بصوته الحلبي الشجي والعذب وغنائه للقدود والموشحات، وبشهادة كبار أهل الفن والطرب فرض المطرب "بدر رامي" نفسه بقوة على ساحة الغناء العربي كواحد من أهم الأصوات العربية التي تغني بطلاقة تمتع الجمهور.

وفي الحديث مع "مدونة الموسيقا" يقول المطرب "بدر رامي": في البداية أتشرف وأعتز بالحديث لموقعكم "مدونة الموسيقا" كأول لقاء لي مع وسيلة إعلام سورية في بلدي الأم.

سِيرَةٌ ذَاتِيَّةٌ

ويتابع: "أنا حلبي سوري الأصل من مواليد عام ١٩٨٦ حاصل على شهادة إدارة إعمال، ولدت في "المغرب" لأب حلبي هاجر للمغرب في عام ١٩٨٠ ونال الإجازة في الحقوق هناك، ووالدي "محمد رامي زيتوني" يعود أصله من حي "أقيول" في حلب، هو عازف كمان ومايسترو، تتلمذ على يد كبار الفنانين في حلب، وحفظ القدود والموشحات وأسس في المغرب "فرقة أنغام الشرق الموسيقية" وهي التي تشتغل معي في جل مشاركاتي وحفلاتي، وقد ورافق عمالقة الطرب العربي، ومن أهمهم الراحلين الكبار صباح فخري، وديع الصافي، ميادة الحناوي والموسيقار المغربي عبد الوهاب الدكالي والمطرب التونسي لطفي بوشناق وغيرهم، ووالدتي طبيبة حلبية الأصل من مواليد المغرب، وحين ولادتي في المغرب كان صديق العائلة الراحل الكبير الأستاذ صباح فخري في زيارة فنية للمغرب، وقد رافق والدي إلى المشفى، فحملني وأذّنَ لي في أذني، وكان ذلك أول صوت بنغم جميل أسمعه من بعد صوت والدي".

1- المطرب بدر رامي

مَسِيرَةٌ فَنِّيَّةٌ مُتَوَارَثَةٌ

2- المطرب بدر رامي في إحدى إطلالاته على التلفزيون

"ومن أذان الراحل، بدأ الفن يدخل ويتغلل في كياني -يتابع رامي- ومع البدايات الطفولية غنيت دور "ياما أنت وحشني، ويا حلاوة الدنيا، وعلى رمش عيونها.. وفي عمر السبع سنوات، ألحقني والدي بالمعهد الموسيقي لتعلم الصولفيج والعزف على آلة العود بالدار البيضاء على يد الأستاذ القدير الحاج يونس، وقام والدي بالإشراف على تعليمي أصول المقامات والقدود والموشحات. وجذبني للغناء في مجال التراث والطرب الأصيل، وفي عام ٢٠٠٤ شاركت بمهرجانات بالمدن المغربية بغناء القدود الحلبية والموشحات والأدوار والمواويل والقصائد التي حفظتها عن أستاذي وقدوتي في فن الطرب الراحل صباح فخري".

مَهرَجَانُ فاس ٢٠٠٩ بِحُضُورِ الرَّاحِلِ صَبَاح فخري

3- مع آلته المحببة

يتابع رامي حكايته لـ"مدونة الموسيقا": "وفي عام ٢٠٠٩ وبحضور أكثر من ٣٠٠٠ شخص من الجمهور، دعتني إدارة مهرجان فاس الدولي لإحياء حفل فني حلبي بحضور الراحل صباح فخري الذي قدمني للجمهور، بالكلام الذي لا أنساه حين قال: "هذا البرعم الجديد في سماء الطرب العربي الذي يحمل مشعل القدود الحلبية والموشحات" متمنياً لي النجاح والتوفيق. ومن هذا المهرجان بدأ مشواري الغنائي في عالم الاحتراف، حيث بدأت بعدها تنهال علي العروض والدعوات للمشاركة بالحفلات والمهرجانات والسهرات التلفزيونية والإذاعية، حيث اعتبروني السفير الجدير بغناء وتقديم القدود والموشحات، على نهج الفنان الراحل الكبير صباح فخر".

