كان كافياً لطفل بعمر تسع سنوات أن يشاهدَ فيديو عن آلة البزق ليعشقَ أنغامها واختلافها عن العود، ولتبقى رفيقته المفضلة. العازف رامي قماش ومن خلال خاله الأستاذ "أبا ذر قماش" مؤسس "فرقة قطر الندى" وأستاذ الموسيقا في جامعة ألمانية، علمه أصول العزف والتعامل مع الآلة، وكان أحد أسباب تعلقه مع الموسيقى، والسعي لمتابعة مشوار يعتبره الأجمل في حياته.
يخبر "رامي" "مدونةَ الموسيقا": أنه بدأ بتعلم العزف على يد أستاذه المرحوم "إياد عثمان" عام ٢٠١٠ لفترة قصيرة، ومن ثم تابع بالدروس على يد مدربه "محمد عثمان" في "معهد فريد الأطرش".
ويضيف: في البداية بدأت بتعلم العزف على آلة العود على يد خالي وهو أستاذي الأول "أبا ذر قماش" لفترة قصيرة، ومن بعدها أحببت آلة البزق وتميزها عن آلة العود وبقية الآلات فقد كانت آلة جديدة بالنسبة لي وذات طابع مميز.
في بداية تعلمه لم يكن هناك صعوبات والتحق "رامي" بمعهد "فريد الأطرش" وتابع بإشراف مدربه "محمد عثمان" حتى السنة الخامسة له في المعهد وفي هذه السنة انتقل "محمد عثمان" من مدينة السويداء وكانت المشكلة بايجاد مدرس لآلة البزق لأنه لم يكن قادراً على الذهاب إلى دمشق بشكل مستمر لمتابعة الدراسة، وكان عليه أن يعتمد على ذاته للمحافظة على موهبته وما أسس له خلال سنوات بجهد وتعب.
ويضيف: أنا من مواليد السويداء عام ٢٠٠٠ درست في" معهد فريد الأطرش" في مدينة السويداء منذ عام ٢٠١٠ ولغاية عام ٢٠١٧. بعد إنهاء دراستي الثانوية لم أكن قادراً على التقدم إلى المعهد العالي للموسيقا في "دمشق" بسبب ظروف خارجة عن إرادتي، وقررت الدراسة في الجامعة الافتراضية السورية اختصاص تقانة المعلومات لمدة سنتين، لكن بقي حلمي مع الموسيقا أكبر، وبعد عامين من الدراسة أوقفت تسجيلي في الجامعة، وتقدمت للمعهد العالي للموسيقا في سنة ٢٠٢٠ وقبلت في المعهد العالي في ذات العام. وهنا بدأت مسيرة التعلم بشكل احترافي وأكاديمي في المعهد العالي للموسيقا تحت إشراف أساتذة مختصين، وبدأت دراسة المواد الموسيقية بشكل موسع وشامل مثل الصولفيج والهارموني وبعض المواد النظرية مثل تاريخ الموسيقى العربية وتاريخ الموسيقا العالمية وتاريخ الفن وتاريخ الآلات الموسيقية وعلم الجمال، بالإضافة إلى تعلم الآلة الثانية الإلزامية في المعهد وهي آلة البيانو. حالياً أنا في السنة الثالثة في المعهد العالي للموسيقا، ولي تجارب بسيطة بالتأليف الموسيقي لكن لم أنشر أي منها على الإنترنت بعد".
جَوَائِزٌ وَمُشَارَكَاتٌ
شارك "رامي" في العديد من الحفلات الموسيقية خلال فترة تعلمه منها في المراكز الثقافية في سورية كعازف صولو، بالإضافة للمشاركة مع العديد من الفرق الموسيقية في السويداء، منها فرقة "قطر الندى"، وفرقة "دفا" بقيادة أستاذه "أبا ذر قماش"، وفي "دمشق" شارك بحفلات في المراكز الثقافية ودار الأوبرا في "دمشق" بعدة حفلات، متل الحفلات السنوية لطلاب المعهد العالي للموسيقا، وحفل مع الفرقة التقليدية للآلات العربية في المعهد العالي للموسيقا بقيادة الاستاذ "عدنان فتح الله"، والمشاركة في حفل مع كورال "بكرا إلنا".
ويضيف: دعيت في عام ٢٠١٣ من قبل وزارة الثقافة السورية للمشاركة في "مهرجان الطفل العالمي" في "بغداد"، العراق لتمثيل سورية في مجال الموسيقا، وفي عام ٢٠١١ حصلت على المركز الثالث في مسابقة آلة العود التي أقامها معهد "صلحي الوادي" للموسيقا في "دمشق" والمشاركة في العديد من المهرجانات داخل سورية، منها مهرجان "الجولان" في عيوننا برعاية جمعية "أبناء الجولان الخيرية" والمشاركة في ملتقى آلة البزق السادس في دار الأوبرا في "دمشق" عام ٢٠١٧، ولي مشاركات بتسجيل أغاني مع فنانين معروفين متل"ميس حرب" و"ماري حاطوم".
رَأيٌ
قائد فرقة "قطر الندى" وفرقة "دفا" "أبا ذر قماش" خريج المعهد العالي للموسيقا وأستاذ جامعة Stiftung Universität Hildesheimوأستاذ العود والتشيللو، وظريات الموسيقا العربية في معهد freies musikzentrum Münche يجد في "رامي" موهبة تستحق التقدير لما يمتلك من مهارات ظهرت أثناء تدريسه العزف على آلة العود ومن بعدها البزق وقال:" رامي كان قريباً جداً مني بحكم صلة القربى، وكانت الموسيقا حالة جميلة عاشها بفعل تأثره بي وأنا أتابع مشواري الموسيقي، تعلق بالعود، وتعلم العزف باكراً وبدأت التجربة في مرحلة دراستي للمعهد العالي فانجذب للعود أولاً، ولفتني أن ذاكرته الموسيقية ممتازة وطبيعة يديه واستجابتها سريعة وعالية، ثم انتقل إلى البزق وتعلم عند أكثر من أستاذ موسيقا وبذل جهداً كبيراً لتطوير نفسه، مظاهر تميزه ظهرت بعد تعلم العزف على العود، حين فاز بمركز على مستوى الوطن العربي بجائزة كانت عبارة عن تدريب ٣ أشهر عند مدرب معروف وتابع اهتمامه والعمل الذي يدل على موسيقي له مستقبل مهم ويحتاج الاكتشاف وتقدير قيمته وما يمتلك من مهارات جميلة.