لم يكتف بابداعه الموسيقي عازفاً، فأراد أن ينتج موسيقا مختلفة ليقدمها بروح الجيل الجديد وبثقافة منفتحة على العالم، إنه المؤلف وعازف الغيتار باص "عمر حرب" الذي يمكن أن نصفه بالمهندس الموسيقي الخبير.

)من أرشيف مدونة وطن eSyria 19 شباط 2013)

مدونة وطن eSyria التقت "عمر حرب" ليحدثنا عن بدايته الفنية، فقال: «في صغري تأثرت بعمي وهو عازف "غيتار"، ولأني أحببت تلك الآلة وعشقتها أهداني غيتاراً متواضعاً وعلمني أساسيات العزف، وبعمر 16 عاماً أخذت دروساً عند الأستاذ الأرمني "غارو سلاكيان" لمدة سنتين، وهو يعزف غيتار باص، فكنت أتمرن 5-6 ساعات يومياً».

1- عازف الغيتار عمر حرب

تخرجت في 2004 باختصاص تأليف وتوزيع موسيقي وبرودكشن أي انتاج موسيقي وبهذا أكون السوري الأول الذي يحصل على هذه الشهادة.

كان "حرب" أول سوري يدخل جامعة "بركلي ببوسطن" أو بركلي كولج ميوزك وهي أهم جامعة للموسيقا المعاصرة بالعالم وذلك عام 2000 حيث يقول: «تخرجت في 2004 باختصاص تأليف وتوزيع موسيقي وبرودكشن أي انتاج موسيقي وبهذا أكون السوري الأول الذي يحصل على هذه الشهادة».

2- الفنان أنس عبد المؤمن

عمر حرب

كان موهوباً منذ صغره، ففي سن 16 بدأ بالعزف مع فرق كبيرة مثل فرقة "جيرني" وفرقة "زودياك"، يقول "حرب": «عملت في بيروت لمدة سنة مع عدة شركات تعنى بالبوب العربي، وعزفت مع العديد من الفنانين المحليين مثل "رشا رزق" و"لينا شماميان" وفرقة "جين"، والعالميين مثل "ريو كاواساكي"، و"إد شيري" و"أرثر ساتيان"».

خلال سنوات دراسته كان يطمح أن ينشئ استديو لتسجيل الموسيقا والأغاني في سورية وبالفعل افتتح واحداً من أفضل الاستوديوهات المتخصصة بتسجيل الموسيقا الحية في المنطقة. في ذلك يقول "حرب": «في أواخر عام 2005 افتتحت استديو next tone وكان له تأثير ايجابي عليّ، فبحكم كوني عازفاً تسنت لي فرصة تسجيل البيس غيتار على العديد من الأعمال التي عملت عليها في الاستوديو، أول من سجل فيه "نوري اسكندر" عندما سجل موسيقا فيلم "علاقات عامة" ثم فرق للشباب و"لينا شماميان"».

في الاستديو

من أهم المؤلفات الخاصة بالفنان "عمر حرب" أغنية "يا ولدي" والتي فازت بالجائزة الأولى في مسابقة مشروع الصوت العربي في "مصر" ويتابع حديثه: «عملت مع فرقة "جين" أربع قطع موسيقية منها أغنية "يا ولدي" للشاعر "آدم فتحي" وهي من ألحاني وموجودة في الألبوم الذي أصدرناه سنة 2008، ولدي ألبوم من 6 مؤلفات باسمي "عمر حرب" أصدرته سنة 2004، وفي فرقة "دوخ" مع "خالد عمران" و"داني شكري" قدمنا أكثر من حفلة بين الارتجال والتأليف، وحالياً أعمل على البوم خاص بي سوف أصدره السنة القادمة».

يتخصص "حرب" بموسيقا تسمى "الفيوجن جاز" ولكن خبرته تشمل معظم الأنماط الموسيقية المعاصرة (روك، بلوز، فنك، جاز، بوب) فيحدثنا "حرب" عن موسيقا الجاز وعلاقتها بالموسيقا الشرقية بقوله: «موسيقا الجاز نتجت من موسيقا البلوز، ولا شك أنه يوجد تشابه بين موسيقا الجاز والموسيقا الشرقية ففي كلا النوعين يرتجل العازفون على القطعة الموسيقية الأساسية، وهذا يعطي نكهة جديدة للقطعة في كل مرة تعزف».

