حرصت الفنانة "ليندا بيطار" على التواصل المستمر مع جمهورها من خلال إحيائها العديد من الحفلات الموسيقية في المحافظات السورية، حيث تمكنت من تحقيق انتشار واسع لأغانيها على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى قناتها الرسمية على اليوتيوب منذ سنوات إلى اليوم، مؤكدة أن الفن جزء من حياة المجتمع ويجب أن تصل رسالته على أكمل وجه.

البِدَايَةُ كَانَتْ مِن الكُورَالِ

انطلقت الفنانة ليندا بيطار بمشوارها الفني عن طريق كورال الكنيسة، وكورال المدرسة الذي كان يعنى بالموشحات هكذا قالت الفنانة لموقع "مدونة الموسيقا"، وتتابع: «أرى نفسي محظوظة بوجود الكورال الذي أتاح لي هذه تنمية موهبة غناء القدود والموشحات وذلك في مدينة حمص بقيادة أستاذي مرشد عنيني، فنشأت على حفظ هذه الموشحات وأدائها في العديد من المناسبات، أما بالنسبة لكورال الكنيسة كنت أردد الموسيقا البيزنطية واليونانية والتي ساهمت بشكل فريد في تكوين شخصيتي الموسيقية».

مَوهِبَةُ الفَنَّانِ لِكُلِّ النَّاسِ

وفي معرض حديثها أشارت الفنانة "ليندا" إلى التجدد في أغانيها، بحيث تستند في انتقاء أعمالها على التنوع والاختلاف وتضيف: «بالنسبة للأغاني (ملبك وأخفي الهوى) هي أغانٍ خاصة بي، أما أغنية (يمة يا يمة) هي أغنية للمغنية داليدا رحمة، أديتها بصوتي من جديد، وكل عمل أطرحه أحب أن يكون مختلفاً عن الذي قبله بهدف أن يكون هناك نوع من التجديد، حتى يسمعها الناس بطريقة جديدة، وأحافظ طبعاً على سوية الكلام في كل أغنية، حتى لو كان بالفصحى مثل (أخفي الهوى) هي باللغة الفصحى، لكن شددت أن تكون كلمات الأغنية تلامس مشاعر الناس وقلوبهم حتى تُفهم المعاني فيها بكل سلاسة وسهولة، ثم يأتي بعد اختيار كلمات الأغنية انتقاء اللحن ثم التوزيع، فدائماً أنتقي الأعمال التي تناسب الموسيقيين وبذات الوقت تكون محببة وألا تكون غريبة، لأن موهبة الفنان يجب أن تكون مقدمة لكل الناس وليست مستهدفة لفئة معينة فقط، وبرأيي الحالة الفنية بسورية بالعموم جيدة، بدليل أنه يوجد الكثير من الأصوات الجميلة أعمل على تدريسها في المعهد العالي للموسيقا، وتبشر بمستقبل جداً مهم، بالطبع فترة الحرب أثرت على غياب خامات وطاقات فنية كبيرة، لكن من خلال تدريسي بالمعهد وتواجدي فيه أغلب الوقت، كما أن وجود مواقع التواصل الاجتماعي، سوف تساعد هذه الأصوات لأن تنجح بالفعل، لكن ذلك مرتبط بتقديم الفنانين الجدد أنفسهم للناس عبر هذه المواقع بالشكل الصحيح، لذلك أرى أن طريق الفن يسير نحو الأفضل، وبالتأكيد سنعود جميعاً لتلك الأيام عهدناها في السابق من الناحية الموسيقية».

1- الفنانة ليندا بيطار
2- الفنانة ليندا بيطار في إحدى إطلالاتها

خَمسُ أَغَانٍ جَدِيدَةٌ

3- ليندا بيطار في إحدى حفلاتها

بالنسبة للمشاريع الجديدة تفيد الفنانة "ليندا بيطار" بإنها بصدد التنفيذ في الفترة المقبلة، وتجهز تقريباً خمس أغانٍ خاصة بها متنوعة، شارك في تلحينها كل من الفنان الكبير إلياس كرم والفنان رواد زكور والمايسترو عدنان فتح الله، من الأغنيات تجربة جديدة تعمل من أجلها الفنانة بكل حماس لأن تسجلها بصوتها وتتابع بالقول: «بالتأكيد لم تعد موجودة اليوم الأغنية الشرقية الكلاسيكية مثل أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب، وبالتالي أصبحت الأغنية الحديثة الشرقية تتقبلها الناس بشكل مختلف عما مضى، مثل أغنية أخفي الهوى هي أغنية شرقية، بحيث يمكن أن يقدم الفنان الأغنية الشرقية ولكن ليس بالضروري بذات (الثقل) القديم، ورغم أننا في زمن لم يعد فيه المخضرمون أمثال زكريا أحمد والقصبجي وغيرهم الذين واكبوا العصر الذهبي للأغنية الشرقية، لكن هذا لا يمنع من تقديم أغانٍ شرقية بطريقة جديدة، وإذا وظِّفت التقنيات الحديثة في الموسيقا الشرقية بطريقة تناسبها وتخدمها أرى ذلك بأنها يمكن أن تفيدها ولن تضرها».

يذكر أن الفنانة "ليندا بيطار" مطربة سورية من مدينة حمص، تخرجت من المعهد العالي للموسيقا عام 2007، درست الغناء الأوبرالي لمدة ثلاث سنوات ثم اختصت غناءً شرقياً.