ولد الفنان "جلال جوبي" في مدينة حلب 1969 بحي "التلفون الهوائي" ونال الشهادة الثانوية، هو الابن البكر لوالده جودت جوبي، وبداياته كانت عام 1980 في معهد "حلب" للموسيقا وكان مديره آنذاك الأستاذ الراحل "ماجد العمري"، كانت رغبته بتعلم العزف على آلة القانون ونظراً لارتفاع سعرها في ذلك الوقت، فاختار آلة جديدة هي "الكمان" وبدأ بدراسته عند العلامة الأستاذ "يوسف حجه" في معهد "حلب للموسيقا" الذي كان يضم خيرة الأساتذة العظام مثل "مصطفى علي الدرويش" نجل العلامة الشيخ "علي الدرويش".

وعن تتمة دراسته وتفوقه بالمعهد الموسيقي يقول "جوبي" لـ"مدونة الموسيقا": "نجحتُ من الدورة الأولى إلى الثانية، وطبعاً انتقلت لتكملة الدراسة النظرية عند الفنان الكبير "نديم علي الدرويش" نجل "الشيخ علي"، ودرست على يديه علم المقامات والنظريات الموسيقية وعلم الايقاع وأصول الغناء بالإضافة إلى دراستي للكمان عند الأستاذ "يوسف حجه". وفي آخر عام 1987 فجعت برحيل أستاذي "نديم علي الدرويش" وأحسست بفقدان أب ومعلم وصديق وبحزن كبير. تخرجت من المعهد عام 1990 عازفاً للكمان وضمن حفل في بهو المعهد حضره محافظ حلب الراحل "محمد نور موالدي" والفنان "دريد لحام".

نَشَاطٌ وَحَفَلَاتٌ

يتابع الفنان جوبي حكايته لـ"مدونة الموسيقا" فيقول: "وبين أعوام 1983 و1987 كنا نقيم حفلات للمدارس والمهرجانات عن طريق منظمة الشبيبة، وفي هذه الفترة توطدت علاقتي مع الأستاذين "جميل أصفري" عازف القانون والذي كان له الفضل بتعلمي على هذه الآلة لأنه هو من كان صانعها، فأهداني قانوناً من صناعته وسرعان ما تعلمت العزف عليه لأنه حبي وشغفي منذ الطفولة كان التعلم عليه، والسبب الثاني أن أساسي الموسيقي صحيح ومتين. وفي هذه الفتره رشّحني الأستاذ "جميل أصفري" لأكون عازف كمان في فرقة الفنان "مصطفى ماهر" المطرب الحلبي المعروف والذي تتلمذ على يد خاله الفنان "عبد القادر حجار" فكان أول مطرب من جيل العمالقة عملت معه عازفاً للكمان.

1- الفنان جلال جوبي

المُوَشَّحَاتِ وَالقُدُودِ

2- الشاعر نظمي عبد العزيز

ومن الفنان الراحل "حسن بصال" تعلمت الموشحات ورقصة السماح وأخذت هذا العلم الذي خشيت أن يندثر، ومن أوائل الفنانين الكبار الذين احتضنوني هو الموسيقار "محمد قدري دلال" بين 1991- 1993 وذلك من خلال إقامة حفلات في مدينة "حلب" والندوات الفنية في المحافظات الأخرى مع عدة مطربين كالمرحوم الحاج "صبري مدلل" والفنان "عمر سرميني" وغيرهم، وفي هذه الفترة كنت قد تقدمت بالانتساب إلى نقابة الفنانين ونجحت بصفة متمرن عازف كمان.

لِقَاءُ العِملَاقِ الرَّاحِلِ "صَبَاح فَخرِي"

وفي عام 1992 كان اللقاء مع الفنان الكبير "صباح فخري" في حفلة خاصة بمنزله في مدينة "حلب"، وأذكر في ذلك اللقاء بالتفصيل حين قابلته أول مرة حضر إلينا وألقى التحية علينا بوجهٍ بشوشٍ، وسألنا من منكم يعزف على القانون؟ فلم يرَ إلا شاباً صغيراً وهو أنا. وبكل لطف رحّب بي، وسألني ما اسمك؟ وقدمت له اسمي فابتسم وقال هيا لنبدأ بدوزان الآلات. وبنشوة وحلم لا يُصدّقان غنّى أمامنا الراحل "صباح" وأجاد وأطرب وأنا أعزف تارة الأشياء التي أعرفها واختبئ وراء الفرقة بالأشياء التي لا أعرفها.. واستمرت السهرة حتى مطلع الصباح وأنا في غاية السعادة، وبعد انتهاء الحفل نادى علي بـ (جلو) لا تذهب سأوصلك بسيارتي، وفاجأني بذلك، ولم أفهم سبب طلبه، وبدأ يسألني: أين تعلمت ومن هم أستاذتك؟. كان هذا اللقاء الأول بيننا، أما عن اللقاء الثاني، فكان عام 1994، حين رشحني الأستاذ "فتحي شبر" لأكون عازف كمان في فرقة الفنان "صباح فخري" ومن يومها أصبحت من أعضاء فرقته الموسيقية وعازفاً للكمان حتى عام 1996 ولانشغال "حسان تناري" عازف القانون الكبير بعدة مهرجانات خارج القطر انتقلت للعزف على القانون، وفي بعض الحفلات التي كان يغيب عنها الراحل "حسان" إلى أن وافته المنية عام 2004.