درجت العادة أن يميل دارسو الموسيقا الأكاديميون للموسيقا الصرفة أكثر من التعامل مع الكلمة والأغنية، وهذا ما أكده لنا "حرب" بقوله: «الشعوب الشرقية تنجذب للكلمة، لكن عندما نكثر من تقديم الشيء يصبح مملاً لأن الكلام يقيد الموسيقا، أما أنا فميال للموسيقا الصرفة فهي تفتح آفاقاً لا متناهية للمستمع ليتخيل أي موضوع تأتي به مخيلته، الناس بشكل عام لا يحبون أن يبذلوا جهداً لذلك لا يرغبون بسماع الجديد فيرغب المستمع أن يتلقى ما هو بسيط على الأذن، وحتى نقدر أن نخلق موجة جديدة نحتاج إلى من يغامر ويؤمن بالمشاريع ذات الصبغة التجديدية».

ورداً على المقولة التي تقول إن من يهتم بالموسيقا الغربية ويعمل بها يؤذي الموسيقا العربية يقول "حرب": «الموسيقا لغة ونحن نختار مفرداتها، والنمط الغربي موجود في سورية منذ زمن طويل، ونحن نغني كلاماً شعبياً واقعياً وقريباً من هموم الناس ومشكلات الشباب أكثر من أغاني البوب المرتبطة بالحب فقط، فالشباب يحكون قضايا سياسية واجتماعية وثقافية، وهي تمسنا أكثر، واستمرارها دلالة على من يسمعها ويحبها».

يقدم "حرب" خلطة متنوعة في الموسيقا الغربية والتي لاقت إعجاب الكثيرين من أعمار وأجيال مختلفة، يقول: «لقد استطعنا من خلال الحفلات أن نجذب شرائح مختلفة من الناس، فالموسيقا عابرة للأجيال والقوميات والأديان، المهم أن تكون موجهة أولاً وآخراً للإنسان».

يتجه البعض من الفنانين الشباب في الفترة الأخيرة إلى الفلكلور السوري ليعيدوا تقديمه ولكن بحلة جديدة فيها من الخطورة ما يكفي، لكن "حرب" ابتعد عن ذلك بقوله: «المهم في تطوير التراث هو اللحن الأساسي للأغنية، فإذا لم يتأذ اللحن لا أرى مشكلة أن يتم توزيعه بطريقة مختلفة تلائم ذوق بعض الشباب الجديد، لكني لست خبيراً بالتراث فأنا أحاول أن أعمل بنفس الخط الذي بدأته لأقدم شيئاً مختلفاً عن الدارج، وأعتقد أنه من واجبي أن أعرف الناس على أنماط مختلفة غير تقليدية وهذا ما يدفعني لتطوير نفسي باستمرار في كل نواحي عملي».

المغني والعازف "أنس عبد المؤمن" تحدث عن "حرب" بقوله: «تميز "عمر" كموسيقي وكعازف هو من أهم مكونات "البصمة الموسيقية" لفرقة "جين"، ولا سيما بالألبوم الأول على صعيد التأليف، وإن وجود عازف غيتار باص بحجم "عمر حرب" هو مكسب لأي فرقة، وعلى الصعيد الشخصي، التزامه بإنجاح الفرقة كان ولا يزال له دور كبير بما حققته "جين" إلى الآن».

ويضيف "عبد المؤمن": «"عمر" من القلائل الذين دأبوا على الدراسة الأكاديمية فيما يتعلق بهندسة الصوت، لكونه خريج إحدى أهم الجامعات على مستوى العالم "جامعة بيركلي"، فعندما نضيف تميزه على الصعيد الموسيقي إلى تحصيله العلمي، فمن الطبيعي أن نحصل على "خلطة نجاح" يمثلها "عمر"».

الجدير بالذكر أن "عمر حرب" من مواليد دمشق 1979 ومتزوج.