سعى منذ بداية مسيرته الموسيقية لأن يترك بصمته الخاصة على الألحان التي يقدمها، ومنذ انتقاله من العزف إلى التأليف والتوزيع الموسيقي كانت بصمة "أحمد رحيم" ظاهرة في المؤلفات التي قدمها، وفي موسيقا الزمن الجميل التي عمل وما زال يعمل على إعادة نشر المخزون الكبير منها بعد إضافة بصمته الخاصة.
بِدَايَةٌ قَوِيَّةٌ
لكل موسيقيّ بدايةٌ تختلف عن الآخر، وعن بداية "أحمد رحيم" في هذا العالم الواسع يقول لـ"مدونة الموسيقا": «دخلت عالم الموسيقا منذ الطفولة حيث كنت أستمتع كثيراً بسماع الألحان الموسيقية، فقد كنت أحلم وأسافر مع هذا الطيف الواسع من الألحان والأشجان التي كنت أسمعها، وكانت بدايتي كعازف بيانو فقط، لأنتقل بعدها إلى التأليف والتوزيع الموسيقي، وأتجه نحو أعمال الزمن الجميل التي كانت تجذبني بألحانها المميزة لأنها أعمال حافظت على المعنى الحقيقي للموسيقا الذي يعيش لوقت طويل سواء كانت أعمالاً شرقية أو غربية، وكان اختياري لآلة البيانو كونها الآلة الوحيدة التي يمكنك من خلالها العزف والتوزيع بآن واحد وهي الخاصية التي تميزها عن باقي الآلات الموسيقية».
مَحَطَّاتٌ
عاش "أحمد" العديد من المحطات المهمة التي كان لها الأثر الجميل والمميز خلال مسيرته الفنية وعنها يتحدث: «كانت البداية بالعزف على آلة البيانو التي كانت آلتي المفضلة، وانتقالي فيما بعد إلى التأليف والتوزيع الموسيقي لتكون النقلة الأهم بالنسبة لي إنشاء مختبري الموسيقي الخاص بي "استديو ساوند بلاس" الذي ساعدني على تنفيذ أعمالي الخاصة لتقديمها بالطريقة الأمثل وتنفيذ أعمال أخرى ليست لي، ومن المحطات المهمة أيضاً كانت تأسيس فرقة "وايت بيوتي" التي كنت مؤسسها وقائدها والتي قدمت العديد من الحفلات، أما بالنسبة للحفلات التي شاركت بها كانت عديدة وأولها بالمركز الثقافي العربي عام ١٩٩٩ وأهمها كانت عام ٢٠١٨ برعاية دار الأسد للثقافة والفنون لأنني قدمت فيها مؤلفاتي الموسيقية الخاصة، وآخرها أمسية لأعمال الراحل الموسيقار ملحم بركات على مسرح قصر العظم برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ومديرية المسارح والموسيقا في دمشق بقيادتي وتوزيعي الموسيقي التي قدمت العديد من مؤلفاتي في المحافظات السورية وخارج البلاد، كما كان لي مشاركات خارج البلاد في لندن وأستراليا».
ولم يكتفِ "أحمد" بتقديم مؤلفاته والألحان التي أعاد توزيعها على المسرح، بل انتقل إلى تأليف الموسيقا التصويرية في الأعمال الدرامية والمشاركة بالمهرجانات وعنها يقول: «وكانت لي مشاركات في الموسيقا التصويرية للدراما وشارات المسلسلات كمنفذ وموزع موسيقي ومن هذه الأعمال المصابيح الزرق بطولة أسعد فضة، طاحون الشر بطولة بسام كوسا، حدود شقيقة بطولة باسم ياخور، والعديد من شارات الرسوم المتحركة للأطفال، والعديد من الأغاني، وموسيقا أفلام السينما مع المخرج القدير نبيل المالح، بالإضافة إلى مشاركتي بمهرجانات الأفلام القصيرة ومنهم فلمين من إخراج كوثر معراوي، كما كان لي مشاركات بالأفلام الوثائقية والتعليمية وأغاني الأطفال الهادفة التعليمية، وقدمت العديد من ورشات العمل التدريبية لتعليم استخدام الكومبيوتر والتكنولوجيا بخدمة الموسيقا».
وعلى الصعيد الشخصي كان له محطات منها يتحدث عنها: «ومن المحطات المهمة إطلاق ألبومين خاصين بي، يتضمنان أعمالاً خاصة بمؤلفاتي، كما توجهت لتطوير وإعادة توزيع أغنيات من الزمن الجميل وإضافة رؤيتي الخاصة إليها ومن هذه الأعمال "حب ايه، يا مسافر وحدك، وأعمال أندلسية، لما بدا يتثنى، وكان حبي للشام الملهم الأول لتقديم قطعة موسيقية عن دمشق بعنوان رحلة إلى الشرق، وكليبات موسيقية منها إلى غد مشرق، قلب وعينان، أنفاس، أرواح، كلمات لا تعرف الورق والعديد من الأعمال».
المَسرَحُ وَالجُمهُورُ
لا يعتبر "أحمد" أن هناك رهبة مخيفة للمسرح بل يعتبره مكانه المقدس وعنه وعن جمهوره يقول: «يعتبر المسرح مكاني المقدس الذي أستمد منه الطاقة التي تساعدني على تقديم أفضل ما لدي، ومن خلال الحضور وتأثرهم بالموسيقا ولمعة عيونهم وتعابير وجوههم أشعر بأهمية وجمال ما أقدمه من ألحان، وهو المكان الذي بمجرد الوقوف عليه يمضي الوقت سريعاً من دون أن تشعر به، أما الجمهور فكل شخص يمتلك ذوقه الخاص الذي يختلف عن الآخر فمنهم من يحب الموسيقا السريعة، ومنهم البطيئة، وآخرون يفضلون الكلاسيكية، بينما الآخر يفضل الحديثة، وهناك من يفضل أغاني الزمن الجميل القديمة سواء العربية منها أو الغربية.. بالنهاية فالجمهور المتواجد في المسرح قادم ليسمع موسيقاه المفضلة التي تنقله إلى عالم آخر من الجمال والروعة».