هو صاحب مشروع متخصص لآلة البزق حمل عنوان "ثمان إيتودات احترافية لآلة البزق" كمشروع (سمعي- بصري) تم طرحه على هيئة كتاب وألبوم، كما طرح آلة البزق بصورة حديثة ومعاصرة من خلال تقديمه مجموعة أعمال تغلب عليها روح الحداثة أداء وكتابةً وهارموني مبتكر.
ولمعرفة المزيد عن تجربة الموسيقي "كنان أبو عقل" تواصلت "مدونة الموسيقا" معه فحدثنا قائلاً: "بدأت التعلم على آلة البزق منذ الصغر على يد العديد من الأستاذة في مجال الموسيقا؛ وشاركت في ورشات عمل مع العديد من الخبراء، تابعت دراستي في المعهد العالي مع الأستاذ محمد عثمان، وحصلت على إجازة من المعهد العالي للموسيقا اختصاص بزق 2019، ونلت إجازة من كلية الاعلام جامعة دمشق 2016 وحالياً أتابع دراسات عليا اختصاص علاقات عامة في الجامعة نفسها، وأيضاً أعمل على رسالة الماجستير التي تتوجه نحو دراسة جمهور "دار الأوبرا السورية".
عَلَاقَتُهُ مَع البُزُقِ
يتابع "أبو عقل": "منذ بداية العزف على البزق وأثناء الدراسة في المعهد العالي وجدت أن التعامل مع هذه الآلة التقليدية محصور فقط في جانبين هما: "العزف التقليدي" وما ينطوي تحته من أداء (تراث-تقاسيم- أغانٍ وغيرها) والجانب "الأكاديمي الكلاسيكي" وما يتطرق له من (التمارين التقنية- المقطوعات الشرقية الكلاسيكية "سماعي- لونغة- موشح" والمقطوعات الكلاسيكية الغربية "كونشرتو-سوناتا-ترنتيلا) ولكن مع التعامل مع هذه المواد لسنوات عديدة -وحتى عندما أقدم هذه المواد لطلابي- أجد أن الآلة مازالت بحاجة لخطوة للأمام لما تضم من إمكانات واسعة لم يتم التطرق لها سابقاً؛ ولذلك بدأت تتشكل لدي قناعة بإنشاء "ريبرتوار" خاص لهذه الآلة يضم مجموعة من المقطوعات ذات الطابع المعاصر أداء وكتابةً، حيث كانت الخطوة الأولى عبر تنفيذ كتاب بعنوان "ثمانية ايتودات احترافية للبزق" ويتبع معه ألبوم يحوي هذه الأعمال مسجلة ومصورة وتنطوي هذه الأعمال تحت عدة أساليب موسيقية لم يتم التعامل معها سابقاً على آلة البزق مثل (الكونتربوان-المينيماليزم) وغيرها".
كما يعمل أبو عقل الآن على مشروعه الجديد بعنوان "السيرانية الجديدة" بالتعاون مع عازف التشيلو والمرنم السرياني جورج هيرابيديان، بالإضافة إلى أنه بدأ العمل بطرح آلة البزق بصورة جديدة حديثة ومعاصرة عما اعتاد المستمع سماعه من هذه الآلة التي تصنف مع مجموعة الآلات التقليدية العربية وذلك من خلال تقديم مجموعة أعمال تغلب عليها روح الحداثة في الأداء والكتابة.
عَلَاقَةُ التُّرَاثِ بِالحَدَاثَةِ
يجد الموسيقي "كنان أبو عقل" أن التراث غير القابل للتطوير لن يبقى اسمه تراثاً إن افترضنا أنه "تراث"، وذلك لعدم امتلاكنا لأي دلائل سمعية أو ورقية تثبت أصالته، كل ما في الأمر أننا اعتدنا على قول كلمة "تراث" من دون أي بحث أو تفكير في كيفية وصوله إلينا، ولكي لا نتشعب بالحديث كثيراً وللعودة للفكرة الرئيسية استند لجملة عازف العود العراقي القدير المرحوم منير بشير "التراث يتطور بتطور العازف وليس بالعبث بمادته اللحنية أو الإيقاعية"، والحداثة كمصطلح هي جانب معقد جداً ولا يمكن النظر إليها على أنها الموسيقا التي نشهدها اليوم كالأغاني الجديدة أو موسيقا الـ DJ وغيرها من الأنماط الموسيقية؛ فهذا اللغط يعود لجهل المستمع بمعنى الحداثة، فالحداثة أسلوب موجود بجميع أنواع الفنون الموسيقا والرسم والنحت والكتابة والسنيما، وتعود بداية الحداثة بالموسيقا لبداية القرن العشرين، لذلك أي سؤال حول الربط بينها هو أمر مقعد جداً ولا يمكن الجواب عنه ببعض العبارات.
كما لا يمكن النظر بأن الأغاني الحالية تنضوي تحت مسمى الحداثة، فبكل وضوح أجد أن لكل وقت أسلوبه الخاص وطريقة تفكير مختلفة، فمثلاً لا يمكننا في هذا العصر أن نفرض على أي شخص حالياً أغنية لأم كلثوم مدتها 50 دقيقة ونحن ندرك أنه لا يملك في يومه وقتاً كافياً للاستماع إليها، ولكن هذا لا يعني تبرير التدني الموسيقي الحالي مقارنة مع جودة السابق!.
مَسِيرَتُهُ
الموسيقي "كنان أبو عقل" مواليد دمشق 1995، عمل في مجال الإعلام الموسيقي عبر عمله في المعهد العالي للموسيقا بدمشق كمدير للمكتب الصفحي.
كما قدم برنامجاً إذاعياً خاصاً بالموسيقا والموسيقيين في إذاعة "سورية الغد"، ويعمل كمدرس لآلة البزق في عدة معاهد أهمها: "معهد صلحي الوادي" للموسيقا منذ عام 2015 حتى الآن، وفي أكاديمية "الموسيقا العربية" في "جرمانا" التي قام بتأسيسها في عام 2019، وعدة معاهد خاصة في دمشق وريفها. وهو عازف مع معظم الفرق والأوركسترات في "سورية" كالأوركسترا "الوطنية السورية" للموسيقا العربية، وأوركسترا المعهد العالي للموسيقا بدمشق، وأوركسترا معهد "صلحي الوادي"، وأوركسترا "أورفيوس"، وأوركسترا وزارة التربية السورية، وفرقة "قصيد" وكورال "غاردينيا النسائي" وسجل معهم ألبومين مستقلين، وكورال تناغم المدعوم من UNDP، وأوركسترا "ندى" في دمشق، بالإضافة للعزف مع العديد من الفرق الصغيرة المستقلة.
كما أنه حاصل على العديد من الجوائز والمنح أهمها: الإقامة الذهبية من دولة "الإمارات العربية المتحدة" عن فئة المبدعين من أهل الثقافة والفنون، ومنحة إنتاجية ودعم من مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق"، ومنحة إنتاجية من مؤسسة المورد الثقافي في "بلجيكا"، كما قدم العديد من الحفلات الفردية آخرها حفل "صولو" في دار الأوبرا السورية بعنوان "البزق المعاصر".