بدأت ملامحه الغنائية الفطرية بالظهور مبكراً، برع الطفل الموهوب "عبد السلام صباغ" ابن الثلاثة عشر عاماً من خلال حفظه طريقة غناء والده الروتيني للقدود والموشحات، مع متابعة وحفظ أغاني كبار المطربين الحلبيين المشاهدة على القنوات الفضائية، وفي أول أمتحان له أمام معلمه بالمدرسة بأغنية "فوق النخل فوق" صفق له وأعجب بجمال صوته، تابع "عبد السلام" موهبته بالغناء بالحفلات المدرسية، وبعدها اتصل مدرس الموسيقا بوالده طالباً منه الاهتمام بموهبته، وتحت رغبة الابن الذي طلب من والده شراء مايكروفون ليتمرن على الغناء حتى ولو من دون موسيقا.

دُرُوسٌ بِمَعهَدِ صَبَاح فخري

ومع تقدمه وتطوره بالغناء التحق "عبد السلام" بمعهد الراحل "صباح فخري" لمدة ستة أشهر للتعلم على العزف على آلة العود على يد مدرسه "عمار حمدية" مع حفظ الصولفيج.

النَّقلَةُ المُمَيَّزَةُ

وبمعهد "نادي شباب العروبة" أعجب المطرب "صفوان العابد" بخامة صوته كثيراً وطلب منه الالتزام والدراسة حتى يصقل موهبته الغنائية والصوتية، واستمر بالنادي لمدة ثلاث سنوات أتقن خلالها غناء الموال والقدود والموشحات.

1- صورة تجمع العازف نعمان زينو والطفل الموهوب عبد السلام صباغ ووالده

ولجمال صوته طلبه العازف "عبد الحليم حريري" للمشاركة والغناء بفرقة الأطفال الموهوبين على مسرح نقابة الأطفال، وأدى دوره بشكل جماعي مرة وإفرادي مرة أخرى. وبذلك يكون الطفل الموهوب "صباغ" تحت رعاية فنية واسعة أعطته الدفع والثقة من جميع الجوانب بالتوازي مع جمال وعذوبة ونقاء صوته الجميل.

تَفَوُّقٌ وَتَأَلُّقٌ

شارك "عبد السلام" بعدة حفلات غنائية طلائعية بدار الأوبرا بدمشق كان موفقاً فيها، غنى فيها مقاطع للفنان "جورج وسوف" وأغاني طربية حلبية مثل "سكابا يادموع العين" و"فوق النخل فوق".

2- الطفل الموهوب عبد السلام صباغ

رَائِدُ الغِنَاءِ الطَّلَائِعِيِّ ٢٠٢٢

سافر "عبد السلام " إلى مدينة حماة، ومنها انتقل لمدينة محردة للمشاركة بمسابقة رواد الطلائع للمواهب الغنائية على مستوى القطر، وغنى موشح "جلَّ من صورك" وقداً حلبياً "نوح الحمام على الغصون"، وموال "درب حلب"، و"البلبل ناغى عا غصن الفل"، فأطرب وأمتع السامعين واللجنة التي منحته جائزة المركز الأول بتفوق وتألق.

مِشوَارٌ طَوِيلٌ

وكما يقول "عبد السلام" لـ"مدونة الموسيقا": لازال الطريق أمامي طويلاً وأحتاج إلى دراسة فنية ومعمقة، وهدفي اللاحق والمستقبلي زرع بصمة مميزة عن تاريخ الغناء التراثي الحلبي في المحافل والمسارح المحلية والعربية. وطموحي مثل طموح باقي زملائي الآخرين أن نصل ولو لجزء بسيط مما وصل إليه فناننا الكبير الراحل "صباح فخري".

شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ

الموسيقار "عبد الحليم حريري" قال: "عبد السلام صباغ طفل موهوب غنائياً، نال المركز الأول مؤخراً في مسابقة الرواد الطلائعيين بمدينة "محردة"، صوته جميل ومميز بالفطرة الربانية، له مستقبل واعد ومشرق إن حافظ على نفسه وتابع دراسته".

فيما مُدرّسُه الحالي على آلة العود "نعمان زينو" أشاد بمقدرته الفنية والصوتية كثيراً وبمواظبته على دروسه وحرصه على تعلم العزف على آلة العود، وكذلك حفظه للكثير من الموشحات بطريقة صحيحة؛ وأثنى على جمال صوته في الجوابات والقرارات والموال.

بقي أن نذكر أن الطفل "عبد السلام صباغ" هو من مواليد "مدينة حلب" لعام ٢٠١٠ وفي الصف السادس.