"عبد الرحمن سكيف وأسعد الشاطر" زميلان تعرّفا على بعضهما بالجامعة، جمعت بينهما الموهبة الفنية وحب الطرب الحلبي العتيق على أصوله سواء بالغناء أم بالعزف، فكل واحد منهما له جذور متوارثة عميقة بالفن، وزيادة في ذلك التحقا بالمعاهد الفنية لتعلم أصول الغناء والعزف وحفظ القدود والموشحات والنغمات.

عبد الرحمن سكيف ٢٠ عاماً قال لـ"مدونة موسيقا": «حب الغناء اقتبسته وتعلقت به مبكراً من صوت والدي الذي يجيد غناء القدود والموشحات والمواويل، وأغاني الطرب الأصيل "لأم كلثوم وعبد الحليم ووردة ومحمد عبد الوهاب وكارم محمود" ولكن على نطاق ضيق وضمن أجواء أسرتنا وأقربائنا وفي حفلاتنا الخاصة، ومن شخصية والدي وحبه للغناء تعلمت منه أداء الأغاني حسب مقدرتي وأنا في المرحلة الابتدائية، وساعدني بحفظ أول أغنية لـ "عبد الوهاب" "يا مسافر وحدك" و"قارئة الفنجان لعبد الحليم حافظ و"مشغول عليك مشغول" وبعض أغاني الطرب الحلبية».

مَوهِبَةٌ

«وخلال دراسة المرحلة الابتدائية ومن أحد دروس التربية الموسيقية اكتشف موهبتي المدرس الراحل "طارق قباني" الذي أعجب بجمال صوتي وطلب مني الاهتمام بموهبتي وعدم أهمالها وصقلها من خلال إلحاق نفسي بأحد معاهد التدريس».

1- عبد الرحمن سكيف و أسعد الشاطر
2- المطرب عبد الرحمن سكيف عازف العود أسعد الشاطر عازف الرق أحمد مصطفى مارعي

دِرَاسَةٌ مُوسِيقِيَّةٌ

3- عاز ف العود الشهير أسعد الشاطر جدّ الشاب أسعد الشاطر الحفيد

وبعمر اثني عشر عاماً التحق "عبد الرحمن" بالفرقة الخاصة لجمعية العاديات المتخصصة بتدريس الغناء والموسيقا على يد قائد الفرقة عازف الكمان "عبد الباسط بكار" ولمدة عام اكتسب مزيداً من العلوم الموسيقية، وبعدها انضمم لفرقة كورال الشبيبة بمساعي الأستاذ الراحل "طارق قباني" الذي له الفضل باكتشاف موهبته وجمال صوته عندما كانت طالباً يدرسه، ورشحه لدخول مسابقة مواهب الغناء الطلائعية. وجاء ترتيبه في مركز متقدم.

كُورَالٌ وَحَفَلَات

يتابع "سكيف": «مع شغفي العميق بالغناء والطرب التحقت من جديد بالمعهد الموسيقي "صباح فخري" وتعلمت الغناء والعزف على يد المطرب "عمر سرميني"، وشاركت بفرقة كورال مسرح دار الكتب الوطنية ونلت عضوية نقابة الفنانين بعد خضوعي لامتحان صعب وقاس، وشاركت بغناء فردي في أغلب مسارح وكليات الجامعة، وغنيت اللون الحلبي الكلاسيكي والرومانسي والحديث السوري واللبناني معاً، وأصبحت عضواً بفرقة نغمة وتر وأميلي، وفي كورال المطربين "رامز سلطان وحمام خيري وكامل نور"».

ويختم: "لا زلت في بداية مشواري الفني وطموحي هو تطوير ذاتي فنياً والمزيد من التعمق في دراسة وغناء القدود والموشحات والأغاني العربية القديمة».

العُودُ بِالوِرَاثَةِ

فيما عازف العود الماهر والموهوب "أسعد الشاطر" ٢٠ عاماً قال لـ"مدونة الموسيقا": «حب الغناء العزف متوارث في عائلتنا أباً عن جد، فجدي عازف العود الشهير الراحل "أسعد الشاطر" زميل درب المطرب الراحل "صباح فخري" لأكثر من ثلاثين عاماً في حفلاته داخلياً وخارجياً، ووالدي كذلك عازف العود المعروف "حمدي" وهو حالياً في "فنزويلا" لإحياء عدة حفلات بمناسبة عيد الميلاد، ومن هذه الأرضية الصلبة نشأت بحب الفن ومداعبة أوتار العود تحت إشراف جدي ووالدي».

صَقلُ الذَّاتِ فَنِّيَّاً

ويتابع "الشاطر": «سجلت في عام ٢٠١٢ في "معهد صباح فخري العربي للموسيقا" لدراسة العزف على العود ودراسة الصولفيج والمقامات والقدود، وتخرجت من المعهد في عام ٢٠١٨، ومعها نلت شرف عضوية نقابة الفنانين.

كما أتيحت لي الفرصة السعيدة بالعزف على العود بحفلات مطربين كبار من أمثال "شادي جميل" و"نهاد نجار" و"سمير جركس" و"عمر سرميني" و"شهد برمدا" وجميعهم قمم فنية والعزف خلفهم لعازف بمثل عمري هو شيء لا يقدر بثمن، وكذلك شاركت بالعزف بدار الأوبرا وفي عيد الموسيقا العالمي ومهرجان "حلب" عاصمة الثقافة السورية، ومشاريعي الفنية متواصلة لا تنقطع».

قَائِدُ فِرقَةِ "نَغَمَةِ وَتَرٍ"

«ونتيجة حبي العميق للموسيقا العربية والتراث الحلبي، ومنذ فترة ثلاثة أشهر وبدعم من المعهد الذي درست وتعلمت فيه أسست فرقة موسيقية "نغمة وتر" مؤلفة من أكثر من أربعة عشر عازفاً على مختلف الآلات الموسيقية تعنى بتقديم المقطوعات الموسيقية التراثية العربية الأصيلة الجميلة، بمشاركة المطربة الشابة "مرام زرقطة" ونجم "ذا فويس" المطرب الشاب "ربيع فتال" وزميلي المطرب "عبد الرحمن سكيف" ووفقنا حتى الآن في إعادة تسجيل عدة أغان مؤثرة وجميلة من أرشيف المطربين الحلبيين وقدود وموشحات وكذلك لمطربين لبنانين كبار مثل "وديع الصافي وملحم بركات"، ولدينا مشروع فني طويل سنقدمه بقالب جديد وخاصة في حال توافر الإمكانات المادية والفنية واللوجستية».

ويختم الحفيد الشاطر: «طموحي أن أخلف مسيرة جدي عازف العود الشهير الراحل الذي أحمل نفس اسمه رغم صعوبة المهمة بالوصول لقمة فنية كهذه بصمت وأثرت في عالم الموسيقا والتراث الحلبي الأصيل...وأن أوفّق في نجاح فرقتي الموسيقية "نغمة وتر"».