رامح وردة
(مادة من أرشيف مدونة وطن/ الخميس 10 كانون الأول 2009)
"أم جهاد"... ما إنْ يقع هذا الاسم على أذن السامع في مدينة "السقيلبية" حتى تتراءى أمام ناظريه تلك الشخصية "السقيلباوية" الغنية بمكنونات روحها وأحاسيسها، والتي أغنت مجالس الفرح والحزن بشدو صوتها الجميل، وشعرها المرتجل منه أو المحفوظ والمحفور في ذاكرتها المتوقدة ذكاءً وفطنة.
السيدة الفاضلة "رتيبة أسعد رزوق" والمعروفة بأم جهاد تقول: "لقد ورثتُ جدي المرحوم "نايف أسعد رزوق" في مخيلته الإبداعية، حيث قصصه وحكاياه المرتجلة والمدونة، ملأى بالخيال والتشويق والدهشة، وقد حفظها وتناقلها الأقدمون وقصوها في أمسياتهم وليالي سمره".
كما تضيف الخالة "أم جهاد" قائلةً: "أنا من مواليد عام 1933، لا أعرف القراءة، ولا الكتابة، لكنني أمتلك ذاكرة جعلتني أختزن الكثير مما سمعته، كما أصغيت بانتباه وحرص لما قاله ورواه جدي وأنا طفلة، وفتحت بصري ومخيلتي على مواسم العمل في الأرض والحقول، وما يتخللها من قصص ومشاهد حياتية يومية تحاكي فيها أيام "السقيلبية" القديمة وناسها وأمكنتها".
ولدى لقائنا مع الباحث والفنان "غيث العبد الله" الذي أعطى رأيه في هذه السيدة الرمز فقال: "أم جهاد منارة مشعة، ذات حضور جميل وآسر يضفي على الآخرين البهجة والفرح، ويمنحك طاقة إيجابية، ودافعاً قوي الإرادة نحو الحياة والعمل والإبداع...أطال الله بعمرها ومنحها الصحة والعافية على الدوام".
ويتابع: «أذكر في العام /2005/ وفي الربيع تحديداً كنا معها في استقبال الأديب والروائي الكبير "حنا مينة" حين زار" السقيلبية"، وكان صوتها يصدح بأجمل المواويل والأهازيج المرتجلة، فرحاً بقدوم هذا الضيف الكبير، ولما غادرَ كتب وتحدث عنها، وعن جمال صوتها، وسطوة تألقها، وقوة تعبيرها".