٢١ حفلة مميزة بمسرح نقابة الفنانين وآخرها قبل أسبوع على مسرح المركز الثقافي بحي العزيزية.

الجدير بالذكر أن المطرب كامل قباني من مواليد مدينة حلب لعام ١٩٧٣ درس الحقوق بجامعة "بيروت" العربية. طموحه الفني التوسع والبحث في التراث والقدود والموشحات وغناء ما لم ينشر ويغنَ سابقاً وبالتعاون مع باحثين ومهتمن. ويعتبر ذلك -إنْ وُفِّقَ به كما يقول- إنجازاً لايقدر بثمن للموسيقا والتراث السوري.

شَهَادَاتٌ فَنّيَّةٌ

عازف الكمان القدير "نديم ناطور": "كامل قباني" مطرب يملك صوتاً وإمكانيات جيدة، حفلاته ناجحة وأسهمه في ارتفاع ضمن الوسط الفني، فهو يجيد غناء عدة ألوان وهو موفق بأدائها.

فيما عازف القانون الدكتور "أحمد آغا القلعة" قال: رافقت المطرب كامل بعدة سهرات فنية وكان موفقاً ومقنعاً لأبعد الحدود ولقى الدعم والمساندة من الجمهور، وهو يملك عرباً وخامة صوتية مميزة.