أسَرتْهُ الموسيقا بألحانها ونغماتها المتنوعة، فغاصَ بعالمها وبحرها الواسع سواء بالعزف أو التأليف، امتلك مهارات عدة بالعزف على عدة آلات موسيقية كالأورغ والدربكة والكمان والغيتار والبيانو.. ما مكّنه من إيجاد طرق مبتكرة لإيصال الموسيقا علماً وشعوراً لمحبي ومتذوقي الموسيقا.
"مدونة الموسيقا" التقت العازف والموسيقي "نارام يعقوب" ليحدثنا عن تجربته الموسيقية حيث قال: «استهوتني الموسيقا منذ الصغر، فبعمر السادسة بدأ مشواري الموسيقي في مدينة حمص، وتعلمت العزف على الأورغ والدربكة على يد الأستاذ "نديم شنور" وكنت ضابط الإيقاع وأصغر عازف ضمن فرقة المعهد، ثم بدأت بعمر تسع سنوات بتعلم البيانو بهدف الارتقاء بأسلوب العزف والأداء بشكل أكبر، ومع انتقال عائلتي إلى دمشق توسعت آفاقي الموسيقية وجذبتني ألحان آلة الكمان وخصوصاً أنني كنت من المعجبين جداً بصوتها ووجدت نفسي منسجماً ومتناغماً معها، فبدأت بدراستها أكاديمياً مع الأستاذ "حسن عبيد" بمعهد "زرياب" بمنطقة جرمانا، ولاحقاً مع الأستاذ "نواف هلال" بمعهد نينوى، بالإضافة إلى متابعتي بدراسة آلة البيانو مع الآنسة "نور كويفاتي"، كما أن حبي وعطشي للموسيقا كعلم وفن وإبداع غير محدود وضعت هدفاً أكبر لدخولي هذا المجال من بابه الواسع بالتقدم إلى المعهد العالي للموسيقا بدمشق، وتم قبولي كطالب بالمعهد العالي للموسيقا على آلة الكمان ولكن للأسف لم أستطع المتابعة في المعهد نتيجة صعوبة الموازنة بين الدوام والدراسة في الاختصاصين موسيقا وطب بشري، ولكنني ما زلت متابعاً بالموسيقا كمدرس بمعهد "زرياب" وكتأليف لمقطوعات موسيقية، فالموسيقا هي غذاء لروحي وصديقتي التي رافقتني منذ الطفولة وحتى الآن، فهي الصديق الذي يعظّم من فرحتك وسعادتك ويحتويك ويعزيك أيضاً في حزنك وألمك، فهي صديقتي في كل الأوقات، كما أن لكل آلة أعزفها مكانتها الخاصة في داخلي.
كما قمت بتأليف مقطوعة سميتها (دوبامين dopamine) وقد شاركتها على حسابي الشخصي على فيسبوك، بالإضافة إلى العديد من المؤلفات الصغيرة التي لم أنشرها بعد».
عِدَّةُ آَلَاتٍ
وتابع "نارام": «إن إتقاني العزف على عدة آلات موسيقية وفهمي لها باختلاف أنواعها أكسبني فرصةً أكبر لترجمة حالتي العاطفية والانفعالية بمساحة وقدرة أوسع لمخاطبة العقول بمختلف أعمارها وقدراتها، ما دفعني لإيجاد طرق مبتكرة لإيصال الموسيقا عِلماً وشعوراً للأجيال المحبة والمقبلة لتعلم الموسيقا، وهنا يكمن التحدي الأصعب والأمتع، وخصوصاً أن التدريس فنّ ومهارة كما هي صناعة الألحان والموسيقا، حيث إنه يحتاج كَمّاً من الممارسة والصبر والإبداع.
مُشَارَكَاتٌ
خلال السنوات كان لدي محطات مميزة، منها مشاركتي بمسابقة الرواد بالصفين الخامس والسادس -يكمل يعقوب حكايته- وحصولي على المرتبة الأولى بالعزف على آلة الأورغ، والعديد من شهادات التكريم بعد المشاركة بفعاليات مختلفة وأمسيات بعدة محافظات على مختلف المسارح المهمة بين "دمشق" و"حمص" و"طرطوس" و"حماة"، بالإضافة لمشاركتي مع عدة فرق موسيقية باختلاف الأنماط التي قدمتها من موسيقا شرقية تراثية وحديثة، صوفية أجنبية غربية وغيرها، وعدة فعاليات رعتها جمعيات ومؤسسات محلية ودولية. كما حصلت على شهادة شكر وتقدير من مديرية ثقافة "ريف دمشق" لمشاركتي بحملة "ربيع الفرح" عام 2016 و"درع الفنان الشامل" بالعام نفسه.
رَأيُ مُختَصٍّ
الأستاذ "ناجي رضوان" صاحب معهد "زرياب" بجرمانا حدثنا عنه بالقول: «"نارام" من الأشخاص الموهوبين الذين عرفتهم منذ سنوات، فقد التحق بالمعهد منذ الصغر كمحب للموسيقا وأتقن العزف على عدة آلات كالبيانو والكمان والغيتار والأورغ والدربكة، وهو الآن مدرس بمعهد "زرياب"، فهو شاب متميز يمتلك موهبة خاصة مكّنته من إتقان العزف على عدة أنواع من الآلات الموسيقية؛ فقد امتلك صفة الموسيقي فهو موهبة فريدة ومتميزة، فهو لديه الأذن المطلقة فهو يعرف أسماء الدرجات التي يسمعها وينوطها بحرفية عالية، ويميز أصوات كل آلة ضمن فرقة كاملة ويميز النشاز إن وجد، فمن الناس القلائل الذين يمتلكون هذه الموهبة، بالإضافة إلى إنه موزع مميز ومؤلف أيضاً، ويتمتع بإصرار كبير على كل ما هو جديد في عالم الموسيقا، علاوة على ذلك تمتعه بإحساس موسيقي عالٍ يكاد يقارب إحساس المحترفين، هو ذكي وموهوب، محب ومتعاون وصادق يحبه زملاؤه وطلابه، أجد فيه موسيقياً مهماً في المستقبل».
الجدير بالذكر "نارام يعقوب" مواليد "حمص" عام 2001، طالب طب بشري سنة رابعة.