لمعت موهبتها منذ الطفولة، عززتها بالدراسة الأكاديمية والتدريب المستمر، لها مشاركات موسيقية عديدة، فازت مؤخراً بالمركز الأول في مسابقة البيانو في "سويسرا" في شهر تموز عام 2022.
عَلَاقَةٌ مُمَيَّزَةٌ بِالآَلَةِ
"مدونة الموسيقا" تواصلت عبر الماسنجر مع الموسيقية وعازفة البيانو "جمان عمران" المقيمة في "بولندا" حالياً والتي تقول: "بدأت العزف على آلة البيانو في السابعة من العمر على يد خبراء روس، حيث لمس والدي ميولي للموسيقا الكلاسيكية وحبي للاستماع إليها، واخترت آلة البيانو لأنها كانت تلفت نظري في أي حفلة موسيقية تعرض على التلفاز في ذلك الوقت، وتطورت موهبتي بشكل تدريجي بالانتساب إلى معهد صلحي الوادي بدمشق، ثم إلى المعهد العالي للموسيقا. تجذبني آلة البيانو بسبب مساحتها الصوتية الكبيرة وقدرتها العالية على التعبير عما يريده المؤلف ثم العازف بأدق التفاصيل، اعتبر نفسي منحازة لهذه الآلة لقدرتها على إعطاء المجال لي كعازفة لاختبار كل الأحاسيس معها".
يعود الفضل في تكوين شخصية "جمان" الموسيقية في البداية إلى والديها لاهتمامهما بالموسيقا الكلاسيكية والانتباه لميولها المبكرة، ثم -على حد قولها- إلى الأساتذة الأفاضل الذين تتلمذت على أيديهم ومنهم المدرسة الموسيقية "سفيتلانا الشطة" لما لها من فضل كبير في الإرشاد والتعليم.
وحول فوزها بالمركز الأول في مسابقة البيانو في "سويسرا" تموز عام 2022 تقول: "هذه المسابقة الأولى التي أشارك بها لأنني كنت أفضل عدم المشاركة إلا عندما أكون خارج البلد وأقوم بالعزف أمام خبراء أجانب يملكون وجهات نظر جديدة وخبرة مختلفة بهذا المجال، والفوز بالمركز الأول هو بداية طريق رسمته منذ سنوات وأتمنى متابعته".
مُشَارَكَاتٌ عَدِيدَةٌ
حول مشاركاتها تقول: خلال تواجدي في "سورية" قمت بالعديد من الحفلات من مرافقة للغناء الأوبرالي والكورال إلى حفلات تحت عنوان ثنائي بيانو مع الخبيرة "سفيتلانا الشطة"، إضافة إلى حفلة موسيقية مع الأوركسترا تحت قيادة المايسترو "ميساك باغبودريان"، وحفلة قدمت فيها "سولو" عزف منفرد، ولكل واحدة من هذه الحفلات خصوصية وإحساس مختلف وكلها محببة إلى قلبي".
وفيما يتعلق بتجربتها في تدريس الموسيقا تقول: "درّست الموسيقا في مدارس خاصة إلى جانب عملي كمدرسة في معهد صلحي الوادي لمادة الصولفيج، ثم في تدريس آلة البيانو، إضافة إلى عملي بالتدريس لفترة معينة في المعهد العالي للموسيقا، وحالياً أقيم خارج سورية منذ عشرة أشهر، وشاركت بورشة عمل مرة مع مشرفين من ألمانيا كان هدفهم إلقاء الضوء على تقنيات تعليم الموسيقا للأطفال في المدارس".
رَأيٌ مُوسِيقِيٌّ
بدوره الموسيقي "بريام سويد" مدير مديرية المعاهد الموسيقية والباليه في وزارة الثقافة والمكلف بإدارة معهد صلحي الوادي يقول: "جمان عمران زميلة وصديقة تخرجت عام 2005 من المعهد العالي للموسيقا، بالإضافة إلى علاقة الزمالة والصداقة في المعهد كان والدي -رحمه الله- ووالدتها د. بشرى خير بيك محاضرين في كلية الآداب- قسم التاريخ في جامعة دمشق وهناك معرفة بين الأهل قبل أن تكون هناك معرفة شخصية.. هي شخص متفرد بطبع مميز، إنسانة جدية وملتزمة، وموسيقية جدية انعكست سماتها الشخصية على سماتها الموسيقية، دقيقة جداً لا تقبل أنصاف الحلول في الموسيقا، كما عملت كموظفة موسيقية في دار الأسد للثقافة والفنون إضافة إلى عملها لفترة طويلة -منذ تخرجها وحتى سفرها إلى بولندا- كمدرّسة في قسم البيانو في معهد صلحي الوادي، وكانت من المدرسين الأساسيين في المعهد بعد سفر الخبراء الروس، وعملت مدرسة لآلة البيانو في المعهد العالي للموسيقا لفترة، وكان أستاذها لفترة معينة المايسترو ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، ومنذ أسبوعين أو ثلاثة تم قبول أحد طلابها في امتحانات القبول في المعهد العالي للموسيقا وهو "رالف شاوي" الذي درسته منذ طفولته".
ويتابع"سويد" بقوله: "هي عازفة بيانو ممتازة، تؤدي الموسيقا كما يجب أن تؤدى بكل احترافية حتى في تعاملها مع الطلاب نجدها رصينة وجادة حيث شغلت منصب رئيسة قسم البيانو في معهد صلحي الوادي لفترة معينة، وكانت تصر دوماً على سماع طلابها حتى آخر قطعة موسيقية، هي إنسانة، صريحة عصامية ومتواضعة جداً، عندما تحررت من الضغوطات الحياتية في السفر عاد الجانب المبدع لديها بأفضل تجلياته وفازت بمسابقة مرموقة في دولة معروفة بمعاييرها الموسيقية العالية، وبالنسبة لها كشخص قادم من سورية بعد معاناة الأزمة والحرب، شاركت وأبدعت وهو شيء ليس بجديد على الشعب السوري، وكان متوقعاً منها كموسيقية".
نشير إلى أن الموسيقية وعازفة البيانو "جمان سامي عمران" من مواليد "دمشق" عام 1983 حاصلة على إجازة في "الأدب الإنكليزي" كلية الآداب، جامعة "دمشق"، وإجازة في اختصاص البيانو من المعهد العالي للموسيقا بدمشق، وحاصلة على ماجستير تأهيل وتخصص بالموسيقا من كلية الآداب، جامعة دمشق.