مُشَارَكَاتٌ وَجَوَائِزُ دُوَلِيَّةٌ وَأَوسِمَةٌ

هي عديدة جداً ويصعب حصرها، الأوسمة التي نالها مع الدعوات التي تلقاها المطرب "بدر رامي" للغناء، ومن أهمها بدور الأوبرا في القاهرة ومسقط بسلطنة عُمان وقسنطينة في الجزائر وأوبرا "ليل" الفرنسية، ومشاركات لخمس دورات بمهرجان "فاس الدولي" وثلاث دورات بمهرجان "موازين الدولي بالرباط" وبمدينة بيروت وعمّان بالأردن، وتكريم وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة "إيناس عبد الدايم"، وتكريم دار الطرب بالدار البيضاء بعد طرحه لألبوم "في رحاب النغم" للقدود الحلبية، حيث قام بتسجيل بعض روائع تراث الطرب العربي الأصيل من القدود الحلبية.

4- المايسترو عبد الحليم حريري

زِيَارَةُ حَلَب

5- الناقد الموسيقي عبد الخالق قلعة جي

ويضف المطرب بدر رامي: من أجمل أيام حياتي كانت زيارتي لبلدي الأم سورية الحبيبة ومدينتي التي لا يشبهها شيء في العالم "حلب" عام ٢٠١٠، وعند زيارتي لصانع آلة العود الحلبي الفنان "إبراهيم سكر"، استمع إلى صوتي وأعجب به إعجاباً شديداً من خلال غنائي له دور "القلب مال للجمال" أثناء الحديث، رفقة عازف العود الأستاذ "سعيد الدالي" الذي كان متواجداً في المحل، اتصل الأستاذ إبراهيم مباشرة مع السيد مدير إذاعة حلب بوقتها الأستاذ "عبد الخالق قلعة جي" لإجراء حوار فني معي، ومع زيارتي للراحل صباح فخري في منزله، الذي أكد لمدير الإذاعة بضرورة إجراء لقاء فني معي على هواء إذاعة "حلب" وأوصى بي خيراً لقناعته بصوتي وأدائي، فقدمت بعض المقطوعات الطربية والقدود والموشحات، وكنت في منتهى السعادة بهذا اللقاء الذي لا أنساه".

المغاربة من ذوّاقي الفن السوري ومحبي صوت الراحل صباح فخر، ومن خلال مسيرتي الفنية وحياتي في المغرب، لمستُ مدى عشق الجمهور المغربي للطرب الأصيل، وللقدود الحلبية والموشحات الأندلسية، وبث الأغاني السورية بأغلب وسائل الإعلام المغربية المختلفة، وتردادها بأفراحهم وحفلاتهم ومناسباتهم، ويعتبرون الفن والتراث السوري في مقدمة الفنون العربية التي تلقى اهتمامهم وحبهم وعشقهم، وقد وجدوا في شخصي وصوتي استمراراً لهذا الفن الأصيل، حيث إنهم يتذكرون من خلالي فنانهم المحبوب الأستاذ "صباح فخري" رحمه الله.

شَهَادَات

الناقد الفني "عبد الخالق قلعة جي" قال لـ"مدونة الموسيقا": "بدر رامي يملك صوتاً جميلاً بمساحة واسعة، متقن لكل الألوان التي يؤديها، وجوده في المغرب ساهم بشكل كبير على استمرار وبقاء هذا اللون في الأماكن التي يتواجد فيها داخل الحفلات التي يشارك بها. يوجد جمهور عاشق ومحب لصوته، وطريقة غنائه للقدود والموشحات على نفس منهج الراحل صباح فخري، أتمنى أن يكون له في المستقبل مشروعه الفني الخاص به وبما يملكه من إمكانيات فنية كبيرة".

العازف المايسترو "عبد الحليم حريري" قال: "أعرف تماماً المطرب بدر رامي، وأعرف من قبل والده الفنان والعازف "محمد رامي زيتوني" وهو زميلي، كما أن "بدر" مطرب بصوت جميل وممتع جداً، متأثر جداً بمدرسة الراحل "صباح فخري" حيث برع في حضوره ولقاءاته في المهرجانات والمناسبات، وكان خير سفير لغناء القدود والموشحات والمواويل، ولديه إمكانيات فنية عالية وحضور قوي".