أطربت فرقة "التخت الشرقي النسائي" سمع الحاضرين بتوليفة متناغمة من الموسيقا الشرقية وأغانٍ تراثية عريقة، بهدف إحياء التراث الموسيقي السوري والعربي بأشكاله المتنوعة، في مهرجانات عدة وحصدت بذلك جوائز وتكريمات عدة.

البدايات

في عام 2003 اجتمعت مجموعة من الموسيقيات من خريجات المعهد العالي للموسيقا في دمشق لتشكيل فرقة "التخت الشرقي النسائي" بهدف تقديم مشروع فني إنساني نسائي للوسط الثقافي السوري والعربي، يعطي مساحات موسيقية من تراثنا، ويعيد صياغته بإحساس أنثوي محاولين من خلاله جمع البراعة والتطلع المستمر نحو تقديم الأفضل، حيث بدأْنَ العمل على إحياء تقاليد الغناء والعزف الآلي الموسيقي الكلاسيكي. هذا ما قالته لـ"مدونة موسيقا" مديرة فرقة "التخت الشرقي النسائي" عازفة القانون "ديمة موازيني" وتابعت: في التاسع من نيسان عام 2003 وبدعم من مدير دار الأوبرا آنذاك الدكتور "نبيل اللو" ولضرورة حضور العنصر النسائي في الساحة الموسيقية السورية تم تشكيل الفرقة، وكانت أولى مشاركاتنا خارج سورية في "أمستردام" بمؤتمر الشرق الأوسط الموسيقي، تم اختيار العازفات بناء على تشكيل التخت الشرقي من الآلات: القانون، العود، الناي، والإيقاع، والدف، وتمت إضافة الوتريات كالكمان والتشيلو والكونترباص، والفيولا.

1- فرقة التخت الشرقي النسائي السوري

ومؤخراً أعادت الأمسية الدمشقية في قصر العظم الألقَ لمجموعة من الأغاني التراثية والطربية التي أحيتها موسيقيات التخت الشرقي النسائي على القانون "ديمة موازيني"، والكمان "رزان قصار"، والكونترباص "ليلى صالح"، والعود "هبة عودة"، و"خصاب خالد" على آلة الرق، وعلى آلة الدف" ميرفت رافع"، و"راما البرشة" على الفيولا... وشارك بالأمسية المغنيان "أحلام ديب" و"ريان جريرة".

جولات عالمية

الفرقة، المكونة من ثمان أو تسع موسيقيات، قدمت منذ تشكيلها العديد من الأمسيات الموسيقية مثل حفل مؤسسة الموسيقا في الشرق الأوسط music in me 2004، وحفل افتتاح مركز "نمرين الموسيقي" للأطفال، وحفل في القاعة الشامية بالمتحف الوطني في دمشق عام 2008، وحفل افتتاح المركز الثقافي الفلسطيني في دمشق، وحفل افتتاح الأسبوع الثقافي السوري في بكين-الصين عام 2004، إضافة الى مشاركات ضمن فعاليات مؤتمر موسيقا الشرق الأوسط في أمستردام- هولندا، وأمسيات موسيقية في الإمارات العربية المتحدة واليونان وألمانيا وباكستان.

عازفة القانون ديمة موازيني التخت الشرقي النسائي

مهرجان "تحيا لموسيقا"

وأحيت الفرقة حفلاً بمناسبة "اليوم العالمي للموسيقا" حيث افتتحتْ مهرجان "تحيا الموسيقا" الذي أقيم في متحف التقاليد الشعبية المعروف بـ"قصر العظم"، حين صدحت بألحانها وأنغامها في جنبات المكان الذي يجمع بين التاريخ والعراقة والأصالة، وأدت مجموعة متنوعة من المقطوعات الآلية والغنائية، منها أغنيات "يا مال الشام" و" كلّ دا كان ليه" و"يا مسافر وحدك" و"أوعدك" و"يا بدع الورد".

افتتحت الفرقة الحفل بمقطوعة آلية سماعية للأستاذ "حسان سكاف"، ومقطوعة بعنوان "صوت الفارابي أحلام امرأة" من تأليف الموسيقية "ديمة موازيني"، لتختتم الأمسية بوصلة تراثية، وكان للأغاني الطربية حضوراً لافتاً خلال الأمسية.

وكخطوة جديدة لافتة في مسيرة فرقة "التخت الشرقي النسائي"، سعت من خلالها إلى خلق تمازج بين الإحساس الأنثوي والرجولي، كان هناك مشاركة للمغني الشاب "ريان جريرة" أدى أغنية من التراث السوري "يا مال الشام"، اختُتمتْ الأمسية بها.

الفرقة من خلال أمسياتها ومشاركاتها الموسيقية حاولت خلق توازن بين المقطوعات الآلية والمقطوعات الغنائية وحافظت على خصوصيتها بإصرارها على المحافظة على برنامجها الطربي الأصيل.