عملت فرقة أورنينا السورية على تقديم أعمالها الاستعراضية على خشبة المسرح لتحقيق نوع من التوافق بين الماضي والحاضر، واستطاعت أن تبني اسماً لها في مجال المسرح الراقص بشكل ناجح محلياً وخارجياً، لتقدم أعمالاً تاريخية بلغة حديثة تسهم في تفعيل دور الثقافة والقيم في كل عروضها وفعالياتها.

----

فِرقَةٌ بِدَرَجَةِ مَدرَسَةٍ

"أورنينا" هي مشروعي الشخصي -يقول "ناصر إبراهيم" لـ"مدونة الموسيقا"- وهوالمدير والمنتج في فرقة "أورنينا السورية" مضيفاً:«بدأت عملي عام 1985 بالفرقة القومية الحديثة التابعة لوزارة الثقافة "زنوبيا"، ثم أصبحت المصمم المدرب لفرقة زنوبيا عام 1990 وقدمت فيها مجموعة من الأعمال اللوحات الفنية محلياً وعربياً، كان عندي هاجس دائماً لتأسيس مشروع خاص بي، وذلك كان عبر تأسيس فرقة "أورنينا" عام 1993، والتي كان اسمها فرقة الشام، حيث شاركت الفرقة في انطلاق مهرجان الأغنية السورية كأكبر فرقة راقصة، ومن هنا كانت الانطلاقة الفعلية لفرقة "أورنينا"، وتتالت الأعمال من خلال تأسيس أول أعمال تلفزيونية "فوازير"، وعبر تأسيس أول مسرح غنائي استعراضي في سورية إنتاج وزارة الإعلام السورية عام 1998، على خشبة مسرح قصر المؤتمرات بدمشق، حيث كانت "أورنينا" بمثابة مدرسة أو معهد أسست من خلالها جيلاً أكاديمياً من خلال الاستعانة بخبراء من عدة دول من أوكرانيا وروسيا في ذلك الوقت، أما في عام 2000 التقيت الفنان مروان الرحباني وأبدى رأيه في أن تكون هناك شراكة بين الفرقة وبين الفنان مروان، لتكون هناك انطلاقة عالمية أكثر لأورنينا، فتم نقل مقر الفرقة من عام 2001 حتى عام 2005، حيث كان هناك نشاط واسع وجماهيري كبير للفرقة في دولة الإمارات، كما قدمت "أورنينا" عدة أعمال مشتركة مع الفنان الرحباني منها عمل لحظات شرقية ورايات العودة عن القضية الفلسطينية إنتاج حكومة البحرين إخراج مروان رحباني وتنفيذ أورنينا، وأنا كنت الكريوغرفر لهذا العمل».

1- فرقة أورنينا

الأَعمَالُ المُهِمَّةُ

2- الفنان ناصر إبراهيم مؤسس ومدير فرقة أورنبنا

عادت الفرقة باسم "أورنينا" ولأول مرة إلى دمشق لتقدم شيئاً جديداً، عام 2005 كان إنتاج أول عمل غنائي مسرحي بعنوان حينها "الخيل والهيل" برعاية وزارة الثقافة على مسرح الأوبرا، بوجود فريق فني كبير -يضيف "ناصر إبراهيم"- ويتابع قائلاً: «هذا العمل قدمناه أيضاً في افتتاح مهرجان بصرى وفي افتتاح مهرجان جرش بـ"الأردن" ثم في الأسبوع الثقافي السوري- التركي بمدينة "اسطنبول"، وفي ختام مهرجان قلعة الحصن وعدد من دول الخليج، وقدمت أورنينا أيضاً رؤية مختلفة عن الخيل والخيل من خلال عمل "طوق الياسمين" الذي يحكي قصة وتاريخ مدينة دمشق، فكانت مرحلة جديدة لأورنينا، قدم العمل أيضاً في عدد من الدول العربية، أما العمل الثالث كان في ختام فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية الذي أقيم في دمشق بعنوان "الإلياذة الكنعانية"، حيث تم عرضه في عدد من الدول العربية وفي بيلاروسيا والصين وذلك لتمثيل سورية، أما العمل الرابع كان بعنوان "السيف والوردة" الذي يحاكي تاريخ سورية وحضارتها وقُدِّمَ في دمشق بعام 2011، وفي عام 2012 قدمت "أورنينا" عملاً مسرحياً "سورية أرض السلام"، وكل عمل يتطلب تجهيزات معينة من حيث عدد الراقصين على المسرح ومن حيث الإنتاج والمناسبة، والإنتاج يحدد عدد المشاركين، وكشركة "أورنينا" نستعين بأهم راقصين محترفين بالعالم من أكاديميي وخريجي معهد باليه من عدة دول أوروبية وعربية، والكل يتقن عمله كراقص مبدع أكاديمي، وذلك لتجسيد أعمال احترافية ومناسبات مهمة ليقدموها كراقصين في فرقة أورنينا».

رِسَالَةُ "أورنينا" الثَّقَافِيَّةُ

الرسالة هي رسالة فن، إبداع، فكر وثقافة... نقدم موروثاً وثقافة وقيماً وأخلاقاً وانعكاساً لكل ما هو جيد وجميل، طموحنا أن نعكس دائماً الأفكار المتميزة الثقافية، ومازلنا نحمل على عاتقنا هذا الهاجس حتى الآن يقول "ناصر" ويتابع: «وذلك من خلال مسيرة حافلة من العروض في عدد من الدول العربية والأجنبية "في أستراليا وفرنسا" ولدينا أكثر من 100 حفل في دولة الإمارات باسم فرقة "أورنينا" السورية، ونتمنى دائماً إيصالها لكل الناس ونطورها لتساهم في تطوير المجتمع بمفاهيم صحيحة عبر تزويده بمجموعة من الأعمال الفنية والمسرحية التي تحمل قيماً وفكراً وتراثاً عريقاً عمره آلاف السنين بما يتناسب مع الأساليب الجديدة في التقديم وفي توظيف التكنولوجيا الحديثة وتقنية المسرح الجديد، وبالطبع الفرقة اكتسبت بعد رحلة طويلة من العمل الفني مخزوناً قوياً وخبرة كبيرة جداً، وتراكماً يوازي التدريب الذي دائماً نعيشه كـ"أورنينا" ونبحث عن كل ما هو مختلف وكل ما هو جديد».

4- لوحات راقصة من عروض فرقة أورنينا
5- لوحة راقصة من إحدى عروض الفرقة