جمع "نزيه عيسي" عناصر الفن بروح تفيض بالجمال، فهو المعلّم والشاعر الملتزم بالوطن "سورية" ومدينته "سلميه" عشقه لها كالأسماك للماء، هو جوهرة مكنوزة بين أحجار قلعة "شماميس" وجبل البلعاس، تخرج من معهد إعداد المدرسين للموسيقى بـحماه عام 1986، وعلّم في مدارس "القامشلي" و"سلمية" وخرّجَ الأجيال حتى التقاعد 2013، مسكونٌ بالشعر والزجل والعتابا، لحّن العديد من القصائد والأغاني، وشارك في العديد من المهرجانات.
التقت "مدونة الموسيقا" الفنان "نزيه عيسي" ليحدثنا عن دراسته وهواياته قائلاً:
"درست المرحلة الإبتدائية في مدارس حماه وعدنا إلى "سلميه" لأدرس المرحلة الإعدادية والثانوية، ثم درست كلية آداب لغة عربية في حمص لسنة واحدة، لكني تبعتُ شغفي بالموسيقا ودرست معهد موسيقى لإعداد المدرسين في حماه، مارست التعليم لستة شهور لألبّي بعدها واجبَ العلم، وبعد إنهاء خدمتي العسكرية، علّمت في مدارس سلميةحتى التقاعد".
حكايته مع الشعر
"بدأتُ الشعر باكراً، ونشرت أول قصيدة في مجلة الثقافة الأسبوعية لـ"مدحة عكاش" بعنوان "سلمية":
سلمية لست أدري ما دعاني لأعشقك الوحيدة في زماني
سؤال عن جواب ليس يعيا فؤادي إنما يعيا لساني
فقرّك يا ابنة الصحراء دفء وحرّك بارد مهما كواني
فكم أعطيت للأجيال علماً وكم فكيت من بالجهل عاني
لقد علمتنا التحليق دوماً إلى العلياء أعيننا رواني
وكتبت الأغاني بالمحكي، والقصائد الموزونة والتفعيلة وأغنية (يا ريت لو طارت جوانحنا):
ياريت لو طارت جوانحنا أنت وأنا بحلم وسوا رحنا
ونطير نسمة نصير ما ننشاف ولا نخاف ممحية مطارحنا
والتي لحنها الفنان "إحسان خضور" وغنتها "أماني اليازجي" وشاركت فيها بمهرجان الأغنية السورية بـحلب، وأغنية لا تسألوني مين:
لا تسألوني مين مين هي اللي بشتاقلا
ولا تخيروني بين هالحلوين مين أحلى
لما القمر بيطل بيسرق عيون الكل
وأغنية نجم السما بيفل وبيعلا.
التي لحنها وغناها الفنان "أمين الصغير"، وأيضاً أغنية شفتك شمعة:
شفتك شمعة وصوبك طار قلبي وفراشات صغار
وبجوانح محبة رفة هي وقلبي ومن يومها احترقوا بهالنار
التي لحنها الفنان "أمين الصغير" وغناها "يامن عجمية" في استديو الفن بـ "لبنان".
بالإضافة لمجموعة أغان غناها الفنان "عيسى موسى".
العتابا:
نسيمك هبّ دوخني، يا فلة
يا غلّي وبالقلب ضلّي، يا فلي
جمالك طير وبريشة، يفلّي
ونا الصياد عم طارد سراب
ميجنا:
يا ناهبي عقلي ولقلبي سالبي
دمعي حفر بدربك سالبي
موجب أنا بالحب وإنتي سالبي
كل ما التقينا بيحترق سلاّفنا
زجل:
حقك سلميه ترفعي راسك
متلك أرض مافي ومتل ناسك
كل الدني شافت قمر إلا
أنتي قمر سابع سما باسك
ولحنتُ أول أغنية عندما كنت في الثالث الثانوي -يكمل عيسي حديثه- بعنوان (راجع بعد غيبة عمر) وتوالت الألحان بعد ذلك.
نشاطات
شاركت على مستوى سلمية في "جمعية أصدقاء سلمية" والعاديات، والهلال الأحمر وبالمركز الثقافي، وبالحمام الأثري، بسبب انشغالي بتصنيع الألات الموسيقية، وتطوير وتعديل آلات الخراطة اللازمة للتصنيع التي تخدم هواياتي، ولم أسعى يوماً للشهرة، فلم أجد على المستوى المحلي من يغني الألحان التي أحتفظ بها".
شهادات فنانين
حدثنا المايسترو "محمد السلوم" عن الفنان "نزيه عيسي" قائلاً: "عرفته عندما كان يرتاد بيتنا فهو صديق أخي الأكبر "جمال" حيث كانوا يعزفون ورفاقهم على مختلف الآلات الموسيقية حينها كنت صبياً صغيراً، والأستاذ "نزيه" ذو شخصية محببة إنه حلو المعشر صاحب دعابة حاضرة وروح خفيفة الظل، وموسيقي بارع كما له بالشعر حصة لا يستهان بها، وفي الألحان أيضاً، إنه صانع أعواد من الطراز الرفيع، وشغوف لكل ما هو جديد على المستوى العملي كصانع أعواد حتى كشاعر وملحن يحب التطور ويسعى إلى الإرتقاء وتحسين التسويق والانتاج...أتمنى له الصحة والتألق والإبداع على المستويات كلها".
فيما قال الفنان "أمين الصغير" عن الفنان "نزيه": "هو صديق العمر، فنان لديه ملكات الإبداع والابتكار بشتى نواحي الفن والحياة، أنامله تلف بالحرير، وهو مخترع لا يمل دؤوباً إذا خلقت لديه فكرة لا يتركها حتى ينجزها ابتداءاً من الكلمات والمعاني؛ حتى الأخشاب والمعادن، وهو صانع للآلات الموسيقية ومتقن في صنعته شهادتي فيه مجروحة لكنني أحاول أن أكون موضوعياً، وكما أنه يتمتع بخلق حسن يجعله محبوباً من الجميع كموسيقي وعازف جميل وأديب وشاعر حقيقي".