صاغ بعزفه على آلة الفلوت أجمل المعزوفات العالمية، محاولاً إثبات نفسه كموسيقي وعازف فلوت ناجح بخطوات مدروسة، مقدماً العديد من الحفلات والأمسيات الموسيقية الفردية والجماعية مع فرقة "الرباعي المنسجم".
يَتَنَفَّسُ المُوسِيقَا
"مدونة الموسيقا" تواصلت مع عازف الفلوت "الياس جرجي" الذي حدثنا عن بداياته وعلاقته مع آلة الفلوت بقوله: «لمست والدتي موهبتي الموسيقية منذ سن الثامنة حيث كنت أستمع للمعزوفات الكلاسيكية والسيمفونيات العالمية ويعود الفضل بنجاحي الموسيقي لعائلتي التي شجعتني دائماً على الاستمرار في تعلم الموسيقا رغم الصعوبات، حيث بدأت العزف على آلة الفلوت عندما كنت في التاسعة من العمر، حيث شاهدت على التلفاز آنذاك عازفة تعزف على آلة الفلوت الصيني الخشبي أغنية "مونامور" وفي ذلك الحين أعجبني صوتها الحنون واللطيف على الأذن، وأصبحت تربطني بآلة الفلوت علاقة وطيدة فهي بالنسبة لي الماء والهواء اللذان لا يمكن العيش من دونهما».
مُوسِيقَاهُ المُفَضَّلَةُ
يتابع "جرجي" حديثه قائلاً: «تجذبني كل أنواع الموسيقا الكلاسيكية والشعبية باستثناء الروك والميتال، وتخصصت بالموسيقا الكلاسيكية أثناء دراستي في المعهد العالي للموسيقا، وتطورت موهبتي بالتأليف والتوزيع الموسيقي بمجهود شخصي من خلال استماعي للموسيقا ودراستي في المعهد، لا أعتبر نفسي مؤلفاً لكنني ألجأ للتوزيع الموسيقي من خلال ما تعلمته أثناء الدراسة، وقدوتي في العزف على آلة الفلوت هو الموسيقي العالمي "جامس غالواي"، كما يعجبني عزف كل من الموسيقيين "جهاد عقل"، "آندريه سويد"، "علي مورلي" على آلة الكمان».
مَا يَزِيدُ عَلَى 25 مُشَارَكَةً
بدأت مشاركات "جرجي" عازفاً على آلة الفلوت منذ مرحلة المراهقة وتجاوزت الـ25 مشاركة متنوعة بين فردية وجماعية عنها يقول: «شاركت عندما كنت في الخامسة عشرة من العمر عام 2004 في مؤتمر الطفولة الذي أقيم في "حلب"، وقدمت حفل سولو عام 2005 في كنيسة الصليب عزفت فيه 3 حركات موسيقية من مقطوعة "الفصول الأربعة" للموسيقي العالمي "فيفالدي" وشارك فيه عازف العود "صالح كاتبة"، وشاركت عام 2006 بحفل افتتاح منظمة "آمال" للمعوقين بحضور السيدة الأولى "أسماء الأسد"، ثم تابعت دراستي في كلية الحقوق والمعهد العالي للموسيقا واستأنفت حفلاتي عام 2009 حيث عزفت في السفارة البريطانية، وكانت لي مشاركة جماعية عام 2010 مع كورال المايسترو الراحل "حسام الدين بريمو"، ثم انتسبت إلى جوقة الفرح عام 2016 وشاركت في عدة أمسيات غنائية وميلادية، بالإضافة إلى حفلات أخرى أقيمت في المعهد العالي للموسيقا، وفي عام 2017 أقمت حفلاً موسيقياً في "آرت هاوس" وعزفت فيه أبرز الكونشرتو العالمية لموزارت 314 و313، وللموسيقي "باخ" وغيرها».
فِرقَةُ "الرُّبَاعِيِّ المُنسَجِمِ"
أسست عام 2018 فرقة "هارموني تريو" مع الموسيقيين "وسيم غريواتي"،"ماهر داكشلي"، وأقمنا حفلين ناجحين جداً، قدمنا فيها مجموعة من الأغاني اللاتينية، العربية والغربية مع تلوينها بقطع كلاسيكية، وفي شهر آب من العام نفسه عزفت لأول مرة على مسرح دار الأوبرا مع الفرقة نفسها وقدمنا فيها معزوفات كلاسيكية، وفي عام 2022 قدمنا أمسية ميلادية بعنوان "جاية بابا نويل"، وأصبح اسم الفرقة "الرباعي المنسجم" حيث أضيف للفرقة عازف رابع، وأقمنا حفلتين الأولى في كنيسة الصليب مع الموسيقي "ماهر داكشلي" فلوت ثاني، والموسيقي "وائل درويش" على الدرمز، والعازفة "سفيتلانا شطا" على البيانو، وحققت هذه الحفلة أصداء كبيرة وبناء على طلب المايسترو "أندريه معلولي" أعدنا إحياءها على خشبة دار الأوبرا مسرح الدراما في 5 كانون الثاني2023».
صِنَاعَةُ النُّجُومِ
حول الصعوبات التي تواجه الموسيقي السوري يقول: «هناك تقصير من الجهات المعنية فيما يتعلق بتبني الموسيقي السوري أو الأخذ بيد المواهب الموسيقية، والملاحظ أن الموسيقي السوري عندما يسافر إلى الخارج يلمع نجمه بشكل أكبر، وهنا يتساءل "جرجي": لماذا لا تقوم الجهات المعنية بصناعة النجوم من المبدعين في بلادنا؟ ما الذي ينقصنا لتبني المواهب بطريقة مثالية كي يشعر العازف أنه مرغوب به وليس محارباً؟».
نشير إلى أن عازف الفلوت "الياس جرجي" من مواليد "دمشق" عام 1988 حاصل على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق، تخرج من المعهد العالي للموسيقا، حاصل على شهادة امتياز من معهد "صلحي الوادي" للموسيقا، عمل مع دائرة "العلاقات المسكونية والتنمية"، وحالياً متفرغ للعزف وإقامة الحفلات مع فرقة "الرباعي المنسجم".