فنانة شابة تخطو بخطوات مدروسة، محاولةً إيجاد مكانة خاصة بها في عالم الغناء متجاوزةً الصعوبات الإنتاجية لتحقيق حلمها، تمتلك القدرة على الأداء بصوتها القوي وحضورها الواعد بين جيل الشباب.
البِدَايَةُ مِن الكُورَالِ
"مدونة الموسيقا" تواصلت معها وحول موهبتها تقول: «لمست موهبتي منذ الصغر، طورتها بالمجهود الشخصي والبحث الدائم عن المعلومة والاستماع لكل الأنماط الموسيقية، بالإضافة إلى المشاركات المستمرة مع الفرق الموسيقية والكورالات، وأعتقد أن المفتاح الأول للتعلم هو المرونة، حيث تشكل المدرسة الفنية العربية مجالاً واسعاً يتيح لمن يريد التعلم منها، أتعلم من الموسيقيين الكبار ومنهم "فيروز"، "أسمهان"، "صباح"، "وردة"، "محمد عبد الوهاب"، "عبد الحليم حافظ"، حيث بدأت الغناء كمغنية صولو ضمن الكورال ما ساعدني على صقل وتطوير أدائي بشكل كبير، وشكل تحدياً لي من ناحية توحيد الصوت رغم تنوعه بين أنثوي وذكوري لعدة مغنيين، كل ذلك جعلني أتحكم بصوتي بشكل أكبر وشكل عملي مع فرقة وكورال "إيميسا" للموسيقا العربية بحمص تجربة غنية جداً».
الغِنَاءُ مَسؤُولِيَّةٌ
حول نوع الموسيقا المفضلة لديها تقول: «أفضل الغناء الشرقي، أحب غناء التراث والطرب لأنني ترعرعت عليه وهو قريب مني وأشعر بالمسؤولية عند تقديم هذا اللون الغنائي أمام الجمهور في هذا الزمان المليء بالتلوث السمعي، وأرى أن الفنان يحتاج لسماع الطرب القديم باستمرار ليتعلم منه ويصبح قادراً على اختيار الأغاني الخاصة به والمناسبة لصوته».
أُغنِيَةٌ خَاصَّةٌ
أطلقت الفنانة الشابة "رونا نوفل" أغنيتها الأولى الخاصة على "يوتيوب" بعنوان "متل ال كأنو" من كلمات الشاعرة "ثناء درويش" وألحان "بسام أبو عسلة"، كما سبق وشاركت بعدة مهرجانات أهمها مع فرقة "إيميسا" عام 2014، افتتاح معرض دمشق الدولي مع أوركسترا "أورفيوس" ومشاركة أخرى مع كورال "تناغم سورية" عام2021.
المُوسِيقَا.. مَلجَأٌ
الموسيقا بالنسبة لنوفل هي طبيعة حياة عن ذلك تقول: «الموسيقا هي شخصيتي وهويتي، أعيش مع الموسيقا وأجد فيها راحتي النفسية وملجأي في كل انفعالاتي وحالاتي، هي مفتاحي للتعامل مع الوسط المحيط، وككل السوريين أعاني من العديد من الصعوبات لكن الفنان عليه أن يبذل مجهوداً مضاعفاً بسبب قلة وجود جهات داعمة للمواهب ما يتطلب منه إنتاج أعماله بنفسه ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق الانتشار».
آَرَاءٌ نَاقِدَةٌ
من جهتها المايسترو "غادة حرب" قائدة كورال "غاردينيا" النسائي تقول: «شاركت "رونا" معنا في كورال "تناغم" بفقرة صولو تراثية، تتميز بصوتها الجميل المتمكن، والقدرة على غناء اللون الجبلي باحترافية، كما أنها نشيطة مجتمعياً فهي من جيل الشباب الواعد القادر على أن يتقدم إلى الأمام».
الموسيقي الأكاديمي "عمار يونس" يقول: «أعرف "رونا" منذ عام 2014 من خلال فرقة "إيميسا" في "حمص"، كانت لدينا مشاركات في دار الأوبرا والمحافظات، تتمتع بإمكانات صوتية متنوعة وغير محدودة، غنت اللون الطربي وأغاني المطربين الكبار مثل "صباح"، "وديع الصافي"، بإمكانها أداء عرب هذا اللون بشكل فطري، جمعت معلوماتها الموسيقية باجتهاد شخصي ما يدل على اهتمامها بهذا المجال، غنت مع فرقة "إيميسا" أكثر من فقرة غناء فردياً في عدة حفلات في "حمص" "دير عطية" و"بانياس"، أعتقد أن موهبتها استثنائية وبقليل من الحظ والرعاية تصل لأماكن لا تتوقعها، لكن بشكل عام يعاني الفنان السوري محلياً من مشكلات في التسويق وقلة التخطيط في العمل، أعتقد أن أغنيتها الأخيرة مناسبة لجيل الشباب، رغم قدرتها على أداء أغانٍ أكثر صعوبة لكنها حاولت مواكبة الأغاني المعاصرة».
نشير إلى أن الفنانة الشابة "رونا نوفل" من مواليد "حمص" حاصلة على شهادات في مجال العلوم فيزيائية والتربية اختصاص رياض أطفال.