تسعى إلى الدراسة الأكاديمية لتدعم موهبتها بكل ثقة وحب، تغنّي بأكثر من لغة متنوعة بين السريانية والإنكليزية والعربية، ورغم أنها ما زالت في بداية مشوارها لكنها تؤكد على أن الموسيقا الراقية تستمر بالحفاظ على قيمة العمل الفني ونشر اللون الغنائي الموسيقي الأصيل.
دَعمٌ عَائِلِيٌّ وَاهتِمَامٌ ذَاتِيٌّ
«شعر والدي بحبي للموسيقا الهادئة والجميلة منذ سنوات عمري الأولى ودعما عندي هذا الحب الذي كبر معي حتى هذا اليوم...» تقول العازفة والمغنية "لايمتا ايشوع" لـ"مدونة الموسيقا" وتتابع حديثها: «تأثرت بالموسيقا من دون أن أشعر، واعتدت على سماعها كل يوم، وفي سن الخامسة صارت عندي اهتمامات بالغناء، حيث كانت أول تجربة في هذا العمر على خشبة مسرح المركز الثقافي بمحافظة الحسكة، وبعد ذلك بسنة واحدة بدأ عندي الاهتمام بالعزف على آلة الأورغ متأثرة بعزف أحد أقربائي عليها، ومع الوقت أصبحتُ بحاجة حقيقية لأطور أدواتي وموهبتي، وبالرغم من عدم وجود أكاديميات في محافظة الحسكة تعنى بالفن والموسيقا حاولت قدر الإمكان الاعتماد على نفسي حتى وصلت إلى هذا المستوى من الغناء والعزف، وبما أنني ما زلت في بداية الطريق، فأنا كلي فخر لما وصلت إليه ضمن إمكاناتي المتواضعة.
حاولت خلال السنوات السابقة الاستعانة ببعض الأساتذة لزيادة خبرتي أكثر، وهذا ما أعطاني إرادة وقوة أكبر على مواصلة الدرب من دون خوف، وأعتقد أنه ما زال يلزمني الكثير لتطوير موهبتي، وبالرغم أيضاً من أنني لم أمتلك بعد تلك القاعدة الجماهيرية الكافية لأن الطريق لا يزال أمامي طويلاً، إلا أنني سعيدة بعدد المتابعين الجيد على منصات التواصل الاجتماعي وإعجابهم بمقاطع الصوت أو الفيديوهات التي أنشرها».
قِيمَةُ الأُغنِيَةِ
«أحرص في كل وقت على اختيار موسيقا من الفن الحديث والطرب الأصيل».. تقول المغنية "ايشوع" مضيفة: «فمن خلال بحثي تشدني قيمة الأغنية والكلمات الراقية، وأتابع كل الفنانين والفنانات الذين عندهم قناعة بهذا الأسلوب أو هذه القيمة أمثال "عبير نعمة، جوليا بطرس"، وأهتم بالأغاني الخالية من أي انحدار موسيقي، وما يزعجني هذه الأيام هو التفات البعض لمتابعة الأشخاص الذين يقدمون محتوى ليس له علاقة بالفن أو الموسيقا بالعموم، وأحاول بكل جهدي الابتعاد عن كل ما يلوث جوّي الموسيقي الخاص، وألتفت إلى ما هو صادق وحقيقي، حيث نلاحظ تدهوراً فنّياً كبيراً في مستوى الكلام أو اللحن أو حتى كعمل غنائي متكامل، وللأسف أغلب الشركات المنتجة تلجأ لتقديم الأغاني التجارية التي لا تلبث أن تفقد قيمتها الموسيقية بعد فترة قصيرة».
"ايشوع" تلفت النظر إلى الدور الإيجابي للتقنيات الحديثة في الاستديوهات أو الحفلات، وتضيف: «لكن لها بالمقابل دور سلبي على الموسيقا، فهي بالتأكيد تؤثر على صناعة الأغنية أو القطعة الموسيقية كما أتاحت للكثيرين الغناء وتقديم ما لديهم من محتوى موسيقي أو فني من دون أن يكون عندهم تلك الخلفية الثقافية الكافية أو الأرضية الفنية اللازمة، كما أن التركيز على الكاريزما أو الحضور أمر مهم لكنه غالباً يحصل من دون وجود أي مقومات موسيقية غنائية حقيقية وهذا ما نلاحظه في أغلبية أغاني المهرجانات، لذلك لا بد من دراسة هذه التقنيات وتطويعها لمصلحة الفنان بالشكل الأمثل وبطريقة سليمة ومحببة للمستمع».
مُشَارَكَاتُهَا وَطُمُوحُهَا
وتضيف المغنية "لاميتا ايشوع" في كلامها عن أهم المشاركات التي قدمتها فيما سبق: «شاركت في لجنة "إحياء التراث السرياني" من خلال مهرجانين في محافظة الحكسة، وعندي أكثر من نشاط بمنظمة اتحاد شبيبة الثورة، وحصلت على المركز الأول على مستوى المحافظة بمسابقة ضمن المركز الثقافي، وبعدها نلت المركز الثاني على مستوى القطر في المسابقة المركزية بدمشق بتكريم من وزارة الثقافة، كما حصلت على المرتبة الثانية في مسابقة عن بعد مركزها النمسا وبعنوان "ناي أورينتال أوركسترا" حيث تم الإعلان عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت صاحبة فكرة المسابقة "الأم ماري تيريز كرياكي" التي سعت لإيصال مواهب الشباب المشاركين والموهوبين الشغوفين بالفن والموسيقا بتسليط الضوء على موهبتهم وبتقديم الدعم الموسيقي في بث موسيقاهم لجميع الناس، أما في الوقت الحالي أحاول التركيز على دراسة الموسيقا لأصبح أكاديمية وهذا الأمر ضروري وذلك لأثق بقدراتي أكثر وبفني الذي أقدمه بأكثر من لغة، ولأُرضي شغفي الموسيقي، ومن بعد ذلك سألتفت بكل إصرار إلى مشاريعي الموسيقية الخاصة».
أُذُنٌ مُوسِيقِيَّةٌ
والدة لاميتا السيدة "نها كريكور" تقول عن لاميتا: «إنها ومنذ صغرها تمتلك أذناً موسيقية رهيفة».. مضيفة: «لديها موهبة ربانية، وحبها لمجال العزف والغناء شجعني أنا ووالدها لنتابعها ونغذي موهبتها ضمن الإمكانات الموجودة. تمكنت من العزف على العود لاحقاً من دون الاعتماد على أي أستاذ مختص، خصوصاً أن الآلات الوترية صعبة وتتطلب تدريباً ومهارة كبيرة، وحالياً لاميتا تتجه بالإضافة إلى الموسيقا لدراسة الهندسة الحيوية، ومعها ستبدأ بمتابعة دورات خاصة بالغناء الشرقي في دمشق».