تعد "مدونة الموسيقا" نافذة موسيقية ضمن مشروع "مدونة وطن" التابع للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، حيث تمكنت المدونة خلال عام من انطلاقتها نشر العديد من المواد الصحفية التدوينية، ساعية لتكون مرجعاً مهماً لدى القراء والمتابعين، ومساهمةً منها في توثيق التراث الموسيقي السوري العريق عبر تسليط الضوء على مواهب العديد من العازفين السوريين أينما كانوا عبر شبكة الإنترنت.
موضوع المدونة الموسيقية مهم بالنسبة لأي عازف مهتم بالتراث الموسيقي في سورية، هكذا يقول المايسترو "عدنان فتح الله" قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بمناسبة ذكرى تأسيس موقع "مدونة الموسيقا" ويتابع قائلاً في حديثه للمدونة: "لاشك أن المدونة تقدم كل جهد في تقديم كل ما هو جديد ومفيد، لكن يبقى الأمل بالمستقبل في تطوير عملها وأدئها من خلال كوادرها نحو البحث عن مشاريع مهمة موسيقية مقدمة، بالإضافة لتعزيز التوثيق من خلال المعلومات الأكيدة عن الأصول التاريخية لأي موضوع يتم تناوله، ناهيك عن الاهتمام بجانب التصوير الفوتوغرافي الذي أصبح من أساسيات توثيق أي بحث على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لابد أن تكون الصورة بدقة عالية، عدا عن مراعاة ميزة الصوت كونه جانباً أساسياً إضافياً لعمل "مدونة الموسيقا"، وهذا الموضوع تهتم به المدونة منذ انطلاقتها إلى اليوم، طموحاً منها بأن تكون مرجعاً من أهم المراجع التي توثق وتبحث في التراث الموسيقي السوري القديم والمعاصر".
هذا الموقع متنوع الأغراض ويتوسع باستمرار في آلية عمله كموقع مهم ومسؤول عن ثقافتنا الموسيقية اللامتناهية يقول المايسترو "نزيه أسعد" والمدرس في المعهد العالي للموسيقا ويضيف: "المدونة بمثابة محطة انطلاق لكل المتابعين باتجاه البحث عن حيثيات تراثنا الموسيقي، علماً أنها تغطي مساحة واسعة من المواضيع المهمة في مضمار موسيقانا وتحدد كيفية الحفاظ عليها، وكل متابعي موقع "مدونة الموسيقا" يدركون أنه لا يتوقف عند مكان واحد بل يتابع المضي لاستكشاف المزيد والكثير من الضروريات الموسيقية اللازمة للنهوض بثقافتنا العامة وثقافتنا الموسيقية بشكل خاص، وبما أن معظم المواضيع المطروحة فيه واسعة ومتنوعة تستحق الاطلاع من العرب والأجانب، فهو من المواقع التي تسعى إلى الوصول بالموسيقا المحلية والعربية إلى المستوى العالمي".
من المواد التي أحبها الفنان "محمود حداد" والتي نشرت سابقاً في "مدونة الموسيقا" ولم يتم تسليط الضوء عليها مسبقاً أمثال مادة الفنان "حسن الحفار"، يقول الفنان "محمود" ويتابع: "مسألة الإضاءة على الفنانين الشباب مهمة جداً وقلة من الصحفيين يهتمون بها، وحقيقة أشكر مدونة الموسيقا ومدونة وطن وأشجعهما على المتابعة على هذا النهج الذي بدأتا به، وبالأخص اهتمامهما بمواكبة الموسيقيين الشباب الموهوبين، ومعروف دائماً عندما تعيش البلاد فترة من الحرب تكون هناك فئة من الناس تحاول بشغف توثيق التراث أو الأحداث الإيجابية التي تقدم بالرغم من قسوة تلك الحرب، وأنا قدمت أكثر من حفلة بوقت الحرب على سورية وتم توثيقها عبر عدة منصات وكانت "مدونة وطن" من بينها قبل تأسيس مدونة الموسيقا، وبالمحصلة هذا شيء مهم جداً لنا كفنانين شباب، وضروري لتاريخ سورية في قادم الأيام، وأرى أن مدونة الموسيقا لها قيمة جد كبيرة وقيمتها ستكون أكبر في المستقبل لتكون مرجعية ونافذة للتراث وللتاريخ الموسيقي السوري".
من الضروري جداً إحداث مدونات موسيقية وفنية وثقافية لكي يبقى فن بلادنا ينتشر إلى العالمية، يقول الفنان الموسيقي "أوج أبو زيد" ويتابع مضيفاً: "هذا الأمر خصوصاً يجعل من موقع مدونة الموسيقا على درجة مميزة من المصداقية والمتابعة في حرصها ومحافظتها على الفن والتمسك بجذوره وعرقه، واللافت هو المواد الموسيقية والفنية التثقيفية، لاسيما أن أهمية المدونة تعود علينا من ناحية إعادة التعريف بمفاصل الحضارة الموسيقية السورية من خلال المواد المنشورة وتسليط الضوء عليها لإحيائها بأبهى الصور والمعاني، وللمدونة أيضاً أهمية ثانية في تسليط الضوء على المواهب الشابة وتشجيعها على تطورها والمساهمة في انتشارها إعلامياً وعالمياً، وفي ذكرى تأسيس المدونة أتوجه بالتحية والحب والتقدير والاحترام لكل كادر فريق العمل الذي لايدخر أي جهد لتكريس محبة الموسيقا السورية والعربية في قلوب كل الناس".
يذكر أن "مدونة الموسيقا" هي منصة إلكترونية تدوينية وتوثيقية، وإحدى المنصات الثلاث لمشروع "مدونة وطن" التابع للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وتم اطلاقها بتاريخ 5 آب 2021م من خلال حفل أقيم بمكتبة الأسد الوطنية في العاصمة دمشق.