بجهد كبير ومثابرة لا تعرف الملل استفاد من وجوده في جو الإنشاد والمدائح ومن خلالها انطلق إلى عالم الفن الأصيل ووصل إلى مراتب وأماكن لم يكن ليصل إليها لولا السهر والتعب وانتهاج طريق أصيل لا ينتهي ولا ينضب "طريق الفن الراقي الملتزم". نتحدث هنا عن العازف الأستاذ "عبد الباسط بكار" الذي يعرفه كل من له باعٌ في الموسيقا في مدينة "حلب" وربما أبعد من ذلك
(مادة من أرشيف مدونة وطن eSyria 2011 )
وقد خص الأستاذ "عبد الباسط" موقع eSyria بلقاء حدثنا فيه عن بداية مشواره قائلاً: «ولدت في قرية "تادف" التابعة لمدينة "حلب" عام /1962/ لكني سكنت في المدينة من البدء. فكنت أرافق والدي إلى زاوية دينية تسمى "الكلتاوية"، أيضاً أخوالي كان لديهم زاوية مدائح (زاوية عجان الحديد) وهم من أسسوها، بمعنى إني ولدت ضمن جو مملوء بالأصوات الجميلة والسميعة العارفة، تعلمت من هذه الزوايا أصول النغم والإنشاد الديني، فوجدت في نفسي شغفاً للفن وحباً للنغم، بعد ذلك وفي عام /1976/ انتسبت لمعهد حلب للموسيقا وتعلمت العزف على آلة العود على يدي الأستاذ المرحوم "نديم الدرويش"، وبعد تسع سنوات أي في عام /1985/ بدأت بتعلم آلة الكمان أيضاً في معهد حلب على يدي الخبير الروسي "ميشيل بوريزنكو" تابعت خلالها تعلم أصول الكورال والغناء الشرقي بإشراف الأستاذ "نديم الدرويش" والأستاذ المرحوم "يوسف حجة".
ثم سافرت إلى لبنان وأقمت عدة ورشات عمل ودراسات خبرة مع الأستاذ "جورج رفائيل" في "الكونسرفتوار" اللبناني- جامعة الكسليك.
شيء من سيرة ذاتية
عمل "بكار" مع المرحوم "صبري مدلل" من عام /1991/ حتى وفاته، وكان رئيس فرقة الفنان "شادي جميل" لسنوات عدة، كما عمل مع أسماء عربية لامعة أمثال المطربين العراقيين "ياس خضر"، و"سعدون الجابر"، والمطرب التونسي "لطفي بوشناق"، كما قاد فرقة طالبته "شهد برمدا" لمدة سبع سنوات متتالية، وعمل مع الأستاذ الكبير "صباح فخري" في سبع حفلات داخل وخارج سورية، كما كان أحد المؤسسين لفرقة "سلاطين الطرب" مع المنتج اللبناني "يوسف الحاج"، ورئيساً لفرقة نقابة الفنانين لمدة خمسة أعوام، ومن مؤسسي فرقة "أورنينا" مع الأستاذ الكبير "محمد قدري دلال" عام /1994/، والآن يدرّس فنون الغناء وآلتي العود والكمان في معهد الأستاذ "صباح فخري"، كما يدرس الموسيقا العربية والفارسية والتركية والعراقية، يقول عن مشاركاته أيضاً: «لي مشاركات وحفلات كثيرة، مثلاً مع المرحوم "صبري مدلل" في مهرجان "بيت الدين" في لبنان، مهرجان "جرش"، وفي دار الأوبرا في "القاهرة" وعدة حفلات في ألمانيا، كما عزفت مع المنشد "محمود فارس" في أيطاليا، ومع الأستاذ "صباح فخري" في دار الأوبرا المصرية. إضافة للفنان "شادي جميل" في كل من السويد وفنزويلا والكويت، كما كان لي شرف التعاون مع الأستاذ الكبير "محمد قدري دلال" في الهند، وفي دار الثقافات العالي في باريس، حيث قدمنا أمسية خاصة من ألحان الفنان الكبير "بكري الكردي"».
مع رباعي معهد صباح فخري
أسس "بكار" تجمع "فرقة التراث للغناء والموسيقا العربية" عام /1998/ وهي تضم المطربين: "عبود بشير، عامر عجمي، حسام لبناني، محمد يوسف، فتحي أحمد، شهد برمدا"، شاركت هذه الفرقة في عدة مهرجانات أبرزها مهرجانات "المدينة" و"الحمامات" في تونس عام/2002/.
ولدى سؤاله عن وجود أعمال خاصة به أجاب الأستاذ "عبد الباسط": «لي عدة قوالب آلية منها: سماعيات "أشواك، الغيرة، أوراق". مقطوعات موسيقية: "الغروب، نسيم الصبح، رحيل" ومن قالب "اللونغا" ثلاث مقطوعات، كما كان لي تجارب في التلحين منها: قصيدة بعنوان «رجاءً لا تزيديني» غناها الفنان "عبود بشير". وأغنية بعنوان "أرجع ليه" غناها طالبي في المعهد "محمد طيفور". وأغنيتا "عهدنا" و"كيف أنسى" غنتهما طالبتي "تسنيم سواس". وقصيدة "دامت أفراحك يا وطني" وقد غناها كورال المعهد.
ومؤخراً تم إصدار ألبوم (CD) بعنوان: "رباعي معهد صباح فخري" للأصوات الواعدة والطلاب المشاركين فيها هم: "تسنيم سواس، محمد طيفور، زين آلتنجي، حازم شريف". كما حاز عدد من طلاب المعهد عدة جوائز محلية وعربية ودولية لمشاركتهم في مسابقات آلة العود وهم: "آلاء شوا، أسامة بدوي، أيهم العبد الله».
وختم الأستاذ "عبد الباسط" حديثه بكلمة أخيرة للجيل قال فيها: «كلما ازددت علماً ازددت علماً بجهلي، أتوجه بالنصيحة لأي إنسان يهوى الفن أن ينتهج الطريق الأكاديمي، فالدراسة أولاً وأخيراً».
الجدير ذكره أن الأستاذ "عبد الباسط بكار" عضو في اللجنة السورية للحفاظ على التراث.