في عام 1995 جمعت الصداقة وشغف الموسيقا أفراد فرقة "كلنا سوا" ودفعتهم لتشكيل الفرقة التي تقدم فنها بأسلوب خاص استطاعت من خلاله الوصول إلى الجمهور وتحقيق الانتشار عبر تقديم ألبومات خاصة أو من خلال إقامة الحفلات محلياً، عربياً وعالمياً ورغم توقفها بسبب الأزمة إلا أن التحضير لمشاريع قادمة لا يزال قائماً بين أفرادها.
"مدونة الموسيقا" تواصلت مع الفنان "بشار موسى" أحد مؤسسي الفرقة والذي يقول: «الفرقة مستمرة لكن بسبب الظروف التي مررنا بها ومرت بها بلدنا "سورية" تفرق أفرادها وأصبح كل منا في مكان وهناك مشروع جديد يتم التحضير له لكن لا يمكنني تحديد موعد انطلاقته، نستمر بالتحضير له حتى يفرض نفسه، بالأساس الفرقة نفسها طويل أي أنه يمكن أن يستمر العمل على مشروع موسيقي غنائي لسنوات حتى ينضج مثلاً عند تحضيرنا ألبوم "إذاعة كلنا سوا" لم يكن هناك موعد محدد لانطلاقته بل انطلق عندما أصبح ناضجاً من كل النواحي الفنية، ليس لدينا مخطط زمني محدد ولكن العودة قريبة».
كلنا سوا" مشروع مستمر
الفرقة حاضرة على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال حسابات رسمية خاصة بها على يوتيوب، فيس بوك، انستغرام، أنغامي، وحول ذلك يوضح "موسى" أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب الدور الأكبر لأي عمل موسيقي، مؤكداً أن شكل الموسيقا قد تغير بوجود تلك الوسائل حيث أصبح بإمكان أي فرقة موسيقية أن تظهر وتستمر فقط من خلالها.
مبيناً أن "كلنا سوا" مشروع موسيقي مستمر وليس له علاقة بالأفراد، وأنها تقوم بتنفيذ أعمالها بنفسها ولا تحتاج لتدخل مُنتج وهذا أمر كان يصر عليه أفرادها للحفاظ على تجربة الفرقة بالشكل الذي تريده دون تدخل إنتاجي حيث أن جميع ألبومات الفرقة من إنتاجها.
فترة التأسيس!
وبالعودة لفترة التأسيس يقول "موسى": «جمعتني في فترة الدراسة الجامعية صداقة مع الموسيقي "إياد الريماوي"، وكذلك الأمر ربطت "أيهم العاني"، و"سونيا بيطار" علاقة صداقة وبعد أن تعارفنا إلى بعضنا البعض لمعت الفكرة بيننا نحن الأربعة لإطلاق الفرقة عام 1995، ثم بدأت تكبر الفرقة وتصبح الأمور أكثر جديةً، وأخذ المزيج الموسيقي الذي يجمعنا يتضح بشكل أكبر ذلك الذي يجمع بين الموسيقا الشرقية والسورية من جهة والموسيقا الغربية من جه أخرى، إلى جانب تفاهمنا مع بعضنا البعض بعلاقة صداقة مميزة كل تلك العوامل شكلت "كلنا سوا" التي يتراوح عدد أفرادها على المسرح بين ثمانية وأربعة عشر فرداً».
وشكلت "كلنا سوا" عند انطلاقتها حركة موسيقية جديدة في "سورية" من حيث شكلها، توزيعها للأغاني، الكلمات التي تغنيها والمزيج الموسيقي الذي تقدمه وحول ذلك يقول "موسى": «نحن ننتمي إلى عالمي الموسيقا الغربية والشرقية معاً وهذا أكثر ما يميزنا، كنا نحيي حفلات "روك" في تلك الفترة ثم قدمنا موسيقا "فيوجن" أي تلك التي تمزج أنواعاً موسيقية مختلفة مع بعضها البعض كل تلك العوامل جعلت الفرقة تحقق نجاحاً لم نكن نتوقعه، استطاعت أن تخلق موجة جديدة بالموسيقا، وبدأت تظهر فرق ذات شكل غربي وأصبحت فكرة (باند- الفرقة الموسيقية) متداولة، كما أنها كانت من أوائل الفرق التي وقعت عقود مع شركة "إي إم آي ميوزك" لتوزيع الألبوم الذي انتشر في العالم وحقق نجاحاً جيداً كل ذلك شكل حافزاً لدى الموسيقيين في "سورية" لإطلاق ألبوماتهم الخاصة».
محطات عالمية
حول أبرز محطات الفرقة يقول "موسى": «التواصل مع الجمهور عبر الألبومات والحفلات جعلا تجربتنا تنضج بشكل أكبر حيث شكل كل ألبوم محطةً هامةً في مسيرة الفرقة إلى جانب الحفلات ومنها ثلاثة وعشرين حفلاً قدمناه عام ألفين وخمسة في "الولايات المتحدة الأميركية" وحصلنا فيها على جائزتين للسلام وكانت "كلنا سوا" الفرقة السورية الأولى التي تعزف في مقر "الأمم المتحدة"، وشخصياً أعتز بالتعاون مع الفنان الكبير "محمد منير" وأعتبر كل خطوة قامت بها الفرقة هي محطة هامة في تطور عملها».
علاقة فريدة بين أفرادها
من جهته "سيمون مريش" موسيقي وعازف من أفراد الفرقة يقول: «تمت دعوتي للمشاركة مع الفرقة التي تقدم أغاني تراثية بتوزيع جديد مثل "نزلن على البستان"، "وين ع رام الله"، وأخرى خاصة بها مثل "خاتم تنك"، "لما بيعلا صوتي"، "سفينة نوح"، لامستني طبيعة العلاقة بين أفرادها مغنيين وعازفين، احتوت على أربعة أصوات هي "بشار موسى"، الموسيقي "إياد الريماوي"، "أيهم العاني"، والمغنية "سونيا بيطار"».
ردود فعل إيجابية
ويكمل بقوله: «الفرقة ليست مجرد ذكريات بل على العكس أحب أن أشبه فرقة "كلنا سوا" بسورية الصغيرة لأنها تضم موسيقيين كل منهم من منطقة وثقافة مختلفة عن الآخر يجمعنا استوديو واحد، علاقتنا متناغمة مع بعضنا البعض كان الكل يتحدث ويستمع للآخر ويتم تبادل الأفكار والخبرات مما جعل النتاج الموسيقي يصل للجمهور بشكل أسرع وينتشر في مناطق لم نكن نتوقعها منها "مصر" و"المغرب"».
بحسب "مريش" فرقة "كلنا سوا" ليست نجم واحد بل هي عبارة عن جسد مكون من عدة أفراد كل فرد منها يشكل حالة إبداعية بحد ذاته ويقول: «فرقة "كلنا سوا" كانت الفرقة العربية الأولى التي قدمت "كونسبت ألبوم" أي عبارة عن ألبوم مكون من أغاني تربطها حكاية واحدة من الأغنية الأولى وحتى الأخيرة، وكانت طريقة الربط فكرة "إذاعة كلنا سوا" وكأن شخص يستمع للراديو ويتنقل بين المحطات ليستمع للأغاني المتنوعة تلك التي لها علاقة بالحب، وأخرى ذات طابع تراثي، وإنساني».
نشير إلى أنه للفرقة عدة ألبومات هي على الترتيب "سفينة نوح"، "شي جديد"، "كلنا سوا"، "موزاييك"، "إذاعة كلنا سوا" عام 2008 وهو آخر ألبوم حتى الآن.