منحها دفء صوتها خصوصية فريدة، صقلتها باختياراتها المميزة والنوعية لكلمات أغانيها، خاضت تجربة الكتابة ولحنت معظم ما غنته، لتكشف عن خامة صوتية أصيلة تجتهد لإثبات ذاتها وللحفاظ على أصالتها في عالم الغناء الأوبرالي.. الحديث عن الفنانة "ماري حاطوم" ابنة محافظة "السويداء" والمقيمة حالياً في "كندا".
مَحَطَّاتٌ فَنِّيَّةٌ
تحمل ماري حاطوم في جعبتها باقة من الأغاني المميزة اختارتها بذوق وعناية، تحدثت عنها لموقع "مدونة الموسيقا" قائلة: «أول عمل غنائي مسجل قدمته في عام 2021 هو "موال دمشقي" من كلمات الشاعر "نزار قباني" وألحان "نصير شمّة" وتوزيع "أمجد الباروكي"، ولأن البداية كانت مدروسة حققت النجاح والانتشار وبعدها تتالت الأغاني والتسجيلات، قدمت أغنية "عبير نعمة" للأم بعنوان "هاتي يديك" والتي تمتاز بصعوبة أدائها كونها مزيج موسيقي شرقي وغربي ويتطلّب غناءً أوبرالياً ولاقت إعجاباً كبيراً، وأغنية "يا طيور" للراحلة "أسمهان" برفقة أستاذ البيانو "باسم صالحة"، في عام 2020 وبسبب جائحة كورونا وتوقف معظم الأنشطة اقتصر نشاطي على زيادة أرشيف الأغاني والتسجيلات بجهد شخصي، أنجزت ثلاث أغنيات من ألحاني وتلك التجربة كانت تحتاج لجرأة كبيرة، وأعترف أنه لولا دعم وتشجيع الصديق والفنان "أمجد الباروكي" لما تحولت إلى واقع».
وعن أبرز الملحنين والشعراء الذين تعاونت معهم تابعت "ماري" بالقول: «في البداية قدم لي الشاعر "فراس سليمان" أغنية "مراية" وطلب مني تلحينها لإيمانه بقدرتي على ذلك، ولأن كلماتها تنطبق على جميع الناس خرجت ترجمة الكلمات للحن من أعماقي بكل صدق ولاقت الإستحسان، وتعاونت مرة ثانية مع الشاعر "سليمان" بقصيدة "بنت وصدى"، والأغنية الثالثة كانت بعنوان "من دونك" كلمات الشاعرة "نبال النبواني".
قدمت إهداء للإمارات عام 2021 بعيد الاتحاد الخمسين نشيداً بعنوان "هتف الشعب" كلمات الدكتور "نايف عبيد" وألحان "علي حمد"، ولحنت قصيدة أخرى للدكتور نايف عبيد بعنوان "الفؤاد الطليق" وقريباً ستطرح على قناة يوتيوب، وبعدها قدمت ألبوم بعنوان "تالا" للأغاني التراثية عبارة عن خمس أغاني، وهناك قصيدة على قناتي اليوتيوب بعنوان "بلادنا" للشاعرة "أميمة نصر الدين" وألحان "أمجد الباروكي" سيعاد تسجيلها مرة ثانية كموسيقا أوركسترالية».
شَهَادَاتٌ
الشاعرة "نبال النبواني" تحدثت عن "ماري حاطوم" بالقول: «ماري حاطوم الصوت العذب الرقراق الذي يذكرنا بصوت "اسمهان" في صفاء وتجليات روحية عند سماعه، أول مرة سمعت فيها صوت "ماري" كان بأغنية "يا بدع الورد"، للحظات خيّل إلي أنني أستمع لأسمهان، أنا أؤمن أن أرواحنا تنعكس على أصواتنا وهالة حضورنا وتمنيت منذ ذلك الحين أن تغني "ماري" قصيدة من قصائدي وكان ذلك، وقد سعدت جداً بهذا التناغم الذي حصل بيني وبينها وأتمنى لها كل النجاح وتحقيق الانتشار لأنها تستحق فهي تنحت بصوتها طريق حرير أمام صعوبة وقسوة هذه الأيام».
