كثير من الشغف يمتلكه العازف "محمد حطاب"، عمل على تدعيمه أكاديمياً حتى احترف العزف على العديد من الآلات الشرقية والغربية، يضاف إليه شغفه بتعليم الموسيقا للأطفال حيث اتجه مؤخراً لاكتشاف مواهب أطفال متلازمة داون وتطويرها.
تَطَوُّرَاتٌ مُتَلَاحِقَةٌ
في لقائه مع "مدونة الموسيقا" يتحدث العازف "محمد حطاب" عن بداياته ومراحل تطوير مهاراته بين التدريب والأكاديمية فيقول: «يعود سبب اهتمامي بالموسيقا بشكل عام إلى نشأتي ضمن عائلة مهتمة بهذا المجال، فوالدي مدرس الموسيقا كان له الأثر الأهم والدور الأكبر في تنمية موهبتي، والبداية كانت مع آلة الكمان التي واصلت العزف عليها لفترة من الزمن، ثم انتقلت إلى التدرب على آلة الإيقاع الشرقي، وبالنسبة لي تعتبر هذه الآلة من الآلات التي جذبتني إلى درجة أنني شعرت وكأنها جزء مني، فبدأت بتطوير مهاراتي في العزف عليها، ومنها انتقلت إلى احتراف العزف على جميع الآلات الإيقاعية الشرقية كالطبلة والرق والكاتم، وكان لتشجيع عائلتي آنذاك وخصوصاً والدي وهو مؤسس لإحدى الفرق الموسيقية دور في ذلك، من خلال مرافقتي الدائمة له، إلى حين انضمامي إلى فرقته لأصبح ضابط الإيقاع فيها، الأمر الذي ترك تأثيراً إيجابياً في تكوين شخصيتي الموسيقية، وساهم بتطوير قدراتي وموهبتي، كذلك كان له دوراً كبيراً في قدرتي على اجتياز امتحان القبول في كلية التربية الموسيقية الذي نجحت فيه بجدارة، لأبدأ خطوة جديدة في حياتي الموسيقية تمثلت بالدراسة الأكاديمية ضمن هذا المجال».
الأَقرَبُ إِلَى قَلبِي!
ويتابع: «وخلال دراستي الأكاديمية واصلت العمل على تطوير قدراتي بشكل أكثر تكثيفاً فتطورت مهاراتي في العزف على آلات تعتبر رئيسية من صلب منهاجي الدراسي الجامعي منها آلة البيانو، كذلك آلات الإيقاع الغربي الجديدة ومنها (الأكسيليفون والتيمباني والدرامز)، والحقيقة فإن آلة الأكسيليفون هي الأقرب إلى قلبي، فهي آلة إيقاعية منغمة مصنوعة من الخشب وأنابيب النحاس التي تصدر أصوات النغمات، وما يميزها عن غيرها من الآلات أنه يُكتب لها علامات موسيقية على المدرج الموسيقي تُصدر لحناً عند العزف عليها بواسطة العصا التي نتحكم بها عن طريق اليد، وبالإضافة للأكسيليفون أتقنت العزف على الرق باحترافية ممتازة».
المُوسِيقِيُّ كَمَا يَجِبُ أَن يَكُونَ
ويبيّن "حطاب" أن الدراسة الأكاديمية للمواد النظرية أكسبته ثقافة موسيقية عالية، كذلك تعلم من خلالها فن التوزيع والهارموني والتحليل الموسيقي، فالموسيقي بحسب رأيه لا بدّ أن يكون على دراية كافية بالثقافة الموسيقية وكل ما يخصها حتى يتمكن من تقديم الأعمال التي تحمل قيمةً وفناً حقيقياً.
كذلك يبيّن العازف "حطاب" أنه لم يتأثر بشخصية فنية محددة مرجعاً السبب في ذلك إلى أن لكل موسيقي فكره وأسلوبه الذي يميزه عن غيره، لذلك لطالما كان مصراً على التعرف على كل شخصية موسيقية تركت أثراً في هذا المجال وكيفية تعاطيه مع الموسيقا ليحقق لنفسه الفائدة من تلك التجارب المهمة.
مُشَارَكَاتٌ
وعن مشاركاته المتنوعة يقول "حطاب": «كان لدي الكثير من المشاركات على خشبات المسارح في المراكز الثقافية في كل من "طرطوس واللاذقية وبانياس وجبلة وحمص"، كذلك العديد من المشاركات الهامة في كلية الموسيقا في "حمص" على خشبة مسرح قصر الثقافة منها حفلة أوركسترا كلية التربية الموسيقية، أيضاً حفلة أعواد كلية التربية الموسيقية، وغيرها من الحفلات، وجميعها مشاركات هامة، يضاف إليها حفلاته مع فرقته الخاصة بمعهده "كروماتيك"».
مَع الأَطفَالِ
وللعازف "حطاب" تجربة ناجحة في تعليم الأطفال الموسيقا عنها يقول: «تعليم الموسيقا والعزف للأطفال تعتبر من أهم تجاربي في حياتي العملية، ولقد واجهتني في البداية بعض الصعوبات خاصة أن الموسيقا تعتبر كأي لغة جديدة يتم تعليمها للأطفال، لكن مع تعلمه أساسياتها وكيفية دراستها بالشكل الصحيح والأمثل يصبح الطفل تدريجياً قادراً على فهمها واحترافها، وقد جاءت النتائج مبشرة وجيدة دائماً، وقد بدأت مؤخراً بالعمل على تعليم الموسيقا لأطفال متلازمة داون في فكرة مني لاكتشاف مواهبهم الموسيقية وتطويرها، وأتمنى أن أصنع في هذا الجانب بصمتي المتميزة، وأن أحقق إنجازاً هاماً مع هذه الشريحة من الأطفال التي تستحق كل الرعاية والاهتمام.