ولد المنشد "زكريا" في مدينة "حلب" بعام ١٩٨٨ في حي "قاضي عسكر" الشعبي وتعلق بحب الإنشاد والغناء مبكراً وهو طفل في مقتبل العمر من خلال مرافقة خاله المنشد "يحيى زكور" حيث كان يتابعه بحفلات الإنشاد التي كان يقيمها. لكن والده طلب منه الالتفات لتعلم مهنة الخياطة النسائية قبل المداومة والالتحاق بركب فن تعلم الإنشاد، كما يقول "زكريا" بقي حب الإنشاد في داخله وخلسة عن عيون والده حيث تعرف على المنشد "محمد علي هباش" الذي عرفه على عدد آخر من المنشدين ومهد له الطريق بشكل أعم وأسع لدراسة أصول فن الإنشاد من مدارس متنوعة.
المُعَلِّمُ "محمد خير حلواني"
تتلمذ "زكريا " وتعلق بالمنشد الكبير "محمد خير حلواني" ابن حارته "بسد اللوز" والتزم بالمداومة عنده حيث درسه الإيقاعات والموشحات والمقامات ونهل من علومه الكثير، وسابق "زكريا" الزمن بكثرة حفظه ونباهته وفطنته الملفتة.
وبقي يتعلم عند "الحلواني" لمدة عشر سنوات ومن دون انقطاع. والتحق بفرقة كوراله المسماة "النور"، ومن جديد تعرف على المنشد "عبد الباسط ديبو" وسافر معه في كثير من الحفلات وعلمه الموال والقصيدة والموشح، وكل ذلك زاد في رصيد المنشد الشاب "زكريا مغربي".
التَّفَرُّغُ لِلإِنشَادِ
وفي عام 2008 ونتيجة تعرضه لإصابة أبعدته عن مهنة الخياطة قرر التفرغ لمتابعة الإنشاد، وأصيب "زكريا" بحزن وفاجعة شديدة" لوفاة معلمه "الحلواني" في عام ٢٠١٠ إثر حادث سير وهو في طريقه لمدينة "حماة" لأحياء حفلة إنشاد، وهنا قرر وفاءً لروحه متابعة مشواره في فن الإنشاد ومدح النبي.
وعاد وتتلمذ لفترة قصيرة بحضور الزوايا على يد "الشيخ محمد أديب حسون" في "جامع أسامة بن زيد"، وبعدها رافق المنشد "محمد حمامي" في حفلاته.
ولجمال صوته كلف وهو بعمر ١٧ عام برفع الأذان في جامع "الأمام الشافعي". وبعدها مؤذناً أيضاً بجامع "محمد المهدي" ولايزال حتى الآن.
فِرقَةُ "نُورُ الوُجُودِ"
أسس "زكريا " في عام ٢٠١٠ فرقة إنشاد سماها "نور الوجود" مؤلفة من ستة عناصر. وفي عام ٢٠١٩ سافر إلى "لبنان" لمدة أسبوعين لأحياء حفلات. واشتغل مع حفلة بقصر العضم مع "أولاد الحداد" بفرقة الفنون والتراث. وكذلك مع المطرب " أحمد بدور".
عمر وعبود وزكريا
شكل الثلاثي "عمر شعبان وعبود شعبان وزكريا مغربي" فرقة ثلاثي "حلب" للإنشاد وعملوا معاً بعدة حفلات قبل أن يخرج عبود ويشق طريقه في عالم الإنشاد منفرداً.
فِرقَةُ "أَهلُ بَدرٍ الكِرَامُ"
وفي عام ٢٠١٥ أسس المنشدان "زكريا مغربي وعمر شعبان" معاً فرقة إنشاد باسم "أهل بدر الكرام" وشكلا ثنائياً ناجحاً في قيادة العديد من حفلات الإنشاد بالمناسبات الدينية وأعياد المولد النبوي الشريف، وجالا أغلب المحافظات السورية. وصورا لقناة دراما السورية حفلة إنشاد ستعرض خلال شهر رمضان لهذا العام.
ويختم "زكريا": «أملك كماً كبيراً من حفظ قصائد الإنشاد المتنوعة والجديدة، وشراكتي مع زميلي "عمر شعبان" اعتبرها ناجحة وموفقة لأبعد الحدود فهو يملك الصوت القوي والأحساس وسرعة البديهة».
أَما المنشد "عمر الشعبان" فهو من مواليد "حلب" لعام ١٩٦٨ من حي "باب المقام" درس وتعلم أصول الإنشاد في الزوايا الهلالية والمجالس وجامع العثمانية وهو بعمر ٨ سنوات. ودرس في "معهد حلب للموسيقا" على يد الراحل "ماجد العمري" الذي علمه الصولفيج والغناء والموشحات. وتابع تعليمه على يد الملحن "عبد القادر حجار" والمنشد "محمد حكيم" وسافر معه "لفرنسا" لمدة ٣٣ يوماً لإحياء حفلات للجاليات العربية، وكذلك التحق بفرقة "أبو علي المهندس" وعمر ضباع والمطرب الراحل "أحمد علي الحسن" وفي عام ٢٠٠٤- ٢٠٠٥ التزم مع شقيقه المنشد "عبود" بفرقة البيان التي كانت تضم "أحمد أزرق ومصطفى هلال وشادي الأصيل" وعاد في عام ٢٠١١ للعمل بفرقة الفنون للتراث مع أولاد "حامد حداد"، وكذلك عمل المنشد "عمر" مع المطرب "أحمد بدور".
ثُنَائِيَّةُ الإِنشَادِ
اتفق"عمر شعبان وزكريا مغربي" على تشكيل فرقة "أهل بدر الكرام" للإنشاد وبقالب وشكل جديد يعتمد على البحث عن قصائد جديد لم تغنَ من قبل.
ويختم "عمر" حديثه لـ"مدونة موسيقا": «سافرنا قبل فترة معاً لمدينة "دمشق" وسجلنا أربع حفلات لشركة المولوي للأناشيد الدينية». وأضاف: «كل ما يلزمنا هو المزيد من الدعم المادي والإعلامي والفني لنظهر بأفضل صورة ونعيد بعضاً من السيرة العطرة لمنشدي "حلب" واعتز كثيراً بشراكتي مع أخي "زكريا" الذي يمتاز بحفظه لكم كبير من القصائد وصوته وأحساسه والجميل ومهارة يده في الضرب على الدف وفق النغمات والإيقاعات على أصولها».