وتحدث "أمجد الباروكي" موزع موسيقي وصاحب استديو music night عن "ماري" بالقول: «"ماري" تجمع أجمل صفات الفنان الحقيقي، تمتلك صوت مخملي عذب وتتمتع بإمكانيات كبيرة من خبرة بالغناء وتكنيك عالي في الأداء بالإضافة إلى الأخلاق العالية والإنسانية، متمسكة بأعلى درجات الفن الراقي وإمكانياتها تؤهلها للوقوف على أهم المسارح العالمية، وتجربتي وتعاوني معها في توزيع وتسجيل الأغاني من أجمل وأكثر التجارب احترافية، رأيها صائب وملاحظاتها دقيقة فقد أعطتني المساحة والثقة لإخراج أفضل النتائج.. أتمنى أن تحافظ على هذا النهج في الموسيقا والذي أصبح نادراً هذه الأيام».
الحَفَلَاتُ الفَنِّيَّةُ
عام 2018 وهو العام الذي هاجرت فيه "ماري حاطوم" مع عائلتها إلى "كندا"، وفي نفس العام بدأت بالترسيخ لنشاطها الفني بأول حفلة أقامتها، تلاها عدد من الحفلات عنها أضافت: «أول حفل غنائي في "كندا" في عام 2018، ومن ثم حفل بمناسبة المهرجان الثقافي العربي بجامعة "كيتشنر" عام 2019 مع عازف الكمان "أنور العيسمي"، وحفل مع فرقة "أرابيست" بقيادة الدكتور "رضوان الطالب" بعنوان "الموسيقا عبر الأجيال"، وحفل ثالث في العام ذاته 2019 بمناسبة افتتاح المركز الثقافي العربي "بكيتشنر" مع عازف البيانو "وسام بطرس"، ومن ثم انقطعت لدراسة دبلوم مساعدة طبية».
العِرفَانُ بِالجَمِيلِ
رغم ظروف العمل الصعبة في الاغتراب، إلا أن "ماري" تسعى بتشجيع ودعم من الأهل والأصدقاء للاستمرار في نهجها الموسيقي، فقد قالت: «أدين بالفضل لشقيقي "فارس رضوان حاطوم" لتمويل أعمالي ولدعمه وتشجيعه هو وزوجي وعائلتي، وعمي الدكتور "علاء حاطوم" والصديقة الدكتورة "سلاف اشتي" لتمويل عمل "موال دمشقي"، ورغم المسافة إلا أنني دائمة التواصل مع أصدقائي في سورية ونخبة العازفين الذين ساهموا بنجاحي، ولدي حلم بالغناء على مسرح "السويداء" في المستقبل. تلقيت هدية من المهندس "وليد شعيب" كلمات أغنية " يا أم الفوطة" التي حققت نسب مشاهدة عالية، كما تعاونت مع الأستاذ "رأفت الحلبي" كاتب وملحن أغنية "من وين أبدا يا قلبي"، سجلت أغنياتي في استديو mix box للفنان "شادي قاسم" وتعاونت مع المصور "خالد عبد الجبار" والمخرج "مجد معروف" في أغنية "موال دمشقي"، والمصورة "لجين أبو مغضب" ومونتاج "أجود حيدر" في أغنية "يا أم الفوطة"، وآخر أعمالي أنشودة للشاعرة "ابتسام مراد" من ألحاني وهي قيد التحضير حالياً. هذا وبثت أعمالي في راديو "تشن ريديو" الكندي في برنامج "ساعة سورية" للإعلامي "هادي ويس"».
بقي أن نذكر أن الفنانة "ماري حاطوم" من مواليد محافظة "دمشق" عام 1978، درست عامين في المعهد العالي للموسيقا في "دمشق". تخرجت من كلية الآداب في جامعة "دمشق" قسم الترجمة في التعليم المفتوح عام 2011. خريجة بيت العود قسم الغناء الشرقي والبحوث الموسيقية عام 2018. كرمت في الإمارات العربية المتحدة عام 2018 من قبل المنتدى الدولي للإبداع الثقافي والفكري بعد فوزها بالمركز الأول بكتابة القصة القصيرة ولدورها الموسيقي بتقديم حفلات عديدة على مستوى الإمارات.
وتخرجت من كلية "ألغونكوان" في "كندا" دبلوم Medical office assistant عام 2020.