تعزز شغفه بآلة الغيتار من خلال الدراسة الأكاديمية والتدريب الدائم وتحول إلى نمط حياة، فاتحدت موهبته مع مهنته التي يمارسها يومياً، سواءً بالتدريس أو بالعزف والمشاركة في الحفلات الموسيقية.
"مدونة الموسيقا" التقت عازف الغيتار "يزن الجاجة" في معهد "صلحي الوادي" ليحدثنا عن موهبته بقوله: «بدأت ألمس ميلي للموسيقا في مرحلة المراهقة، وقد شجعني أول مدرس موسيقا في حياتي اسمه "يوهان بيرقدار" على الدخول في هذا المجال، وعلمني مبادئ العزف على الغيتار، كما كان للتمرين الدائم دوراً أساسياً في تطوير قدرتي على الأداء، إضافة لمساعدة المدرسين بالدعم والملاحظة، واخترت الغيتار لأنه آلة شعبية عند بعض شعوب العالم، بالإضافة لقدرته على استيعاب كم كبير من الأنماط الموسيقية ومحاكاتها، وتعززت موهبتي بالدراسة الأكاديمية، فحصلت على شهادتين من"Yes academy Lebanon" بالإضافة إلى شهادة خبرة في تدريس الغيتار من وزارة الثقافة السورية عام 2018».
تَكوِينُ شَخصِيَّتِهِ الفَنِّيَّةِ
يعتبر الموسيقي "يزن الجاجة" مثله الأعلى في عزف الغيتار الفنان الراحل "مازن صالح" الذي ألهمه لدخول المجال الموسيقي إلى جانب الموسيقي "طارق صالحية" حيث ساهما معاً بتشكيل هويته الموسيقية والفنية حتى أصبح عمله وطموحه أوسع من آلة الغيتار فأصبح يجيد العزف على آلة اللوت باروك وآلات أخرى من الأصل نفسه لكنها تؤدي موسيقا تاريخية أو أنماطاً موسيقية حديثة.
مُشَارَكَاتٌ وَاسِعَةٌ
وعن مشاركاته ونشاطه الموسيقي يقول: «لدي العديد من المشاركات منها حفل الطلاب المتفوقين في "المعهد العالي للموسيقا" عام 2018، ومشاركة في مهرجان "دمشق" الثقافي، واحتفاليات محلية واقليمية عديدة، وأكثر ما أقدمه هو موسيقا الباروك القديمة حيث أعزف على آلة اللوت باروك وآلة آرتشيلوت التي أدخلتها إلى "سورية" وهي آلة موسيقية قديمة حديثة منتشرة في أوروبا وتستخدم لعزف الفلكلور الأوروبي وتشارك بموسيقا الباروك وأساس عملها في الأوبرا والحفلات التاريخية، وعزفت عليها في آخر حفل قدمته في دار الأوبرا بتاريخ 11 أيار 2022 مع مايسترو إيطالي "كوزيمو برونتي" وقدمنا فيه موسيقا للموسيقيين "فيفالدي"و "هاندل" ضمن مجموعة اسمها "فيولا دي موري" والتي تختص بعزف موسيقا القرن السابع عشر، إضافة إلى مشاركات أخرى على بيس غيتار منها قريباً في "حمص" حفل قادم مع العازفة "لين جناد" وآخر مع كورال الحجرة مع المايسترو "ميساك باغبوديان"، كما نحضر لفعالية في يوم الموسيقا العالمي مع فرقة غيتار معهد "صلحي الوادي" بالتعاون مع الغرفة الفتية الدولية في مجمع "دمر" الثقافي».
يوضح "الجاجة" أن الموسيقا شغفه الأول وأسلوب حياته وعمله الدائم اليومي حيث تحولت هوايتة إلى مهنة واتحدتا معاً.
ولدى سؤالنا له حول إمكانية عزف الموسيقا الشرقية على آلة الغيتار أجاب: «يمكننا عزف جميع الأنماط الموسيقية على جميع الآلات لكن يجب أن نعرف أن نستخدمها بالشكل الصحيح ومن المهم أن نحافظ على هويتها عند توظيف آلة غربية في عزف موسيقا شرقية فمثلاً يمكنني عزف موسيقا أندلسية مزيج بين الشرق والغرب والتي نشأت مع نشأة هذه الألة وبالتالي أحافظ على هوية صوته».
