كان هدفُ "مدونة الموسيقا"، وهي ثالث منصة إلكترونية أطلقتها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بعد "مدونة وطن/المشروع الأم" و"بوابة المعرفة"، العملَ على حفظ الذاكرة السمعية والبصرية لسورية، والسعي لحمايتها من التلف والضياع والتشويه، وذلك عبر جمع المقطوعات الموسيقية، التراثية منها والمعاصرة، التي تتوزّع على الجغرافيا السورية، وعند فرق فنية وأشخاص مهتمين بالإرث السوري الموسيقي الغني، بالإضافة إلى ما يمكن جمعه وعرضه بالشكل اللائق بصرياً من مؤلفات موسيقيين سوريين معاصرين.
عملنا بإخلاص رغم العدد القليل من مراسلي "مدونة الموسيقا" (7 مراسلين، وفنّي مونتاج واحد: خالد طلال)، ورغم الصعوبات الكثيرة والمتشعبة، بدءاً من الوضع الخطر لبعض المحافظات السورية وهذا ما منعنا من الوصول إلى الموسيقيين والمهتمين بالتراث الموسيقي في تلك الأماكن وقلّل من فرصة أن يطلع جمهور المدونة على كنوزها، مروراً بالضائقة الاقتصادية للبلد ومفاعيلها على شكل الحياة، وأزمات النقل والكهرباء، وسوء خدمات شبكات الاتصال، وصولاً إلى عدم توفر الأدوات اللازمة والكافية لدينا لإجراء عمليات تصوير وتسجيل الحوارات مع ضيوف المدونة أو تصوير وأرشفة الحفلات الموسيقية التي عرضت خلال هذا العام، بالإضافة إلى اعتذار بعض الموسيقيين والباحثين عن إجراء اللقاءات مع مراسلي المدونة لأسباب شخصية بحسب ما ذكروه... وهنا موجز مختصر لبعض مما أنجزناه:
خلاصة عام!
ألقينا الضوء على المواهب الموسيقية الشابة في سورية، مع التذكير بالعظماء الذين أسسوا مجد التراث الموسيقي السوري عبر تدوين سيرهم الذاتية مرفقة بشهادات أهل الكار من باحثين وملحنين، وعبر وفيديوهات ممنتجة بطريقة احترافية معاصرة، واحتفينا بالقدود الحلبية ووضعها على لائحة التراث الإنساني لليونيسكو.
في باب تراث
أطلعنا جمهور المدونة على بعض كنوز التقاليد الغنائية للمحافظات السورية، مثل أهازيج الأعراس وأغاني المهد وألعاب الطفولة، وعلى أنواع من الغناء السوري التراثي مثل الهجيني والشروقي والموليّا والعتابا وغيرها.
مع الاهتمام بمدارس الإنشاد الديني في حلب ودمشق واختلافها عن مثيلاتها في مصر.
في باب موسيقيون
التذكير بشيوخ الطرب السوري أمثال: عمر البطش وأبو خليل القباني ومحمد محسن وسهيل عرفة وفريد الأطرش وعبد الفتاح سكر وصلحي الوادي وغيرهم.
وعرّفنا بموسيقيين من الجيل المعاصر، بعضهم لا يزال داخل سورية وبعضهم يعيش حالياً في المغتربات ويحقق إنجازات عالمية.
مع احتفاء خاص بالمايسترو حسام الدين بريمو وجوقته لونا للغناء الجماعي.
في باب حوارات
ركزنا على أن تشمل حواراتنا أكبر عدد ممكن من العازفين سواء المحترفين منهم أو مَن هم أطفال وشباب في بداية مشوارهم الموسيقي، بهدف إطلاع الناس على ما تختزنه سورية من مواهب تستحق الضوء.
وشمل باب فرق بعض الفرق السورية التي دمجت بين الغناء والدبكة الشعبية والموسيقا مثل فرقة أمية وفرقة أورنينا، وتلك التي احترفت الموسيقا الشرقية مثل جوقة الفرح وفرقة التخت النسائي الشرقي وغيرها.
في باب مقالات وأبحاث
ركزنا على أبحاث تحليلية موسيقية لبعض شارات المسلسلات الدرامية. احتفينا بالموسيقا السريانية ومنبعها السوري واستمراريتها حتى اليوم، وألقينا الضوء على دور الموسيقا في حياة ذوي الحاجات الخاصة مثل معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين وغيره.
أمنية!
لا يخلو أي عمل، مهما عَظُم، من هفوات أو نواقص، لكن حسبنا ما اجتهدنا جميعاً في تقديمه وتعريف الناس به، آملين يستمرّ عمل "مدونة الموسيقا" كأول منصة وطنية موسيقية سوريّة للجميع.
مع المحبة للجميع
جواد ديوب/ المشرف على تحرير "مدونة الموسيقا"