رافقته الموسيقا منذ طفولته لأنه نشأ ضمن عائلة فنية أحيت التراث الكردي، ورافقته آلة "البزق" بنغماتها الحنونة بمسيرته الفنية، حيث اتخذ من خلالها طريقاً بمجال العزف والغناء والتلحين لمقطوعات موسيقية وأغانٍ تراثية، فقدم الكثير منها بمهرجانات عدة، إنه الموسيقي والعازف "شكري سوباري".
حول مسيرته الفنية في مجال العزف والغناء، يقول الموسيقي "شكري سوباري" في حديثه مع "مدونة الموسيقا": «كانت البداية بالعزف على آلة "الطنبورة"، علمني عليها والدي العازف والمطرب الفلكلوري الراحل "نجيم أومري" الذي كنت أرافقه منذ الصغر لإحياء حفلاته الموسيقية والغنائية، حيث علمني أنا وإخوتي الذين أصبحوا فيما بعد مغنين لهم حضورهم المميز في الغناء والعزف، فكان لآلة الطنبورة آنذاك حضورٌ كبيرٌ في تراث منطقتنا، وانتشار كبير في منطقة "الدرباسية" في الحسكة وهي مرتبطة بتراث المنطقة، تلك المدينة التي عرفت بعراقتها وقدمها عبر التاريخ وتميز أهلها بحبهم وعشقهم للموسيقا والغناء والأناشيد والدبكات الفلكلورية، وحفاظهم على التراث الفني الأصيل، لكن هذه الآلة لم ترضِ شغفي وحبي للموسيقا فاخترت "البزق" كون مجال الألحان والمقامات الموسيقية فيها أكثر من الطنبورة، كما شعرت بتناغم بين صوتي ونغماته الحنونة، بالإضافة إلى أن آلة "البزق" تمثل تفاعلاً حضارياً بين الشعوب وتخلق تجانساً إبداعياً أنتج فناً عظيماً، وبالرغم من أني لم أدرس الموسيقا أكاديمياً، فقد كانت موهبتي الفنية كافية لتحقيق حلمي وشغفي الفني، فالتطوير الذاتي لموهبتي قائم على الوعي الثقافي الذي تمتعت به بيئتي الاجتماعية التي ولدت بها».
عَلَاقَتُهُ بِآَلَةِ "البُزُقِ"
تابع "شكري سوباري" حديثه: «للبزق صوت صداح لامتلاكه أوتاراً بمفاتيح معدنية، كما يتيح زندُ الآلة وحَبْساته إصدار معظم أرباع الصوت في الموسيقا العربية وهو من الآلات الوترية، تم استخدامه بالآونة الأخيرة في الموسيقا والأوركسترات العربية بالرغم من أن آلة البزق ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالموسيقا الشعبية والفلكلورية التي تخص فناني مناطق الجزيرة السورية، وبالنسبة للآلة تربطني بها علاقة الروح مع القلب أتأثر بها وهي ثؤثر بي بنغماتها وأوتارها الحنونة».
مُشَارَكَاتُهُ وَنَشَاطَاتُهُ الفَنِّيَّةُ
ويتابع "سوباري": «درّبت عدداً من المطربين والعازفين، إضافة إلى أنني كنت رئيساً لعدد من الفرق الفلكلورية والشعبية في المنطقة ، وهي فرق فلكلورية كردية منها فرقة "شورش" وفرقة "روناهي" وفرقة "حلبجة" وفرقة "روزهلاتا نافبن"، كما غنّيت بلغات متعددة عربية وكردية وآشورية، وكان لي مشاركات عدة في "دمشق" بالإذاعة السورية والتلفزيون السوري، كما شاركت بعدد من الأمسيات الموسيقية والمنتديات الثقافية المقامة في المراكز الثقافية في عدد من محافظات القطر، ودعيت للمشاركة بملتقيات ثقافية وحفلات موسيقية في عدد من الدول العربية، ونلت عدداً من الجوائز المحلية والعربية، وشاركت بملتقى "البزق" بدوراته العدة، كملتقى البزق الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر، ومهرجان قوس قزح عزفاً وغناءً باللغة الكردية، قمت بإحياء حفلات شعبية وقومية مثل أعياد "نوروز" وعيد المرأة والعديد من الأعياد الوطنية، كما لحنت العديد من القصائد العربية للشاعر "جمال المصري" والشاعر "رضوان قاسم"، كما لحنت العديد من الأغاني الكردية للعديد من الشعراء "تيريز" و"بي بوهار" والشعراء "صالح حيدة" و"غمكيني رمو" و"جواني عبدال" و"عبد الي عامودي" و"هوزاني كركوندي"، كما تعلمت مؤخراً النوتة على يد الأستاذ الموسيقي "وضاح رجب"، فبالإضافة إلى الموسيقا والعزف والغناء امتلكت موهبة التصوير الفوتوغرافي الذي أعشقه وأحبه».
وأخيراً: ولد الموسيقي العازف "شكري نجيب طاهر" المعروف باسمه الفني "شكري سوباري" في مدينة "الدرباسية " في الحسكة عام 1954 وهو مقيم في دمشق.