المَعَارِفُ المُوسِيقِيَّةُ
وفيما يتعلق بتطوير معارفه الموسيقية يقول: «أحب مجال الموسيقولوجيا وهو علم الأداء يتناول طريقة أداء النمط الموسيقي عند وضعه في الظرف والموضوعين الخاصين به، مثلاً إذا أردت عزف موسيقا الباروك يجب أن أضع نفسي في ظروف القرن السادس عشر من خلال دوزان الآلات واتباع طريقة معينة، أو من خلال السرعة أو البطء في الأداء، وطريقة توزيع الصوت بالقاعات (على سبيل المثال لم يكن هناك مايكروفونات) أو طريقة هندسة العمار التي كانت تخدم الصوت، أراعي الشروط الفيزيائية كي تتحقق الشروط الفنية».
قَائِدُ فِرقَةِ الغِيتَارِ
فيما يتعلق بعمله كمدرس وقائد فرقة الغيتار الموسيقية يتابع قائلاً: «بدأت في عام 2016 تدريس الغيتار في معهد "صلحي الوادي" للموسيقا، وكنت أمارس المهنة من قبل بشكل حر وأعتمد في 70% من أسلوبي على بناء علاقة إنسانية قوية مع الطالب فالعمل مع المحترفين يختلف عن العمل مع المراهقين فهناك جانب نفسي مهم جداً أحاول التركيز عليه وتم تكليفي بتأسيس وقيادة أوركسترا الغيتار لمعهد "صلحي الوادي" بقرار من وزارة الثقافة عام 2017، وشاركنا بعدة فعاليات منها ختام احتفالية يوم الموسيقا العالمي في حزيران 2018، وحفل الإطلاق الرسمي للفرقة من قاعة فندق "قصر الشهبندر" في أيلول 2018، وختام فعاليات مهرجان "دمشق الثقافي" في نيسان 2019 والاحتفالية الستين لذكرى تأسيس معهد صلحي الوادي" عام 2021».
من جهته "بريام سويد" مدير المعاهد الموسيقية والباليه في وزارة الثقافة والمكلف بإدارة معهد "صلحي الوادي" للموسيقا الذي خص موقع مدونة الموسيقا برأي عن العازف "يزن الجاجة" بقوله: «هو أحد المدرسين المميزين ويسعى دائماً للتجديد باتجاهين باتجاه المستقبل كونه يعزف غيتار بيس، والتجديد باتجاه الماضي لأنه يعزف على آلة باروكية من عصر الباروك، تشبه آلة العود العربية لكنها النسخة الأوربية منها، وهي واحدة من أسلاف آلة الغيتار، هو موسيقي ملتزم إضافةً إلى أنه مهندس هو طالب في السنة الخامسة في المعهد العالي للموسيقا ومدرس في معهد "صلحي الوادي" وواحد من إنجازاته هو العمل على إحياء أوركسترا الغيتار في المعهد، وأهم ما يميزه كمايسترو للفرقة هو إظهار الالتزام هو شخص ملتزم ومتابع ويبقى على التواصل مع أفرادها عبر مجموعة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم مواعيد التدريبات».
ويتابع عنه بقوله: «هو صاحب مشروع موسيقي يسعى دوماً لاستمرار النشاط الموسيقي لفرقة الغيتارات من خلال تشجيعهم بشكل دائم لا سيما أن آلة الغيتار آلة فردية وغالبية من يتعلمها يمارس العزف عليها بشكل منفرد، ومن الصعب تشكيل مجموعة أو نواة أوركسترا من هذه الآلة ذات الطابع الفردي وبالتالي استطاع أن يحقق أمراً مهماً حيث انعكس تشكيل الأوركسترا على الطلاب وشجعهم كثيراً لا سيما أنهم من شرائح عمرية مختلفة والذين شاركوا مؤخراً بالاحتفالية الستين لذكرى تأسيس المعهد وكان الانطباع أكثر من رائع».
نشير إلى أن الموسيقي وعازف الغيتار "يزن الجاجة" من مواليد "حماه" عام 1992، حاصل على إجازة من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، حضر ورشات عمل عديدة وتم تكريمه كطالب متفوق في اختصاص الغيتار الكلاسيكي في "المعهد العالي للموسيقا"، وحاز على تكريم من مشروع "لاقونا ع الطريق"، وشهادة مشاركة في مهرجان "الفرق الموسيقية الصغيرة".