3- الدكتور أيمن سيد وهبة

حيث تم اعتمادي في الفرقة كعازف قانون حتى عام 2010، وانتسبت بعدها لنقابة الفنانين وبصفتين "عازف كمان وقانون" وبدعوة كريمة من المطران "يوحنا إبراهيم" تم إنشاء فرقة أطفال مدرسة "بني تغلب" الثانية بمدينة "حلب" التي كانت تحوي أكثر من 50 طفلاً قدموا من خلالها حفلتين الأولى عام 2003 والثانية عام 2004.

وفي عام ٢٠١٢ شغلت منصب رئيس ديوان في نقابة الفنانين بـ"حلب"، وفي إذاعة "حلب" وبدعوة من مديرها "عبد الخالق قلعة جي" وبالمشاركة مع الفنان "عبد الحليم حريري" قدمنا برنامجاً إذاعياً بعنوان "سحر الوتر". وفي آخر عام 2014 بدأ التعاون الفعلي مع الفنان الكبير "شادي جميل" وتم التعاون على نطاق واسع والتحضير لكافة المهرجانات والحفلات في "سورية" و"لبنان" وكانت أولى الحفلات في "أهدن" "لبنان" مع المشاركة بمقابلات إذاعية وتلفزيونية و"بدار الأوبرا" بمدينة "دمشق" ولم ينقطع تعاوننا حتى هذه اللحظة.

4- المايسترو جلال جوبي

وفي عام 2015 بداية لنقلة نوعية في حياته فقد اضطر أن يترك مدينته "حلب" نحو مدينه "طرطوس" التي فتحت له أبوابها من إذاعة وتلفزيون وتدريس في معاهدها الموسيقية وحفلات، حتى غدا اسمه في جميع أرجاء المحافظه وتحت دائرة الضوء.

على أثير الإذاعات

وقام بنقل فكرة برنامج "سحر الوتر" إلى الإذاعية "رابعه يوسف" فأعجبت بالفكرة، وسرعان ما تم العمل على إحداث هذا البرنامج بدعوى من إذاعة "أمواج طرطوس" ولاقى البرنامج نجاحاً كبيراً، حيث قدم فيه كل شي يتعلق بالموسيقا من أعلام وقوالب موسيقية وغنائية وشرح للمقامات.

5- كورال أورنينا في السويد

وفي "طرطوس" كان له أكثر من ركن موسيقي غنائي كل أسبوع، يرتاده كل محبي الموسيقا قدم من خلاله الفن الحلبي من موشحات وأدوار وقدود والعزف على آلة القانون والكمان معاً، وبدعوة من "لمى عرنوق" رئيسة كورال المحبة للاشتراك معهم في أعمالهم الغنائية وليكون مشرفاً عاماً للفرقة الموسيقية، وتم التحضير لعمل فني كبير قدم في مسرح المركز الثقافي في "طرطوس".

مُتَابَعَةُ المِشوَارِ بِالاِغتِرَابِ

في عام ٢٠١٧ ولأسباب خاصة انتقل للعيش في مدينة "استوكهولم بالسويد"، وبالعمل والإصرار والهدف استطاع أن يثبت وجوده في الساحة الفنية من خلال إقامة الحفلات الغنائية والموسيقية والمحاضرات والبرامج الإذاعية وجذب الجمهور لسماع ما يقدمه من مختلف أنواع الفنون غناء أو عزفاً.

الأَعمَالُ الغِنَائِيَّةُ

موشح آه ما أحلى الحميا: كلمات "الأخطل الصغير" مقام الحجاز، "موشح قبلة من ثغرك الباسمط شعر "علي محمود" طه /مقام حجاز، "موشح أربة العود"/كلمات "علي محمود طه"/مقام بسته نكار، موشح روحينا يا نسيمات الصبا/كلمات "بهاء الدين صيادي"/مقام نكريز، "قصيدة موسم الورد/ كلمات "الأخطل الصغير" مقام العجم، أغنية زمان ياحب/كلمات وألحان "جلال جوبي" مقام البيات، "أغنية حبيتك وبقلك يا أحلى قمر"/كلمات "جورج متري" مقام زنكلاه.

شَهَادَاتٌ شِعرِيَّةٌ وَمُوسِيقِيَّةٌ

الشاعر "نظمي عبد العزيز" قال لـ"مدونة الموسيقا" شهادة بحقّ الفنان جلال جوبي: "جلال كان طالبي في المدرسةن ومنذ صغره كان مولوعاً وموهوباً بالفن والعلوم الموسيقية طور ذاته من خلال دراسته بالمعهد الموسيقي للقدود والموشحات والأبحاث، يجيد العزف على آلتين معاً القانون والكمان، توج رحلته وتألق مع الراحل الفنان "صباح فخري"، له مستقبل مشرق".

أما الباحث الموسيقي الدكتور "أيمن سيد وهبة" فقال: "أفخر وأعتز بمعرفة العازف والفنان "جلال جوبي" ولما يتمتع به من حسن الخلق ورفعة الأدب، إضافة لكونه باحثاً موسيقياً من الطراز الأول، شاءت ظروف الأزمة السورية أن تبعده عن وطنه إلى "السويد" فكان هناك خير سفير لبلده، أتمنى له مزيداً من التقدم".