مع إعلان ولادة وافتتاح "معهد نوري اسكندر الموسيقي" في مدينة القامشلي، انضم إليه العشرات من أبناء المنطقة، الكثير منهم فئة الشباب، وجدوا فيه المكان الأنسب لتنمية وتطوير إمكاناتهم الموسيقية بمهنية واحترافيّة.
وجد عديد الشباب من أصحاب المواهب الموسيقيّة فرصتهم ومساحتهم لتنمية موهبتهم الموسيقيّة في المعهد، ويعدّونه الطريق الحقيقي للوصول إلى المسارح الموسيقية المتقدمة محلياً وأبعد من ذلك، كما قال ذلك الشاب "كبرئيل يوسف" في حديثه لـ"مدونة الموسيقا".
"كبرئيل" من مواليد مدينة القامشلي 2001 يعزف إيقاع على آلة "الدربكة" منذ عدّة سنوات، لكنه لم يكن يعزف باحترافية كما الآن في المعهد، يقول عن ذلك: "حبي للموسيقا وآلة "الطبلة" في فترة عمري المبكرة، ووجود هذا المعهد كان أملي وأمل الكثيرين، لأنه يعتبر ضرورة وحاجة لأهالي المنطقة والمدينة خاصة، كان بيننا وبين تعلم الموسيقا شرخ وفاصل بعيد قبل ولادة هذا المعهد، ولصاحبه السيد "الياس حنّا" الفضل لأنه يسعى لأن يوفر كل ما يلزم لنجاحنا وتعليمنا بشكل مجاني، من هذا المكان نطمح للوصول إلى مراتب متقدمة في عالم الموسيقا، ستة أشهر مضت وأنا في المعهد وقد تطورتُ بشكل واضح وملموس، هذا ما لمسته بشهادة مدربي وأهل الموسيقا".
اختارت إدارة معهد نوري الموسيقي نخبة من المدربين المميزين لتعليم الموسيقا فيه، استطاعوا خلال فترة وجيزة تحقيق بعض الأهداف التي وضعوها مع الإعلان عن إنجاز هذا المعهد في المنطقة.
تحدث عن ذلك المدرب "ريناس ملكي" عبر "مدونة الموسيقا": "لابدّ من الاعتراف بأن الجانب الثقافي بشكل عام كان مهمّشاً نوعاً ما، فقد كانت هناك أولويات أخرى، حتى مجيء مؤسسة الياس حنا لافتتاح هذا المعهد. أجد في ذلك حكمة وجرأة لطرح وتنفيذ هذا العمل الثقافي المهم، الاهتمام بهذا المشروع له أهمية كونه رغبة الكثيرين ولأهميته في المجتمع ودوره الإيجابي، المؤسسة خصصت ووفرت كل ما يلزم للمعهد، من الكادر والمكان والأدوات، من دون أي مقابل مادي من المتدرب، طبعاً وجدنا ارتياحاً كبيراً من المجتمع بشكل عام ومن أهالي الطلاب بشكل خاص، وجدنا ذلك الارتياح بعد تخريج الدورة الأولى، وقد كان اختباراً حقيقياً وصعباً ومهمّاً» .
وأشار "ريناس ملكي" إلى وجود خطة عمل وبرنامج واضح لمسار المعهد، لذلك كانت هناك آلية واضحة في كل خطوات العمل، بما في ذلك خطة قبول الطلاب في المعهد، أهمها وأبرزها اختيار صاحب الموهبة الموسيقيّة والعاشق للآلة الموسيقيّة، وقد برزت الكثير من المواهب المتميزة خلال الفترة الماضية منذ افتتاح المعهد حتى تاريخه.
معهد نوري اسكندر الموسيقي جزء من مؤسسة الياس حنّا الخيريّة التراثيّة، التي تجتهد في مجالات إنسانية وخيرية ومجتمعية متعددة، كانت إحدى أهم خطواتها تجاه الشباب المعهد الموسيقي، خلاله كسبت وجذبت عشرات الشباب المحبين للموسيقا، عبروا هم نفسهم (الشباب) عن ارتياحهم وسعادتهم بهذا المعهد حسب ما قاله "عمار فرجو".
المهندس "عمار فرجو" مدير معهد نوري اسكندر وخلال حديثه مع "مدونة الموسيقا" قدم بعض التفاصيل عن المعهد: "مع افتتاح المؤسسة بشكل عام، كان حرصها وحرص صاحبها بتدريب وتنمية المواهب الموسيقيّة، تأسس المعهد نهاية عام 2020، واستقبل المعهد في الدورة 66 طالباً وطالبة، استمر لنهاية الدورة 55 طالباً، وقد أنجزوا مهرجاناً فنياً موسيقياً رائعاً على مستوى المدينة، بعدها تم افتتاح الدورة باستقبال 44 طالباً وطالبة، يسبق الدورة اختبار لاختيار الطالب الذي يعلم بديهيات الموسيقا والعزف، بالتزامن استمر المعهد مع الطلاب ذوي الجودة العالية جداً من الدورة الأولى، وهم سيعلنون عن إنشاء فرقة كورال لاحقاً، تكون أنشطتها الموسيقيّة على مستوى القطر، رصدنا نجاح هذا المعهد في مدينة القامشلي، والعمل جار لافتتاح معهدين آخرين في مدينتي الحسكة وحلب بذات التفاصيل والعناوين".