أسس الموسيقي والعازف "دلامة شهاب" أوركسترا النفخيات بمعهد صلحي الوادي عام 2016 مقدماً من خلالها أنماطاً موسيقية متنوعة قريبة من الجمهور ومعبرة عن مشاعر الطلاب، استطاعت تحقيق جماهيرية كبيرة على الصعيد المحلي حيث نفذت بطاقات حفلها الأخير من اليوم الأول.
القُربُ مِن الجُمهُورِ
"مدونة الموسيقا" التقت "دلامة شهاب" موسيقي وعازف ترومبيت وقائد أوركسترا النفخيات بمعهد صلحي الوادي خلال إحدى الحفلات في دار الأوبرا. يقول: "أعمل مدرساً في معهد "صلحي الوادي" منذ عام 2016، وأشغل منصب رئيس قسم الآلات النفخية فيه، أسست الأوركسترا عام 2016 وتألفت من مجموعة صغيرة من الطلاب، وأقمنا أول حفل لنا في مسرح مجمع دمر الثقافي في إحدى مناسبات وزارة الثقافة، وقدمنا أنفسنا فيه للمرة الأولى، ثم قدمنا حفلنا الثاني في "بيت نظام" عام 2016، وهناك أكثر من حفل خلال عامي 2016 و2017 حيث تتكون الأوركسترا بشكل أساسي من طلاب المعهد الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً من طلاب الآلات النفخية (فلوت، كلارينيت، باصون، هورن، توبا، ترومبيت، ترمبون، بركاشنز، درمز) وغيرها".
التَّنَوُّعُ شِعَارٌ
ويوضح "شهاب" الذي يفضل موسيقا الجاز على الصعيد الشخصي أنه عند انطلاقة الأوركسترا كان ميالاً لتقديم الموسيقا الكلاسيكية التي درسها في المعهد العالي للموسيقا فيقول: "انطلقت منذ تخرجي لدراسة أنواع موسيقية أخرى أشعر بأنها أقرب للجمهور مثل الروك، الجاز، البوب، وغيرها من الموسيقا الشعبية، فعلى الرغم من أن هناك شريحة من الجمهور تفضل الموسيقا الكلاسيكية إلا أن بعض الأنواع الموسيقية الأخرى تحمل طاقة أكبر للطلاب ولليافعين الذين يفضلون أن يعطوا من طاقاتهم أثناء العزف ويفرغون مشاعرهم عن طريق الموسيقا، لذلك نتوجه في الأوركسترا لأنواع موسيقية بعيدة عن الكلاسيكية تطلق العنان لإبداع العازفين الأطفال واليافعين لأن الموسيقا إن لم تصل للجمهور بكامل طاقتها تخسر بريقها، وفي البداية توجهنا إلى عزف الموسيقا الشعبية الروسية، ثم شعرت أن الجمهور يفضل التغيير فانتقلنا إلى الموسيقا التراثية وقدمنا أغنية بعنوان "آه يا زين"، كما شاركنا في حفل الوردة الشامية في "المراح"، ثم فكرت بتقديم حفل يحمل هوية معينة، وبالتشاور مع أعضاء الأوركسترا اتجهنا لعزف أغاني "ديزني" وعزف الموسيقا التي تقدم في الأفلام والتي تتوفر نوتاتها على الشابكة ويمكننا الاستعانة بها، وأقمنا حفل ديزني1 عام 2018 تحت عنوان (العائلة الموسيقية) ضمن جو أسري حيث تمرن الطلاب وتجاوبوا بشكل كبير مع المعزوفات لأنها قريبة منهم وأغلبهم استمع لها من قبل، وشعرت بأن نجاح الحفل الأول شكل لديهم حافزاً ودافعاً لتقديم المزيد".
حَفلُ دِيزنِي 2
ويتابع "شهاب" بقوله: "توقفت الأوركسترا لفترة بسبب جائحة كورونا، وأثناء الحجر شكلت فرقة جاز صغيرة اخترتها من عناصر الأوركسترا، ونفذنا أكثر من فيديو ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد ذلك شاركت أوركسترا النفخيات بمعهد صلحي الوادي في حفل الذكرى الستين لتأسيس المعهد، وكنا جزءاً من فرق المعهد التي قدمت العروض الموسيقية، واقترحنا موضوع حفل ديزني رقم 2 على إدارة دار الأوبرا وإدارة المعهد، فخصّصا لنا يومي الخميس والأحد من شهر آب 2022 لتقديم عرض في دار الأوبرا ضمن مشروع الأطفال بعنوان (رحلة إلى مدينة الأحلام ديزني) والذي يتوجه للعائلة والأطفال بالدرجة الأولى من خلال عرض بصري مرافق للمعزوفات العشر المكونة لبرنامج الحفل، حيث يبلغ عدد أفراد الأوركسترا تسعين فرداً 60 طالباً و30 أستاذاً في قسم النفخيات بالمعهد".
رُؤيَةٌ وَتَحَدٍّ
حول نوع الموسيقا المقدمة يقول "شهاب": "منذ تأسيس الأوركسترا وجدت أن الطلاب يميلون لما يحبونه ويسمعونه، أقدم موسيقا التي يحبها هذا الجيل لأنني أشعر بأن الجمهور بحاجة لطاقة أكثر وموسيقا تقدم له الفرح والسعادة بشكل أكبر، لذلك توجهت لكل أنواع الموسيقا الجديدة، كما أعتقد بأن الموسيقا الكلاسيكية لا تليق بالآلات النفخية، وهناك صعوبات تتعلق بنقص الأساتذة في المعهد مثل سفر كثير منهم إلى جانب سفر كثير من الطلاب الذين درستهم لسنوات وبذلت جهدي لتعليمهم، بالإضافة إلى تعب الأساتذة من المردود غير الجيد والذين رغم ذلك يحاولون تقديم أفضل ما لديهم، بالإضافة إلى عدم قدرتنا على السفر إلى الخارج وتعريف العالم العربي والغربي بإبداعاتنا بسبب التكاليف الباهظة، إننا نحتاج إلى مؤسسات راعية تقدم الدعم، إلى جانب الجهد الكبير الذي يبذله الأهالي لدعم أبنائهم كي يتمكنوا من العزف على أهم المسارح في "سورية" حيث أصبح هناك جو اجتماعي من خلال الأوركسترا وعلاقة صداقة وتعاون بين الأهالي من جهة والطلاب من جهة ثانية وكأنهم روح واحدة ويتواصلون مع بعضهم البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأقول طالما أن الأهالي مؤمنون بموهبة أبنائهم ويبذلون جهدهم لتنميتها نكون حققنا إنجازاً كبير للأهالي والأساتذة معاً".
نذكر أن "دلامة شهاب" الموسيقي والعازف وقائد أوركسترا النفخيات بمعهد "صلحي الوادي" من مواليد "دمشق" عام 1982 خريج المعهد العالي للموسيقا ولديه مشاركات مع أوركسترا الجاز السورية وشارك في عدة ورشات عمل.