"روعة الإبراهيم" مواليد 1978، نالت شهادة معهد إعداد مدرسين للموسيقا عام 1999، أحبت تعليم الموسيقا لذوي الإعاقة السمعية والبصرية، لما فيها من ابتكار وحس عالٍ، ونفذت 80 نشاطاً على مسرح المركز الثقافي العربي بـ"حماة"، جمع أطفال الإعاقتين بأغانٍ خاصة بهم، وأضافت من تجربتها الخاصة على برنامج عالمي لشحذ الحواس لدى المعوقين للاستفادة أقصى ما يمكن من طاقات لديهم، وتعمل على ترجمة كتاب برايل للموسيقا واختصاره في أجزاء حسب المستوى التعليمي للأطفال.

التَّدَخُّلُ المُبَكِّرُ لِلصُّمِّ وَجَمعِيَّةُ "نداء"

ألتقت "مدونة موسيقا" مدربة الموسيقا "روعة إبراهيم" لتحدثنا عن تجربتها في تعليم الأطفال الصم والمكفوفين قائلةً:

«بدأت التعليم بجمعية رعاية المكفوفين والصم لمادة الموسيقا عام 2008 بعد أن اتبعت دورات في تعلم الإشارة، ومخارج الحروف وكل مايتعلق بهذا المجال كخبرات تقوية، وفي عام 2010 جاءت جمعية "نداء" من "مصر" ببرنامج (التدخل المبكر للصم) وضمنه مادة الموسيقا لشحذ السمع عن الصم، وأثناء تطبيقه أضفت إليه تمارين لوحدي حسب خبرتي الموسيقية، حتى يستفيد منه الطلبة بأكبر قدر ممكن».

1- الآنسة روعة إبراهيم أثناء تدريب الأطفال

الاِتِّحَادُ الرُّوحِيُّ مَعَ الأَطفَالِ بِالمُوسِيقَا

2- الآنسة روعة إبراهيم

«لقد دفعني هذا التعليم لإنعاش أرواح الطلبة قبل أجسادهم، فللموسيقا تأثير كبير على الحالة النفسية للكفيف أو الأصم والتعامل معه بشكل طبيعي وليس كمعوق، حيث أقول للمكفوفين (شايفين كيف) ويتفاعلوا بكلمة (نعم) ففي هذه اللحظة ينتفي الإحساس بالإعاقة، وتتوحد روحي مع أرواحهم لأعيش عالمهم وتفيض مكنوناتهم بالجمال، وأنا أشعر بقمة السعادة والحياة الإنسانية معهم، لذلك تركت تعليم الموسيقا في المدارس العادية فهي روتينية، بينما تعليم الصم والمكفوفين دائماً فيه شي جديد».

آَلَاتٌ مُوسِيقِيَّةٌ تُحَدِّدُهَا الإِعَاقَةُ

«يضرب المكفوفون على جميع الآلات الإيقاعية، إضافة للأورغ ونسبة كبيرة منهم تعزف السلم الموسيقي من دون مساعدتي، فهم يتحسسون الأورغ في العلامة الأولى دو، وأما الآلات الموسيقية للصم فهي الطبول والمثلثات والصنوج إضافة لتعلم النفخ بآلة الفلوت رغم أنها آلة صعبة على الأصم لصعوبة إخراج الصوت من قلب الآلة، وأقوم معهم بالتمارين الإيقاعية الحركية وهم ينفذون الوزن والرتم، ونفذت معهم 80 نشاطاً قدمناها في المركز الثقافي بحماة».

3- أخصائي البصريات فيصل البارودي

أَلحَانٌ وَكَلِمَاتٌ خَاصَّةٌ

4- الأستاذ تمام تلاوي

«قمت بتأليف الأغاني والألحان خاصة بالمكفوفين مثل: (نحن وأنتو جينا ضيوف بالعالم في منا ألوف).. وهي الأغنية التي تبنتها الجمعية كأغنية تمثل أفرادها، من كلمات المغترب السوري جوزيف دانيال، وألحان عماد سليم، وتوزيع وسيم جلول، وهناك أغنية ورد أحمر للصم، سمعي حركي بصري، وأغنية عن الغربة وعن الأرض، وأغانٍ للأطفال منوعة».

تَعزِيزُ التَّعَلُّمِ

«يبلغ عدد طلاب في الحصة 8 لـ10 طلاب حرصاً من الإدارة على إتقان التمرين والمعلومات، فيكون التمرين إفرادياً ثم جماعياً ثم ينفذ الطالب التمرين على رفاقه لتعزيز ثقته بنفسه، حيث يقوم بدور المعلم.

