لم تمنع الظروف العائلية والمادية الشابَ "حازم حداد" من تحقيق حلمه ليكون عازفاً مميزاً، فوجد في الموسيقا عزاءً لروحه، وتعلم العزف على آلة الأورغ، وصقل موهبته حين تتلمذ على يد الفنان "باسل القطريب"، وهو في السادسة عشرة من عمره، وبعد حصوله على الثانوية التحق بكلية الموسيقا في جامعة البعث "حمص"، فزادت مهاراته في العزف على عدة آلات موسيقية كالساكسفون والناي والبيانو، وعمل عازفاً على آلة الأورغ مع عدة فرق موسيقية كفرقة "البيات" و"الشرق"، وكان عازفاً متميزاً في عدة فرق لمطربي مدينة "سلمية".

طُفُولَتُهُ وَدِرَاسَتُهُ

التقت "مدونة الموسيقا" الموسيقي "حازم حداد" المولود في "سلمية" عام 1993 ليحدثنا عن طفولته ودراسته قائلاً: «دعمني والدي في موهبتي بعد أن لاحظ حبي لآلة الأورغ، وأنا أتابع معه الحفلات على التلفزيون، وعوّضني عن فقدان والدتي التي توفيت مذ كنت طفلاً في عامي الثالث، فاشترى لي "كيبورداً" تعلمت عليه العزف ككل الأطفال في بدايتهم، وفي عام 2007 بدأت بتحقيق حلمي في معهد الأستاذ "باسل القطريب" وتعلمت النوتة والإيقاعات، حتى أصبحت أرافقه في الحفلات واستفدت من خبرته وتعامله مع الفنانين والمطربين على المسرح، بالإضافة لتدريبي المستمر لساعات طويلة بالبيت على آلتي الأورغ، ولكن للأسف تعرضا للكسر أثناء النقل لإحدى الحفلات فاضطررت لشراء غيرهما رغم ظروفنا المادية الضيقة، ثم اعتمد عليّ أستاذي "باسل القطريب" في تعليم الهواة بالمعهد؛ وذلك قبل أن يسافر إلى ألمانيا، وزادت خبرتي الموسيقية من خلال معرفتي بموسيقيي "سلمية" وعلاقة الصداقة التي كانت تربطنا أمثال عازف الأورغ "مروان سليم" و"قصي زينو"، درست في الثانوية الزراعية فرع بيطرة، وحصلت على شهادة الثانوية بعدها التحقت بكلية الموسيقا في جامعة البعث في "حمص" عام 2010 حيث أتاحت لي هذه الدراسة فرصةً لأختص وأتميز في العزف على آلة الباصون الغربية وعلى آلة البيانو، والناي والساكسيفون، لكن للأسف تركت الجامعة في السنة الرابعة بسبب الحرب».

مُشَارَكَاتُهُ

وأضاف الفنان "حداد" عن نشاطاته قائلاً: «شاركت في حفلات الكلية بعدة نشاطات وأمسيات وكنت عضواً بفرقة بيات الموسيقية مع الأستاذ "أحمد داوود" كعازف ناي، وشاركت بفرقة أوتار الشرق بـ"سلمية"، ولي مشاركات مع المجلس المحلي كعازف ناي، وعازف على آلة الأورغ مع عدة مطربين أمثال "سومر الحموي" و"رفعت السلوم" و"جاد شمة" "أيمن سكاف" و"أيمن كحيل" و"علي الحرك"».

1- عازف الأورغ حازم حداد

شَهَادَاتُ فَنَّانِينَ

2- الأستاذ باسل القطريب

حدثنا الفنان "سومر الحموي" عن الفنان "حداد" قائلاً: «أحبَّ "حازم" الموسيقا وشغف فيها منذ صغره برغم مروره بظروف صعبة جداً لا يعلمها إلا المقربون منه، لكنه لم يتخلَّ عن حلمه الموسيقي، وبدأ تعلمه لآلة الأورغ، ثم التحق بكلية الموسيقا فمكّنه ذلك من اتقان العزف على الآلات النفخية، وهو يعدّ من عازفي المرتبة الأولى في "سلمية" على آلة الأورغ، كما أنه تجاوز الصعاب واستطاع بوقت قصير أن يحتل مكانه في الوسط الفني كموسيقي رائع وفنان جميل يحسب له حساب، إن "حازم" إنسان مجاهد في الحياة والفن وهو بالنسبة لي بطل.. طوبى له من فنان جميل الروح والأخلاق».

وأضاف الأستاذ "باسل القطريب" قائلاً: «"حازم" فنان مميز، علّمتُه النوتة والصولفيج والمقامات، والعزف على البيانو والأورغ بكلتا يديه مثل السماعيات واللونغايات، وهو في السادسة عشر من عمره حتى أني اعتمدت عليه في متابعة تدريس الطلاب في المعهد وكان متعلماً ومعلماً ماهراً وأثبت جدارته، ورافقني بكل حفلاتي، آمنت بموهبته الفنية وإحساسه وخلال فترة قصيرة حفظ الأغاني الطربية وأغاني "فيروز" و"أم كلثوم"، واستطاع عزف جميع ألوان الموسيقا الشعبي والطربي والجبلي، وعندما تسمع عزفه على الناي تشدك نقاوته لاسيما وأن الناي من أصعب الآلات الموسيقية لأنها تحتاج لإذن صحيحة وتعتمد على قوة العزف ولا يستطيع العزف عليها إلا الموسيقي المتمرس لتكون النغمة صحيحة، بالإضافة لتقاسيمه التي تنبع من روحه، وعزفه على البيانو بدقة متناهية، إنه متميز استطاع أن ينقل خبرته من آلة الأورغ لآلة الناي، وهو يشكل ثنائياً رائعاً مع المطرب المتكامل "سومر الحموي" حيث إنهما جمعا ألوان الفن الشعبي والطربي والجبلي، وأعتبرُ "حازم" مثل الأخ الصغير وأجد نفسي موجوداً فنياً في "سلمية" بالتواصل المستمر معه ومع الفنان "سومر الحموي"».

3- المطرب سومر الحموي