ولد العازف "صبحي حبابا" في مدينة" حلب" عام ١٩٦٦ بحي "أقيول" القديم وورث حب الفن والغناء والعزف وهو طفل من والده عازف القانون الشهير "محمد حبابا"، ولا زالت في مخيلته الحفلات التي كان يشارك ويعزف فيها والده لعمالقة الطرب الحلبي بالسهرات الحلبية.
...خلال حقبة السبعينيات للمطربين "أبو رشيد خانطوماني وشكري أنطكلي"، وبغياب والده عن المنزل ورويداً رويداً بدأت أصابعه تتلمس على أوتار القانون في محاولات أولية لاستخراج لحن، وعندما علم والده برغبته بتعلم العزف أعطاه عدة دروس وألحقه بـ"معهد حلب للموسيقا" للدراسة والتعلم على يد العازفين "علي واعظ والراحل حسان تناري"، وهناك تعلم "صبحي" قراءة النوتة والصولفيج والقدود والموشحات، والبدايات الخجولة له بالعزف كانت مع فرقة الشبيبة المدرسية.
فِرقَةُ النُّجُومِ
ويضيف "صبحي" لـ"مدونة الموسيقا": «أول تجربة معقولة لي كانت من خلال انضمامي لفرقة النجوم في عام ١٩٨٧ مع العازفين "محمد العبد الله– كمان، والراحل أحمد زكور- عود، وعمر نحاس- إيقاع، وصبحي حبابا- قانون، عزفت تلك الفرقة لحفلات المطربين "عبود بشير وعمر سرميني" والراحل "صبري مدلل" وكذلك "رضوان سرميني" وحفلات سهرات "حي الجبيلة" بدار "زين العابدين" التي كانت تقام كل سبت وعمرها أربعون عاماً حيث كانت تحضر للدار وتغني المطربة الكبيرة "ميادة الحناوي"، كما عزفنا للمطربة المصرية الراحلة "سعاد محمد" التي حضرت لمدينة حلب وغنت في مقصف متنزه السبيل و"نادي شباب العروبة" وأحيت بحدود ١٥ حفلة بموجب عقد مع أحد المستثمرين الذي أحضرها من "مصر".
حَفلَتَانِ مَع الرَّاحِلِ "صباح فخري"
أتيحت الفرصة للعازف "صبحي" مشاركة الراحل المطرب الكبير "صباح فخري" بحفلتين فقط عن طريق العازف الراحل "حسان تناري" الذي سافر لإحياء عدة حفلات خارج سورية، واتصل به "التنار" وقال له رشحتك للحلول مكاني خلال سفري، ولديك موعد مع الراحل "صباح فخري" وعند حضوره طلبَ مني سماع وصلة عجم، وأثنى على عزفي، وشاركته مباشرة بحفلة القلعة كان ذلك في عام ١٩٩٠، وحفلة أخرى بفندق الشيراتون بدمشق.
رَحَلَاتٌ فَنِّيَّةٌ خَارِجِيَّةٌ
سافر العازف "صبحي حبابا" كما يقول إلى أغلب البلدان العربية بحفلات فنية إلى دبي والقاهرة ولبنان والأردن وتونس، ورافق المطربين شادي جميل وعبود بشير ونهاد نجار وعمر سرميني في كثير من حفلاتهم المحلية والخارجية والأشهر كانت في "لوس أنجلوس وسان فرنسيسكو ونيويورك وقبرص وكندا وفرنسا وليبيا".
قَائِدُ فِرقَةِ سَلَاطِينِ الطَّرَبِ
ترأس العازف "صبحي" في عام ١٩٩٢ الفرقة التي أسسها وكانت بعنوان "سلاطين الطرب" وقدمت حفلات لأغلب المطربين الحلبيين مثل "نهاد نجار وسمير جركس وعمر صابوني ومصطفى هلال وسمير عجوم وعبود بشير" وسافرت برحلة إلى "إسبانيا وألمانيا" مع المطرب "عمر سرميني".
ثَمَانِي سَنَوَاتٍ فِي فَنزوِيلَّا
في عام ٢٠١١ تلقى العازف "صبحي" عرضاً من المطرب الحلبي المقيم في "فنزويلا" وائل لبابيدي لإحياء عدة حفلات هناك. لم يكن يدور في خلده أنه سيبقى هناك تسع سنوات متتالية حتى عام ٢٠١٨ عزف هناك لحفلات المطربين "شادي جميل وسهيل دبس ونور مهنا وطوني أصلان" وشارك بكافة الحفلات المقامة للجاليات العربية التي كانت تغني وتطرب جمهور الحاليات وبشكل خاص من لون التراث الحلبي والقدود والموشحات والمواويل.
الزِّلزَالُ أَحزَنَنِي
وعن أحواله وتأثير الزلزال الأخير الذي ضرب المدينة، أضاف: «حزنت كثيراً على أرواح الضحايا والدمار الذي وقع لأهل مدينتي، وقد ضرب أبنية بجوار منزلي وإكراماً لهم توقفت عن العزف والاقتراب من آلة القانون لمدة ١٥ يوماً، وتلقائياً عند العودة وبلا موعد أو ترتيب بدأت بعزف المقاطع الحزينة والمؤثرة، وهناك مشروع فني قادم يوثق بعضاً من هذه الحالة الحزينة».
الفَنُّ الحَلَبِيُّ رِسَالَةٌ لِلعَالَمِ
ويختم العازف "صبحي حبابا" حديثه لـ"مدونة الموسيقا" بقوله: «كل ما لمسته وسمعت به وشاهدته بعد رحلة استمرت أكثر من أربعين عاماً في العزف مع كبار المطربين جعل من آلة القانون كل العشق بالنسبة لي، وجعل في قلبي محبة بلا حدود للطرب الحلبي بمختلف أشكاله ما بين القدود والموشحات والإنشاد. لقد كان الراحلون "صباح فخري وصبري مدلل ومحمد خيري" خير من حمل الرسالة الفنية الحلبية إلى مسارح العالم، ويمكن تسميتهم بالسفراء فوق العادة، وأيضاً هناك وجود فاعل ومؤثر لمن أتى بعدهم وهم كثر وأصحاب أصوات جميلة ومبدعة تتابع المشوار.. ومع ذلك يجب ضبط العملية الفنية وفق قوانين فنية صارمة تمنع انتشار الأصوات المتواضعة والهابطة».
شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ
عازف القانون "غسان عموري" قال: «زميلي وأخي العازف "صبحي" مشهود له بالخبرة والمقدرة الفنية، أنامله ذهبية وخفيفة. مطلوب لأكثر الفرق الفنية والمطربين، حضوره يضفي النجاح على الحفلات وهو خفيف الظل ومحبوب من الجميع في الوسط الفني، أتمنى له كل النجاح والتوفيق في استمرار مسيرته الفنية والخاصة».
المطرب "أحمد المهندس" قال: «تواجدنا أنا والفنان العازف "صبحي" في أكثر من حفلة، وكان عاملاً مؤثراً وناجحاً لتلك الحفلات. هو صاحب خبرة وذكاء وفطنة وسريع البديهة يعرف ما يريده المطرب بسرعة، مريح بالتعامل معه متميز بعزفه وثقافته الفنية وحضوره وأخلاقه العالية».