سلك طريق الفن وهو مؤمن بأن الطريق لن يكون ممهداً وسالكاً بسهولة، لكنه مضى فيه، وقدم الكثير للفن الجزراوي عامة، والكردي خاصة. تحمل وتحدى عديد الصعوبات والتحديات، أبرزها أنه ضرير العين، فعزف وغنى بالبصيرة، بعد تلك السنوات في مجال الفن، فرض اسمه بقوة بين فناني المنطقة، ويستمر بعطائه الفنيحتى اليوم.
يعزف الفنان "نوري علي" على أكثر من آلة موسيقية، لكن الأقرب إلى قلبه ويديه آلتي العود والطنبور، يجد إبداعه مع تلك الآلتين، يقول عن ذلك خلال حديثه مع "مدونة الموسيقا": "لديّ تعلق وعشق للموسيقا والفن في فترة مبكرة من عمري، أنتمي إلى أسرة فيها الجد والخال من أهم فناني المنطقة في الماضي، سِرتُ على نهجهم، بحب كبير وعشق أكبر، لم ولن تكون إعاقتي في البصر عائقاً ومانعاً للمضي بثقة في عالم الفن، ربما واجهتُ -بسبب إعاقتي تلك- متاعب نفسية، وعوائق من بعض زملاء المهنة، ومواقف محرجة وتعباً نفسياً إضافياً في مناسبات فنية، مع ذلك تابعت رحلتي في عالم الفن".
ابن بلدة الدرباسية الفنان "نوري"، بدأ عازفاً على الإيقاع، مع مرور الوقت والزمن طوّر إمكاناته، عزف في بداياته مع فناني بلدته المشهورين "عبد القادر خلف، حسين صالح، ورمضان أومري"، وفي نهاية التسعينيات بدأ يعزف على آلة الطنبور.
يقول "نوري علي" إنه بدأ العزف والغناء سنة 1984، ثم عام 1989 بدأ يعزف على آلة الطنبور بشكل مثالي، حتّى وصل لمراحل متقدمة أكثر من ذلك بأن أغانيه غناها فنانون آخرون من المنطقة.
لديه أغاني كثيرة، وعدد من الكاسيتات، وفيديو كليب، ومئات الأغاني، قال عن ذلك: "لدي أغاني كثيرة مدونة باسمي لحناً وكلمات وغناء مثل (واشوكاني، حشتتكم وتعني "أحبك")، غنى بعض أغانيّ "دليل سليمان، خضر سليمان"، سجلتُ 13 كاسيتاً، ولدي فيديو كليب واحد، و382 أغنية كردية، و8 أغان مردلية، تلك الأغاني قدمت في حفلات ومناسبات ومهرجانات في مختلفة على مستوى المنطقة، بالإضافة إلى حفلات خاصة بي في أربيل العراقية، وفي تركيا".
لو خيّر الفنان "نوري علي" بين تمليكه الدنيا وترك الفن، لاختار الآلة الموسيقية ومسرح الغناء حسب كلامه... وأضاف: "عانيتُ لمدة ستة أشهر أنا وأسرتي من نقص كل شيء في المنزل بما في ذلك طعامنا وشرابنا، لأنني أنجزت فيديو كليب، وأعاني من دفع إجار السكن، ومستعد لعدم ارتداء ملابس جديدة وعدم تناول الطعام، لكنني غير مستعد لترك الفن لحظة واحدة، هدفي الوصول إلى مراحل متقدمة في عالم الفن، فهو بحر واسع، والوصول إلى عمقه صعب، لكن غوصي في عالمه لا يتوقف، اليوم أعزف على الآلات: (الطنبور والعود والبزق والرتم والجمبش والسيتار)، مع تركيزي على غناء التراث الكردي والمردلي، الأهم أن أبقى في ميدان الفن".
يشارك الفنان "سليمان جبوري" ومنذ عدة سنوات زميله في المهنة والهواية "نوري علي" في جميع حفلاته، يجد فيه متعة فنية إضافية، وأكثر من ذلك فهما على مسرح الغناء معاً، أحدهما يغني كردي، والجبوري يغني عربي، هي رسالة سلام الفن في ربوع الجزيرة السورية، وبلدة الدرباسية منها.
"الجبوري" متميز في غناء التراث العربي لمنطقة الجزيرة، يقول عن ذلك: "أجد سعادة كبيرة في الغناء مع الفنان "نوري" لدي موهبة الغناء منذ الطفولة، وجدتُ الدعم والتشجيع من الأصدقاء والمقربين، بعدما أورثوني الحنجرة الطيبة في غناء التراث الجزراوي".