5- الباحث الموسيقى كمال الديري

أستمتع بدروس الموسيقا كما طلابي المكفوفين الذين يبقون آذانهم مصغية، فالصم يتم تعليمهم عن طريق اللعب، لذلك كانت لهم الموسيقا صقلاً للروح والنفس، إنهم يمنحوني التصميم والإرادة لتحدي الذات والطموح ومتابعة المسير، وقمت بترجمة كتاب تعليم الموسيقا بطريقة برايل للمكفوفين واختصاره، والأستاذ "كمال الديري" هو خير داعم لي في عملي، ومديرة الجمعية ومجلس الإدارة والأصدقاء والعائلة لنتميز في "سورية"».

أخصائي البصريات "فيصل البارودي" يحدثنا عن الآنسة "روعة إبراهيم" قائلاً: «إن تعليم الموسيقا للمكفوفين والصم ليس من باب المتعة أو الترفيه، إنه من صلب تعليمهم والموسيقا لزيادة حدة السمع ولتمييز التون الخفيف والعالي والمتوسط، وليستوعب جميع الطبقات الموسيقية وتنمية قدراتهم السمعية والتجربة المصرية هي أصلاً تجربة عالمية، فقد كان هناك تعاون مع عدة دول عربية ولكن توقف بسبب الظروف التي مرت على وطني على أمل عودتها مستقبلاً، وقمت والمدربة "روعة" على نشيد خاص بالجمعية، كتب الكلمات سوري بالمهجر ولحنه ملحن سوري ووزعه شاب كان مقيماً في "حماة" والمدربة دربت الطلاب عليه، فهي تقوم بتعليم المكفوفين والصم على أكمل وجه، وعملها كالنحت بالصخر وهدفه تنمية قدرات المكفوفين، ووجود نشاطات غير صفية، كما وعلمتهم النشيد العربي السوري، وكيف ينسجمون مع بعضهم وهي تجربة رائدة، وتقوم الجمعية بتقديم الدعم قدر الإمكان بالأجهزة والمعدات والوقت لإقامة الحفلات».

"تمام تلاوي" "حماة" 1979- معهد متوسط هندسي كمبيوتر لعام 2000 مسؤول في معهد التربية الخاص للمعوقين سمعياً بـ"حماة" حدثنا قائلاً: «تقوم الآنسة "روعة" بتدريس الموسيقا للأطفال ذوي الإعاقة وتتعامل معهم بشكل راقٍ وإنساني مميز ومحبة، ويبادلونها الحب بتلقيهم المعلومات بشغف، وأجمل ما يمكن قوله هو صبرها وشغفها في التعليم حتى حققت نتائج مبهرة على مستوى المحافظة».

الباحث الموسيقي الأكاديمي "كمال الديري" حدثنا عن المرشدة "روعة" قائلاً: «المرشدة "روعة الإبراهيم" التي جعلت الكفيف يبصر قلبها، والأصم يسمع صمتها، المعلمة والمرشدة والعازفة والملحنة والأم الرؤوم، جابرة عثرات وقلوب وأنفس ذوي الإحتياجات الخاصة، وكل من مروا بدولة مقام عطفها وحنانها، إنها تيريزا الألفية الثالثة، مليكة عالمي الظلام بصوت، والصمت بنور، الأستاذة التي كان لبوسها منذ نشأتها الجمال الخلقي، والأخلاقي اللذان تكللا بتاج الجمال الروحي، وتلك التي يعتمر قلبها بحب الله وخلقه؛ فغدت بهية في خلقها وتجسدت السكينة بمعاملتها لتعالج بهم الآخرين في تخصصها الفريد الموسيقا فأضحت اسماً على مسمى "روعة"، وعندما التقيتها أول مرة، كانت قد أنهت لحناً تحاكي من خلاله بيتها وتحاكي الحب والحالة الإنسانية التي كانت تعيشها وهي تحاكي المكفوفين بأسلوب رائع وشفاف يخلو من الحواجز ليصل إحساسها الرهيف بالكلمة واللحن من قلب المكفوفين والصم بأسلوب لايخلو من إبداع قد لانجده في أبجديات التواصل مع هاتين الشريحتين، لأنها تستنبط وتطور بيئة التوصيل ومفرداته الداعمة حسب النفسية المنزلية التي توظفها في صالح الطالب الواحد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فتضع فيض عطفها في خطابهم مع الاحترام والحب، فهي تمتلك القدرة على الإسماع والإصغاء والإيحاء عمادها في ذلك التحلي بالصبر لأن تخصصها بالموسيقا لتلك الشريحة الخاصة هي علاج ومتعة، فنجد أنها تبتكر مهارات لم ترد في كتاب فتصاحب صوت الطبل أو التسجيل بتعابير وجهها وحركات الإيماء بيديها وتصنف مشاعر الأصوا ت بخيال صوتها لتوجه الموسيقا والإيقاع في اتجاه معين فتحرض الكفيف على إبصار ماترى والأصم على تجسيد وسماع ماتحب له أن يرى».