"لكي تصل إلى هدفك في الموسيقا يجب أن تبذل الكثير من الجهد والتدريب".. كلمات كان المايسترو "علي أحمد" يقولها لطالب في ريعان الشباب، يخطو أول خطوة في درب الموسيقا، وهو الدرب الذي سار عليه المايسترو ليحقق سلسلة من الإنجازات المهمة والمؤثرة سواء على صعيده الشخصي أو على صعيد طلابه ومتابعيه.
التقت "مدونةُ الموسيقا" المايسترو علي أحمد، الذي تحدث عن بداياته في الموسيقا: «بدأت العزف منذ عمر الرابعة عشرة، وكنت أقسم وقتي بين الدراسة والتدريب، وانضممت للفرقة الكشفية لألتحق بالمعهد العالي للموسيقا عام 2005 لأكتسب المعرفة الأكاديمية أيضاً، لم أتوقف بعد تخرجي من المعهد بل تابعت دراسات عليا ونلت درجة الماجستير في الموسيقا من جامعة دمشق، واخترت الآلات الإيقاعية لأنها متنوعة وغنية جداً، وبسبب حبّي لهذا النوع من الآلات، حيث تجد الآلات الإيقاعية اللحنية والآلات الإيقاعية غير اللحنية، فالآلات الإيقاعية اللحنية لها أدوار بأعمال منفردة وأعمال مع فرق، بينما الآلات الإيقاعية غير اللحنية تشابهها ولكن طبيعة الآلة تختلف، وبالمجمل فالآلات الإيقاعية كثيرة وكل آلة تختلف عن غيرها بطبيعتها، كلون وتفاصيل موسيقية وطبيعة صوت».
مَرَاحِلٌ مُختَلِفَةٌ
ولكل موسيقي رحلة مختلفة يمرّ خلالها بالعديد من المحطات التي تعتبر نقلات نوعية في حياته، لما تضيف له من خبرة ومعرفة، وعن مسيرته يقول المايسترو "علي": «مررت بالعديد من المحطات المهمة والتي كان لها الأثر الكبير على مسيرتي الموسيقية، ومن أهم هذه المحطات أنني عضو في نقابة الفنانين في سورية بصفة قائد أوركسترا، ولا تقل هذه المحطة أهمية عن كوني عازف آلة تيمباني رئيسياً أول في الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية، وعازفاً أساسياً في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية، وعازفاً في أوركسترا أورفيوس، كما أدرس مادة الإيقاع في المعهد العالي للموسيقا، وفي معهد صلحي الوادي، وكذلك مشرف تربوي ونفسي في مشاريع دعم الأطفال واليافعين، كما أشغل أمين المكتبة الموسيقية في دار الأوبرا في دمشق والتي عملت على إضافة الآلاف من النوتات الموسيقية الإلكترونية إليها».
ومع هذه الأماكن التي يشغلها كانت له بصمته الخاصة في تشكيل العديد من الفرق والأوركسترات المحلية، وعنها يقول المايسترو "علي": «منذ تخرجي من المعهد العالي للموسيقا كان لدي الشغف لأنجز مشروعي الخاص، فكانت فرقة خطوات التي استمرت من 2010 – 2014 التي كنت قائداً ومدرباً فيها، وقدمنا العديد من الحفلات في دار الأوبرا في دمشق وكانت بالتعاون مع معهد الأسد للموسيقا، لأعمل فيما بعد على مشروع أوركسترا "شام" الإيقاعية منذ عام منذ 2016 والتي بدأت بمجموعة صغيرة لتتحول إلى أوركسترا، ولم يتوقف العمل هنا، فقد عملت مؤخراً على تأسيس أوركسترا الشباب العربي وكانت أول أوركسترا لي بعد توصيفي كقائد أوركسترا رسمي في البلاد، وتضمنت الأوركسترا شباباً من عمر 15– 30 سنة وكان أول عرض لها في الشهر الثاني على مسرح المركز الثقافي في كفرسوسة».
حَفلَاتٌ وَمُشَارَكَاتٌ
وعن المشاركات والفعاليات التي شارك بها المايسترو "علي" يقول: «شاركت بالعديد من الفعاليات الموسيقية وورشات العمل، ومن أبرزها ورشة عمل مع الإيطالي موريس بينوما، وورشة أخرى مع البريطاني إيان ميلر عام 2007 في دمشق، ورشة عمل في إسبانيا مع الألماني تورستن شونفيلد ضمن مشروع دعم المواهب الشابة في أوروبا عام 2008، وفي العام نفسه شاركت في سلسلة حفلات حول العالم في أكثر من 15 دولة مع (West Eastern Divan Orchestra)، كما قدمت عرضاً منفرداً في ملتقى معاهد البحر الأبيض المتوسط في اليونان، وعرضاً ثنائي إيقاع مع الأستاذ البولوني جان بيلخ في دمشق، وحفلاً منفرداً في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2008، أما في عام 2009 كان لي مشاركة في ورشة عمل مع الفرنسي جان لوك في دمشق، وحفل الأوركسترا الفلهارمونية القطرية في دمشق، وحفل الأوركسترا الوطنية الأردنية في الأردن، وشاركت في سلسلة حفلات مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية في لبنان عام 2010، لأشارك في عام 2018 بعرض ضمن احتفالية "حماة الديار" بقصر الكرملين في العاصمة "موسكو" مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية، وقيادة عرض موسيقي إيقاعي للفرقة الإيقاعية الاستعراضية في افتتاح دورة الوفاء الرياضية في دمشق، وحفل مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية في سوتشي- روسيا، وآخر مشاركاتي كانت في المهرجان الدولي للموسيقا السيمفونية لعام 2022 في دار أوبرا الجزائر».
ويتحدث المايسترو "علي" عن الوقوف على المسارح الأوروبية والعربية: «من المؤكد أن هناك فرقاً بين العزف على مسرح أوروبي أو عربي أو محلي، فلكل بلد ثقافة تختلف عن البلد الآخر، ولكن رهبة المسرح هي ذاتها في كل مكان، لكن المسؤولية تختلف لأن الوقوف على المسرح في سورية يحملك مسؤولية تقديم أفضل أداء للموسيقا الحقيقة والجادة، أما الوقوف على المسارح خارج سورية تُضاف مسؤولية جديدة وهي تقديم أفضل صورة للبلد أيضاً، لأننا نمثل بلدنا وثقافتنا وحضارتنا».
ويرى المايسترو "علي أحمد" أن المواهب السورية الشابة مذهلة ومميزة ومليئة بالشغف، لذا يسعى إلى استثمارها وتقديمها بالصورة الأمثل لرفد الساحة الموسيقية السورية بموسيقيين أكاديميين يقدمون الموسيقا الحقيقية والجادّة.