وُلِد في عائلة تعشق الموسيقا، تعلّم عزف العود في الحادية عشرة من عمره على يد عازف بزق مغمور يدعى "أسامة دلا"، ثم تعلّم العزف على عدة آلات موسيقية (الأورغ والبزق والربابة والكمان والقانون والناي) باجتهاد شخصي، لم يكمل تحصيله العلمي بعد الإعدادية بسبب كفٍّ بصريٍّ تامٍ في عينه اليسرى أصابه في طفولته نتيجة خطأ طبي، غنّى وعزف في السهرات العائلية الخاصة وفي مهرجانات تابعة لجمعية المكفوفين والمعوقين في "سلمية" وهو عضو في مركز "أحلامي" للمعوقين وفي جمعية "قطرة أمل".
طُفُولَتُهُ
"مدونة الموسيقا" التقت الفنان "علي حسين الشعار" ليحدثنا عن طفولته قائلاً: «ولدت في ناحية "بري الشرقي" التابعة لمنطقة "سلمية" الواقعة على طريق جبل "البلعاس" عام 1998، ونتيجة خطأ طبي في طفولتي أصابني كف بصري كامل في عيني اليسرى، كان له تأثيرعلى دراستي فلم أكمل دراستي بعد الإعدادية، لكن لم تكن عائقاً في تعلم العزف والغناء، أو ممارسة هوايتي في التعامل مع الإلكترونيات».
مُيُولُهُ المُوسِيقِيَّةُ
«بدأت بالغناء منذ طفولتي، فقد عشت ضمن أسرة أفرادُها يعشقون اللون العراقي ويغنون في سهراتهم العائلية، وتأثرت بجدتي "غصون حديد" والتي تمتلك أجمل صوت، وهي شقيقة الفنان "محمد صادق حديد"، وغنيت في الحفلات المدرسية والشبيبية في الأعياد والمناسبات الرسمية، وتعلمت العزف على آلة العود في الحادية عشرة من عمري على يد فنان بزق مغمور من قريتنا وهو "أسامة دلا" وخلال عام تعلمت على جميع الآلات الموسيقية (الكمان، البزق، الناي، الأورغ والربابة) واللون العراقي هو لوني المفضل وعلى مقاس أحزاني»!
ويضيف عن لون غنائه المفضل قائلاً: «اللون العراقي شرقي حزين، تكثر فيه المواويل، الأبوذيّات ومقامها حزين، ومقام الصبا والبيات والحجاز وباقي المقامات الشرقية ومن ألوانهم ولهجاتهم: المحمداوي صبا زمزم، ولون البياتي والصخريات، أما الصخريات السلمونية فتميزت بلونها الخاص لأنها مزجت بين شرق "سورية" وساحلها».
نَشَاطَاتُهُ
وأضاف "الشعار": «أنا عضو في مركز "أحلامي" للمعوقين، وجدت فيها نافذة على عالم آخر، كنت أتمنى لو حصلت على وظيفة ثابتة من خلال بطاقة معوق التي أحملها، لاسيما أنني أرى بالعين اليمنى بنسبة 8 من عشرة، بالإضافة لذلك أقوم بنشاطات في جمعية "قطرة أمل"، وجمعية "العاديات" في "سلمية"، وأحيي السهرات في ريف "سلمية" (المفكر، السعن، بري الغربي، تلجديد، تلدرة)».
آَرَاءٌ
يقول الموسيقار الأستاذ "مهدي إبراهيم" قائد الأوركسترا الشرقية في كلية الموسيقا- جامعة البعث عن الفنان "علي الشعار: «ما سمعته في الفيديوهات جميل جداً، إن "علي" يتقن العزف والغناء، ويجيد اللون العراقي وأداء المقام العراقي عزفاً وغناء، إن القواعد والنظريات والعلوم تقف أمام موهبة فطرية بمنتهى الوقار والاحترام، و"علي" متقن لعمله ويفرض ذاته بكل حركة، وهو شاب واثق من نفسه ومتمكن، فهو موهوب وذو إحساس عالٍ، وموهبة تستحق الوقوف عندها، متزن وراق في غنائه وعزفه، أتمنى له التوفيق الدائم».
فيما المايسترو "محمد السلوم" يقول: «عرفت الفنان "علي حسين الشعار" منذ بضع سنوات قاصداً زيادة الخبرة الموسيقية وأعجبت بصوته كثيراً وعزفه الجميل، وإحساسه العالي بالغناء، فهو دقيق الحفظ ونظيف الأداء، ذو حضور لطيف وخفة ظل، ولكنه كغيره من الفنانيين الذين يعزفون ويغنون النمط الملتزم والطربي الجميل، تقلُّ فرصهم المادية في ظل الظروف والأوضاع الصعبة التي نمر بها».
ومن أقارب الفنان "الشعار" هناك "صادق حديد" ابن الفنان الراحل "محمد صادق حديد" 1965 ثانوية، فنان وعازف موسيقي أضاف قائلاً: «تربطني بـ"الشعار" علاقة قربى، فهو ابن عمتي "غصون حديد"، وهو شاب موهوب بالفطرة ويعزف على جميع الآلات الموسيقية، ولكنه بحاجة لجهات رسمية من جمعيات أو خاصة تتبناه وتساعده في رسم خط فني خاص به، فهو يغني اللون العراقي الجميل بنفس أداء المطرب الحقيقي وبإحساسه العالي، أتمنى أن ينال حظه في مشروعه الفني».
ومن أصدقاء الشعار حدثنا "مالك الغفير 1987" ثانوية صناعية، صاحب محل إلكترونيات: «إنه شاب خلوق وموهوب، حسه الموسيقي عالٍ، وسرعة بديهة قوية، قادر على إتقان أي شيء بقليل من التركيز، تربطني به علاقة صداقة وقربى، لم يأخذ حقه من الاهتمام بموهبته فهو يستحق الاهتمام والدعم، وكحال أي فنان شعبي جمهوره الأول العائلة والأصدقاء، أحضر هذه السهرات فأنا من محبي اللون الذي يؤديه، وأحب صوته وعزفه على آلة الربابة أو آلة العود، وقد تعلّم الإلكترونيات بمفرده من خلال اليوتيوب معتمداً على ذاته، وتعلم برامج التعديل الصوتي واستطاع أن يصمم مقطوعات بجهده الخاص».
