تأسست جوقة "الفرح"، وهي جوقة كنسية سورية تطوعية تتبع كنيسة "سيدة دمشق"، في عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين. يؤمن كل فرد من أفرادها بأن الجوقة تحاول أن توقظ كلّ ما فيه من طاقة هائلة وإمكانيات لا محدودة كما يؤمن بأنّه من خلال الترنيم والإنشاد والغناء يرتقي بنفسه وبوطنه وبالعالم.
للتعرف أكثر إلى جوقة "الفرح" تواصلنا مع الأب "الياس زحلاوي" مؤسس الجوقة الذي يقول لمدونة الموسيقا: «تأسست الجوقة في ميلاد عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين واتخذت من كنيسة "سيدة دمشق" في حي "القصور" بدمشق مقراً لها، بدأت مع خمسة وخمسين طفل وطفلة وكبُرت عبر السنين لتلامس عتبة السبعمئة مرنم أعمارهم تتراوح بين السابعة والخامسة والسبعين سنة، ويبلغ اليوم عدد أفراد الجوقة أكثر من خمسمئة مرنم ومرنمة».
أقسَامُها الخَمسَة
تُقسم الجوقة إلى خمسة أقسام بحسب الفئات العمرية، وجميعها تندرج تحت اسم جوقة "الفرح" لكن التقسيمات الخمسة هي لاختلاف طبيعة الصوت حسب العمر وكل جوقة تنشد الأغاني والترانيم المناسبة لطبيعة صوتها، حيث تستقبل الجوقة الأطفال من عمر السبع سنوات لتعليمهم الصولفيج في المرحلة الأولى وتدريبهم ليكونوا فيما بعد قادرين على خدمة القداس الإلهي في الكنيسة والطقوس الكنسية، وأيضاً المشاركة في الأمسيات التي تقدّمها الجوقة بمختلف المناسبات.
وتتألف جوقة "الفرح"من الجوقة التحضيرية التي تضم أطفالاً من الصفوف الثاني والثالث والرابع لمرحلة التعليم الأساسي يدربها "مروان نخلة" وفي هذه المرحلة يتعلم الأطفال الصولفيج.
أطفال جوقة الفرح وتضم طلاب الصفوف من الخامس إلى العاشر تدربها "كلوديا توما".
الجوقة الوسطى تضم الأفراد من صف الحادي عشر إلى السنة الجامعية الثانية يدربها "رياض معوض".
الجوقة الجامعية وتضم الجامعيين اعتباراً من السنة الثالثة إضافة لمراحل التخصص وبداية الدخول إلى معترك الحياة العملية، تدربها "رجاء الأمير".
والجوقة الكبرى التي تضم الفئة العمرية ما بعد الدراسة الجامعية والتخصصية التي يدربها د."حبيب سليمان"، ولكل جوقة مسؤول إداري عام يتعاون مع مجموعة من الإداريين لتحضير، إدارة نشاطات وفعاليات الجوقة بالتنسيق مع المسؤول الفني.
قَائِدُ السّفينة
يعتبر الأب المؤسس "الياس زحلاوي" قائد السفينة، وله دور توجيهي لقيادة الجوقة حسب الرؤية والرسالة المعدّة لها، وهو مرشد روحي للجوقة ككل وللأعضاء كأفراد يقوم بدور تربوي من خلال زرع محبة الله ومحبة الوطن والإنسان في قلوب الأعضاء، ويتولى مهمة العلاقات العامة داخل وخارج "سورية" التي تساعد الجوقة في فتح آفاق جديدة إلى جانب دوره في تدوين تاريخ الجوقة في مختلف مراحل نشأتها وتطورها وانتشارها.
مُشارَكاتٌ داخليةٌ وخارجيةٌ
منذ تأسيسها حتى اليوم تسعى جوقة "الفرح" للمشاركة في نشاطات داخل وخارج "سورية" ومن هذه النشاطات بحسب الأب "الياس زحلاوي" خدمة الطقوس الكنسية البيزنطية على مدار السنة، المشاركة في أمسيات تكريم عمالقة الفن مثل الفنانين "وديع الصافي"، "زكي ناصيف"، "الرحابنة"، المشاركة في أمسيات ميلادية كبيرة ضمت معظم أفراد الجوقة قُدّمت في دار الأسد للثقافة والفنون، ومشاركة في أمسيات مشتركة مع فرقة منشدي مسجد بني أمية بقيادة الشيخ "حمزة شكور" وأخرى روحية وإنسانية ووطنية في "دمشق" وعدة محافظات سورية.
وفي الخارج قدمت الجوقة أمسيات وصلوات في "لبنان"، "الأردن" وفي عدة دول منها "إيطاليا"، "فرنسا"، "بلجيكا" "هولندا"، "ألمانيا"، "استراليا" وفي "الولايات المتحدّة الأميركية".
وفي نفس السياق تأسست جوقات "الفرح"مصغّرة بفضل أبناء وبنات من جوقة الفرح هاجروا إلى "كندا" و"الولايات المتحدة الأميركية" تعمل لتكون مرتبطة دائماً برسالة وأهداف جوقة الفرح بدمشق وبتعاون مستمر مع مسؤولي الجوقة.
لغة واحدة
يقول الأب "زحلاوي": «تؤمن الجوقة بأنها جماعة مسيحية عربية سورية لغتها المحبّة المعطاءة بالترنيم الديني وبالفن الراقي المبدع، وانطلاقاً من إيمانها بالله والأرض، بأنها تبني جسوراً من المحبّة والانتماء وفرح العطاء بين الإنسان وذاته والإنسان وابن وطنه وكل إنسان على امتداد الأرض».
لِقاَءٌ خاص
من أعضاء الجوقة الجامعية تواصلنا مع "ناي الأشقر" وهي عضو في الجوقة الجامعية منذ عام ألفين واثنين تقول: «كنت في الصف الثاني عندما انضممت للجوقة بتشجيع من والدتي التي كانت عضوة فيها منذ تأسيسها، ومن أبرز مشاركاتي معها رحلتنا الى "الولايات المتحدة الأميركية" عام ألفين وتسعة ومشاركة في مناسبات الميلاد الجماعية في دار الأوبرا حيث ساعدتني الجوقة في بناء شخصيتي وتعلمت منها العطاء دون مقابل والتعرف إلى أصدقاء أصبحوا كالعائلة بالنسبة لي، وكنت في فترة معينة من المسؤولين عن الجوقة الابتدائية مما زاد قدرتي على تحمل المسؤولية وزاد انتمائي للجوقة التي نسعى من خلالها لتقديم رسالة الفرح والمحبة وهذه الرسالة تحقق لنا السعادة الحقيقية ومن خلال العطاء نجني الفرح برؤية ابتسامة، ضحكة ودموع الفرح في عيون الآخرين».
نتاجُها
نشير إلى أن لجوقة "الفرح" عدة ألبومات من إنتاجها بشكل كامل وهي: "دراج النور" ألبوم يضم تراتيل للعذراء مريم عام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين، و"ضلّك ضوّي" ألبوم لعيد الميلاد عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين، و"إلى متى" ألبوم يضم ترانيم من أجل الوحدة المسيحية، إضافة إلى ألبومات أخرى سجلتها الجوقة منها: "إليك الورد يا مريم"، "عند أقدام الصليب"، "ترانيم جناز المسيح" عام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين، "كرمالن" بمناسبة عيد الشهداء عام ألفين وأربعة عشر.