تحدى إعاقته البصرية، مُحققاً أمانيه بالعزف على آلته الموسيقيّة المفضلة (العود)، أثبت جدارته في المعهد الموسيقي الذي انتسب إليه، أصبح محط اهتمام وإعجاب مدربيه، إلى جانب التميّز الموسيقيّ يتابع رحلة الدراسة على المقاعد الجامعيّة الشاب "كبرئيل شابو". فمنذ صغره تأثر بأسماء فنيّة كبيرة، يعدهم قدوة في عالم الفن، منح كامل سمعه لتلك الأسماء وغيرها، في فترة مبكرة أيضاً قرر أن يحمل آلة العود، فهي التي تقربه من باقي الآلات الموسيقيّة.. حسب كلامه.
"كبرئيل شابو" قبل أن يعزف على آلة العود، عزف على غيرها من الآلات الموسيقيّة، قال عن ذلك خلال حديثه مع "مدوّنة الموسيقا": "منذ صغري كل جل تركيزي وسمعي للأساتذة الكبار في عالم الفن، تأثرت بهم بشكل كبير وهم "جورج وسوف، وديع الصافي، فيروز، إبراهيم تاتليس"، لذلك كانت رغبتي أن أعلن الانضمام إلى عالم الموسيقا وأنا في سن مبكرة، فبدأت العزف على الأورغ، والطبل، طبعاً كان العزف والتعليم ذاتياً، أقلد ما أسمعه، ثم بعد فترة من التعليم والاجتهاد الذاتي، شجّعني الأهل للعزف بإحياء حفلات عائلية وأسرية، تصديتُ لذلك بحماس كبير، نلتُ الرضا في تلك التجربة".
بعد فترة تعرّف على معهد "نوري اسكندر" الموسيقي في مدينة "القامشلي"، اعتبره خطوة مهمة في مسيرته وحياته الفنية، قال عن ذلك: "أنا وكل شاب يجيد العزف والغناء وجد ضالته في هذا المعهد التابع لمؤسسة "الياس حنّا" الخيرية، من دون تردد انتسبت إليه، في فترة قصيرة، خطيت خطوات سريعة وكثيرة، بعد فترة وقفتُ على خشبة المسرح بإحياء حفلات كبيرة ضمن فرقة المعهد، أخذتُ الثقة وكسبت الشجاعة من مدربيّ في المعهد، طبعاً تعلّمت كل أساسيات وتفاصيل العزف في المعهد سواء النوتات الموسيقيّة أو المقامات، وأشاد المدربون بتطور مستواي، لذلك قرروا أن افتتح الحفلة الفنية قبل عدّة أشهر بمعزوفة خاصة وإفراديّة مِنّي قبل العروض الجماعيّة.
"لم تكن إعاقة البصر عائقاً في رحلة العزف والفن عامة -يتابع كبرئيل حديثه لنا- طبعاً أنا طالب جامعي أيضاً، متميز في دراستي، سواء بالشهادة الثانوية أو الجامعة، ويتزامن تعليمي الجامعي مع تعليمي الموسيقي، طبعاً أعزف ومطولاً لساعات كثيرة لفناين كبار، مجرد السماع لهم، وإذا تعذر عليّ في مجال التعليم والعزف اتّجه مباشرة إلى قنوات اليوتيوب الخاصة بالموسيقا".
شَهَادَةٌ مِن أُستَاذِهِ
الفنان "عبود فؤاد" أشاد بالشاب كبرئيل قائلاً: "لفتت انتباهي حالةُ "كبرئيل" ووجدت عنده محبة وسعياً لاقتناء المعلومة وحفظها وتشربها بشكل كامل، ولذلك تميز عن الآخرين، ومراراً قلت لباقي زملائه، اقتدوا به.
أعلمه الوتريات، يستوعب ما أقدمه بشكل كبير، يقدم نفسه بصورة رائعة، وهو فرض نفسه بالشكل الصحيح، نتيجة تميزه اخترته ليفتتح -كبرئيل- احتفاليتنا وأعمالنا الفنية".