من خلال حفلات مدرسته الابتدائية "فاتح مرعشلي" بحيّ "الشعار" بدأت موهبته الغنائية بالظهور، وبدعم مدرّسه لمادة الموسيقا الذي أعجب بصوته وبغناء مقاطع مثل "حلوين من يومنا والله وقلوبنا كويسة" و"سلمتك بيد الله" و"يا مال الشام" و"القراصية"...حفظَ "رضوان" الكثير من أغاني الراحلين الكبار "صباح فخري ومحمد أبو سلمو ومحمد خيري"، لكن خطواته نحو الغناء لم تكن لتلقى الدعم والتشجيع كثيراً من والده الذي حثه على الاهتمام ومتابعة تحصيله العلمي قبل التوجه لأجواء الطرب، ما جعله يحافظ على حبه وموهبته للغناء في الخفاء!
الغِنَاءُ فِي "الإِسكَندَرِيَّة"
يقول المطرب "رضوان" لـ"مدونة الموسيقا": «وبسبب متابعة والدي لتحصيله العلمي ودراسة الشريعة في "مصر بـ كلية الأزهر" تقرّرَ سفرنا وبشكل جماعي إلى هناك، كان ذلك في عام ١٩٩٣ واستقرينا في مدينة "الإسكندرية". وفي مصر بقي حب الغناء للتراث الحلبي يلازمني بجميع أشكاله وألوانه، وبدأت أبحث هنا وهناك عمن يساعدني لصقل موهبتي الغنائية حتى تعرفت على الكاتب والملحن المصري "مصطفى زايد" الذي قال لي "ما تخافش ما دمت من حلب...مشوارنا الفني ح يبقى سهل"، وبدأ يدرّسني أصولَ الصولفيج والموشحات والقدود والمقامات والنغمات والموال، وأعطاني ثلاث أغنيات من كلماته وتلحينه باللهجة المصرية، وكان يصحبني معه ويقدمني كصوت حلبي يغني التراث والقدود في الحفلات والنوادي والسهرات، لقيت الكثير من الدعم والتشجيع في الحفلات التي كنت أغني فيها، وشعرت بقيمة وأهمية الطرب الحلبي لدى الجمهور المصري وحبهم العميق له، بل يعتبرونه في طليعة الفنون العربية الأصيلة التي يجب الاهتمام بها والمحافظة عليها، وكم كنت أسمع كلامهم الجميل عن مدينة حلب على أنها تستحق لقب عاصمة الطرب العربي بلا منازع، كل ذلك كان دفعني لتقديم وغناء تراثنا بشكل متقن".
"ودعيتُ لأداء حفلة فوق مسرح "الإسكندرية" ولمدة ساعتين لغناء التراث الحلبي الخالص من مواويل سبعاوية ومقطوعات من "زمن زمان بعد زمان" و"فوق النخل" و"يا شادي الألحان" و"ابعتلي جواب" وغيرها، وفي عام ٢٠٠١ طلب مني والدي العودة لمدينة "حلب" لإتمام دراستي ومهنتي".
بُطُولَةٌ رِيَاضِيَّةٌ مَع الغِنَاءِ
"ومع العودة لمدينة حلب بدأت بممارسة رياضة "الكونغ فو" -يكمل لنا غزال حكايته- ونلتُ فيها الحزام الأسود مع بطولة العالم في عام ١٩٩٧، وصنفت مدرباً وحكماً دولياً باللعبة، وعهد إليَّ تدريبُ فريق "الجيش"، وفي الجانب المعيشي برعت بتصميم مهنة الديكور الخشبي للمنازل. كل ذلك ترافق مع استمرار حبي العميق للغناء والتراث الذي لم يتوقف، وتعرفت على الملحن وعازف القانون "محمد ناصر" الذي نصحني بمزيد من دراسة القدود والموشحات والمقامات بشكل معمق مع التطبيق العملي لهما، والبحث معاً في الشعر العربي عن موشحات وأشعار جميلة لم تغنَ من قبل".
فِرقَةُ التُّرَاثِ الحَلَبِيِّ
يقول المطرب "رضوان": "شكلت مع العازف محمد ناصر وعازف الرق طارق أسبير وبعض الزملاء العازفين من الآلات الوترية فرقة غنائية للتراث الحلبي، وانحصر تركيزنا على إعادة غناء تراثنا الجميل من القدود والموشحات والمواويل مع تصويرها لتبقى في الذاكرة والأرشيف، وعملنا لن يتوقف هنا بل تواصلت مع الشاعر والملحن "عز الدين جعفر" لتقديم ثماني أغانٍ جديدة بقالب حلبي تماثل في شكلها وألحانها القدود الحلبية، ونسعى لتصويرها قريباً، وفي عام ٢٠٢٠شاركت بمهرجان ألوان في اللاذقية وبتكريم مجلة "المشاهير" وحفلات نقابة الفنانين وفي كافة المناسبات المحلية والوطنية".
"حَلَب" أَصلُ الفَنِّ
يبدي المطرب "رضوان" اعتزازه وفخره الكبير لانتمائه لمدينة الفن "حلب" وتابع: "عندما تسافر في بلاد الغربة وتسمع ما يقولون عن الفن السوري والحلبي من كلام جميل، لذلك أشعر أنه من واجبنا الإسراع بمزيد من التوثيق لهذا الكنز الفني الذي انتشر في أنحاء العالم؛ وفي مدينتنا أصوات ومواهب شابة جميلة تستحق الدعم والاهتمام، ويحب افتتاح المزيد من المعاهد الموسيقية وبأسلوب متطور وعلمي يناسب التكنولوجيا الحديثة لأرشفة وغناء تراثنا الفني حتى نبقى في الطليعة".
شَهَادَاتٌ طَرَبِيَّةٌ
يقول زميله المطرب "أسامة ناصر": "يملك رضوان غزال صوتاً هادئاً وجميلاً وإحساساً مرهفاً، هو حريص على غناء التراث الحلبي بأسلوب ناعم وجميل، له مستقبل مشرق".
عَازِفُ القَانُونِ محمد ناصر: "تعرفت على المطرب رضوان بعد عودته من مصر وأعجبتني طبقة صوته الهادئة من دون انفعال، استطاع جذب المستمعين والمتابعين للون الذي يقدمه، وأتممت تدريسه في القدود والموشحات والنغمات، كان متفاعلاً ومتحمساً، واتفقت معه على تشكيل فرقة فنية مصغرة للتراث الحلبي؛ هدفنا كان غناء الموشحات التي لم تغنَ من قبل، ومشروعنا متواصل ويحتاج للدعم المادي والمعنوي".
أما عَازِفُ الكَمَانِ "محمد نديم ناطور" وصفَ المطرب "رضوان" بالصوت العقلاني الجميل بطبقته التي يجيد الغناء عليها، ويمكن له أن يقدم المزيد، إن أحسن استغلال إمكاناته الفنية وعرب صوته.
الأَغَانِي المُصَوَّرَةُ لِلمُطرِبِ "رضوان"
موشح "فيك كلما أرى حسن".. من مقام البيات، موال "مركب سعودي رسا والموج عام عليّ".. من مقام السكا، مقطع من أغنية "هو صحيح الهوى غلاب" من مقام الصبا.
تم إجراء اللقاء والتصوير في "حي الفردوس" بمنزل السيد "رامي عمر الشواش" والمزين بكل التجهيزات الفلكلورية الجميلة، والذي وضعه مشكوراً في خدمة لقاء "مدونة الموسيقا".