من "حي باب النصر" بمدينة حلب مسقط رأسها، وبثبات وجمال انطلق صوت المطربة الشابة "رؤى الحلو" في عالم الغناء مقلدة أصوات كبار الفنانين المحليين والعرب، مستلهمة منهم خطوات مشوارها الفني.
صَوتٌ وَاعِدٌ
بداية المطربة "رؤى الحلو" كما قالت في لقائها مع "مدونة الموسيقا" كانت في عائلتها في ترداد أغاني الأطفال التي كانت تسمعها من التلفزيون مثل (طيور الجنة وكراميش) ما حدا بالطفلة الموهبة "رؤى" لحفظ أول أغنية لها وهي "زي العسل على قلبي هواه" للمطربة الراحلة "صباح"، وعندما حفظتها وأتقنت أداءها سمعها والدها، الذي أعجب بجمال صوتها.. هذه البدايات المبشرة لصوت طفلة أحبت الغناء كان ذلك مع دخول الحرب على سورية، والتي أوقفت وأجلت بعضاً من أحلامها البريئة وأدخلتها في حالة حزن، وما وزاد الطين بلة نزوح أهلها لمدة أربعة أعوام إلى مدينة "اللاذقية" تاركة خلفها الذكريات عن مشروع حلم فني لم يكتمل.
مُتَابَعَةُ المِشوَارِ
لكن والدها أعاد لها بعضاً من الأمل والدفء خلال موجة النزوح بعيداً من منزلهم الحلبي، ودأب على مساعدتها وتمرينها على حفظ المزيد من الأغاني الطربية الحلبية والقدود وأغاني الراحلة "وردة" والسيدة "ميادة الحناوي" كي يدخل في قلب ابنته الصغيرة "رؤى" الفرح ويزرع في نفسها الأمل وروح التحدي.
العَودَةُ إِلَى "حلب"
ولأن الحزن والهم لا يدومان، ولابد من أن يأتي بعدهما الفرح والسعادة وتشرق شمس الأمل.. كانت البشرى والحلم بتحرير المدينة من آثار الحرب الطاحنة، ليعود الوالد مسرعاً إلى حلب مع عائلته وطفلته التي رقصت فرحاً، وكانت أول خطوات اهتماماته السريعة حرصه على إلحاق ابنته لدى عازف العود "محمد قصاص" وبمساعدة ودعم عمتها، واللذين أعجبا بصوت وموهبة "رؤى" وقاما بتعليمها الغناء والقدود والموشحات.
شَرَاكَةٌ بِالوَقتِ المُنَاسِبِ
وخلال متابعة مشوارها الفني، شاءت الصدف أن تلتقي وتتعرف على الموزع الموسيقي "محمود بصمه جي" الذي أحسن استقبالها، وسخّر لها كل مستلزمات النجاح، وتكفل بتدريسها الصولفيج والمقامات الغنائية، مع صقل وتصحيح طريقة غنائها في القدود والموشحات، وتحفظيها أغاني خاصة تناسب طبقة صوتها ضمن استوديو فني مجهز عائد له، ما ترك في ذاتها الكثير من الارتياح والاندفاع والعطاء، وقامت بمشاركة قريبها المطرب "مصطفى الحافي" بعدد من الحفلات الخاصة، ولتمضي الفنانة "رؤى" في هذا الطريق بين موزع موسيقي مخلص لها، ومطرب يحرص على تقديم النصح والمشورة لها كي تتطور نحو الأمام.
مِشوَارٌ طَوِيلٌ
وتختم الفنانة الشابة بنت العشرين عاماً حديثها لـ"مدونة موسيقا" بالقول: «أعرف أنني لازلت في بداية الطريق، والمشوار أمامي طويل وغير مفروش بالورود، ويتطلب مني الدراسة الموسيقية بعمق أكثر كي أصقل موهبتي الغنائية في القدود الحلبية والموشحات والألوان الأخرى التي تناسبني».
وتضيف: «أنا من عشاق أغاني الطرب الجميل للسيدتين "الراحلة وردة" والست "ميادة الحناوي" وأشعر بالراحة والهدوء عندما أغني لهما، وأتمنى أن أصعد سلم الغناء الفني بخطوات واثقة فيها المحبة والتواضع أمام الجمهور، وأقدم شكري لكل من وقف بجانبي وساعدني، وأخص بالذكر والدي، وأستاذي "محمود بصمه جي"».
شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ
عازف العود "إسماعيل الناصر" قال: «سمعت صوت "رؤى" قبل ثلاث سنوات، وأعجبتني خامة صوتها، لديها إحساس غنائي سلس وجميل، وأجدها حالياً بشكل أفضل في أغاني الراحلة "أم كلثوم" و"وردة"، تطورها سريع وملفت ولها مستقبل واعد إن تم دعمها وسخرت لها الإمكانات الفنية والمادية».
الموزع الموسيقي "محمود بصمه جي" قال: «عرّفني على "رؤى" صديقي المطرب "مصطفى الحافي"، وعندما سمعتها وجدتها تملك صوتاً جميلاً ومقنعاً، واتفقت معها على تدريسها وتطويرها وتقديم كل سبل الدعم بكل ما تحتاج، ووضعنا معاً خطة عمل مشتركة مستقبلية، وسنتابع المشوار معاً وبتسجيل كلمات وألحان أغانٍ جديدة خاصة بها».
الصحفية "إيمان كيالي" قالت: «هذه أول مرة ألتقي وأسمع وأحضر حفلة غنائية قصيرة للمطربة الشابة الموهوبة "رؤى الحلو"، أمتعتني وأقنعتي وأطربتني بصوتها الجميل، وهذا يدلنا على أنه يوجد الكثير من الأصوات الحلبية النسائية الجميلة التي تستحق الاهتمام والدعم.. ومنهم "رؤى"».
والدها "ياسر الحلو" قال: «لفت نظري حفظها السريع للأغاني مع جمال صوتها وهي بعمر سبع سنوات. وتوقعت لها أن تصعد أكثر، لكن ظروف الحرب ونزوحنا خارج المدينة نحو "اللاذقية" أخّر كثيراً من خطواتنا، وبعد العودة لمدينة "حلب" بدأنا نسابق الوقت لتثقيفها وتعليمها أصول الغناء والقدود والموشحات لدى كبار العازفين، ولم أتدخل بفرض لون غنائي عليها، إنما تركت لها الحرية بغناء ما يناسب صوتها بحيث يكون مريحاً ويظهر إمكاناتها الحقيقية؛ كل من سمعها قال لي هي مشروع فني وغنائي ناجح إن تم الاهتمام بها ودعمها».
المطرب "مصطفى الحافي" قال: «"رؤى" هي قريبة لي، تملك جمال الصوت الدافئ، عليها المواظبة على الدروس والتعلم أكثر وأكثر، سنقف بجانبها وندعمها ونوفر لها سبل النجاح».
تم إجراء التصوير واللقاءات داخل استوديو المجد "دوار أقيول" بحي "باب الحديد".