تعلق المنشد "عمار" بصوت والده الجميل المنشد "فاروق كسار"، والذي لم يكن يترك حفلة إنشاد تقام بمدينة "حلب" للمنشدين "حسن حفار وأديب الدايخ" إلا ويحضرهما ويطرب لهما، ويحفظ كل ما هو جديد يسمعه منهما، وزيادة في الأمر كان الأب يحرص على اقتناء أشرطة الكاسيت لتلك الحفلات التي حضرها ويعاود سماعها مع ابنه مرات ومرات، حتى يتقنا حفظها وطريقة إنشادها بشكل جيد، ومنها كان أنشودة "أحمد يا حبيبي سلام عليك" وأغنية "مالك يا حلوة مالك" و"يارب يا عالي شوف عبدك" "وعا اليانا اليانا من غرامن يانا ياعيون حبيبي من السهر دبلانة".
عَلَى الدَّفِّ وَالمِزهَرِ
بداية دخول "عمار" بعالم الإنشاد كانت وهو في مقتبل العمر من خلال شرائه دفّاً ومزهراً كي يساعده ذلك على ضبط الإيقاع الموزون والحفظ أكثر، ثم شاءت الصدف أن يتعرف ويرافق ابن حيه منشد "حي الكلاسة" "أحمد غزال" والذي ذاع صيته بتلك الفترة لجمال صوته من خلال حفلات الإنشاد التي كان يحييها بالموالد والمناسبات الدينية والأعياد وليلة النصف من شعبان والقدر، ولسرعة حفظ واتقان دوره وحضوره الملفت سمح له "الغزال" بمرافقته لمدة ثلاثة وعشرون عاماً ما بين (كورال وتفريدات) وحفظ معه أجمل قصائد الإنشاد مثل "يا طيبة" وروحي هامت و"جاي عا الكعبة جاي" واستمر بالشغل معه حتى عام ٢٠١٢ بعد أن أخذ من علومه الكثير، وبسبب الأزمة المنصرمة فرط عقد الفرقة وخف الشغل وانصرف كل واحد منهم بطريق.
فِرقَةُ الحَمدِ
ونظراً لشغف "عمار" بعالم الإنشاد والمديح النبوي وحتى لا يخسر وينسى من تعلمه وحفظه من تواشيح قرر تشيكل فرقة إنشاد أسماها "فرقة الحمد" تختص بإحياء الموالد والأذكار والتوشيح الدينية، وعهد إلى شقيقه "مروان" مساعدته بضبط الأمور الفنية واللوجستية للحفلات على إيقاع الأروغ والأوزان والنغمات، ضمت الفرقة ثمانية عناصر كورال" مدرَّبين، وانطلق نشاط الفرقة في مساجد المدينة وأحيائها ومناسباتها المتنوعة، وخاصة عيد المولد النبوي الشريف حيث يتم التحضير لهذه المناسبة بشكل لائق ومميز.
مَدَّاحُ رَسُولِ اللهِ
يقول المنشد "عمار" لـ"مدونة الموسيقا": «بعد انتهاء دوامي اليومي في أعمال البناء وعند عودتي لمنزلي أقضي كل وقتي حفظ وبروفات قصائد دينية لم تغن من قبل. أبحث عن القصائد الجديدة ذات الكلمات واللحن الجميل ولا يهمني في حفلاتي كم سأتقاضى من المال، فأنا مداح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أفضل لقب وأجر أناله، وأشكر زملائي المنشدين "أحمد حلاق وأديب غريز" اللذين يساعداني في نجاح بعض حفلاتي».
الجُمهُورُ الحَكَمُ
وختم "عمار كسار" كلامه بالقول: «فن الإنشاد فن حلبي عريق ولا يقل أهمية عن باقي الفنون، وعلى المنشد أن يملك الأحساس والنفس الطويل في غناء القصائد وقد تكون أصعب من كثير من الأدوار والموشحات، ودائماً وأبداً الجمهور هو من يقرر نجاح ونتيجة عملنا».
شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ
أشاد المطرب "أحمد بدور" بجمال وصوت المنشد "عمار كسار" قائلاً عنه: «يملك خامة حلوة وصوتاً جميلاً وطريقة أدائه للقصائد والتواشيح ناجحة ومناسبة له، وهناك تجانس واضح بينه وبين فن الإنشاد».
أما زميله المنشد "عبود شعبان" فقال: «أعرفه جيداً المنشد "عمار" فهو من المنشدين الخلوقين والمحبوبين، يجتهد كثيراً لإثبات موقعه، لديه إحساس جميل ودائماً هناك الجديد في قصائده.. أتمنى له كل النجاح والتوفيق».