---

"عماد حاتم" وهو من مواليد السويداء ١٩٧٢ بدأت علاقته مع العود في سن مبكرة عندما بدأ بالعزف على هذه الآلة الساحرة التي أحبها عندما سمع أنغام العود لأول مرة فلامست روحه وقلبه، يقول لـ"مدونة الموسيقا": «شعرت بأن مشواري الفني بدأ من تلك اللحظة وبدأ حبي لهذه الآلة يزداد شيئاً فشيئاً لدرجة أني عشقت العود وأصبح قطعة مني ليبقى مشواري مع العود قصة عشق لا تنتهي».

1- عازف العود عماد حاتم

صُعُوبَاتُ البِدَايَاتِ

2- عماد حاتم مع العود آلته المحببة

العازف اجتاز صعوبات كبيرة مثل صعوبات أي عازف لأي آلة موسيقية في بداياته، ولا يختلف عن أي عازف لديه موهبة ومثابر على آلته الموسيقية طموحه إثبات وجوده كعازف وفق رأيه، يقول: «احتراف الآلة يتطلب عدة أشياء أولها الموهبة القوية والتدريب المتواصل والطموح والمثابرة وحب الآلة وبتلك الخطوات خططت لطريق الاحتراف لأن العود بالذات يتطلب مجهود أكبر للاحتراف، فهو من السهل الممتنع، ففي البداية يشعر المتدرب بسهولة التعلم وهو في الواقع يتطلب دقة واحترافه صعب، وهنا تكمن صعوبة الآلة إذ يتطلب ذلك دقة متناهية، وفصل للحواس وأساليب العزف المتنوعة وارتباط الجمل الموسيقية بروحية العازف ومهارته على ترجمة ما يجول بداخله من صور، وتطبيقها على الآلة لتخرج مصاغة بشكل جميل ومقنعة، وهذا يتطلب جهداً أكبر ومثابرة أكثر عندها نصبحُ في مرحلة الاحتراف، وأنا كعازف محترف عشتُ سيرورة هذه المعاناة كلها.

"حاتم" تعلم بالفطرة واجتهد في بداياته بالعزف على العود ولم يكن لديه معلم، يضيف: «بدأت بجهدي الفردي وذلك أخذ مني أكثر من الوقت المعتاد للتعلم، ولكن الإصرار والمثابرة والتمرين المستمر مكنني من التعلم وكان النجاح حليفي، ولا أنكر بأن أي عازف في بداياته كعازف على العود يعشق الموسيقار "فريد الأطرش" وبنظري هو المعلم الأول بالنسبة لي، تأثرت بعزفه وأسلوبه كثيرً وعزفت معزوفاته وتميزت بها وتأثرت أيضٱ بالموسيقار "رياض السنباطي" وبأسلوبه الخاص الذي شدني فكان من نصيبي مدرستين عملاقتين أوصلتاني إلى هذا المستوى في العزف وبجهدي الخاص دمجت بين هاتين المدرستين وعدة مدارس أخرى من قديمة وحديثة وشكلت أسلوبي وبصمتي الخاصة في العزف.

3- عازف الناي شادي وهب

"عماد مزيد حاتم" درس الإبتدائية الإعدادية والثانوية في السويداء وسجل في عدة فروع جامعية، منها قسم الفلسفة وعلم النفس والمعلوماتية وفي "الكونسرفتوار" في لبنان، لكن ظروفه لم تسمح أن يكمل دراسته، وكان له نصيب في السفر أكثر للعمل ملحن وعازف عود. هو عضو نقابة الفنانين في سورية من تاريخ 2004 تصنيف ممتاز، عزف آلة العود في الكثير من المناطق، وعلى أهم المسارح، وعاصر كبار الفنانين وعزف معهم منهم "فهد بلان" "وديع الصافي" "سعدون جابر" "طوني حنا" "ياس خضر" والكثير الكثير من الفنانين المعروفين والمتواجدين على الساحة حالياً، وذلك غير الحفلات الخاصة وأيضٱ عزف صولو لآلة العود في الكثير من الأغاني لعدة مطربين والكثير من الشارات الموسيقية لمسلسلات عديدة.

كما يضيف في حديثه مع "مدونة الموسيقا": «كنت عازفاً منفرداً على العود في العديد من المسارح ولدي الكثير من النشاطات الفنية الثقافية وشاركت أيضاً في العديد من المهرجانات كعازف على العود في سورية والإمارات والأردن ولبنان وماليزيا وفيزويلا، وشاركت بالعديد من ورش العمل التي تخص المجال الفني، ولدي الكثير من الألحان منها للأم وللأطفال، وألحان وطنية وعاطفية والكثير، وتوجد ألحان جديدة ستظهر للضوء قريباً، ولي الشرف بنيل الإقامة الذهبية الدائمة كفنان ملحن وموسيقي في دولة الإمارات وأعتز وأشكر دولة الإمارات العربية على هذا التكريم».

نَصِيحَةٌ!

الملحن والعازف يرى أن الموسيقى بجميع تفاصيلها راقية وترتقي أكثر برقينا وقيمنا وجمال روحنا وسماعنا النظيف واختيارنا للموسيقى التي تلامس الروح وتتناغم مع مشاعرنا الصادقة وينقل رسالة لكل عشاقها ويقول: المثابرة في أي شيء يعطي كل مجتهد حقه ونصيحتي الدائمة هي حب الآلة أولاً، والتمرين المتواصل، والسماع الجيد والإصرار على تحقيق الهدف الموسيقي لنتمكن ترك بصمة خاصة بنا.

آَرَاءٌ

"شادي وهب" ملحن وعازف ناي يرى أن لهذا الفنان خصوصية وموهبةٌ قلّ نظيرها، و«أن عماد ولد فناناً وعازفاً على العود بالفطرة وكأن ألة العود قد صُنعت له ولديه تاريخ طويل من خبرة جمعها من المسارح والعزف المنفرد ومرافقة كبار المطربين وثمرة جهد وكفاح ومثابرة، لم يسعى للشهرة يوماً مع أنه يستحق أن يتواجد في أهم المحطات الفضائية يلقبه فنان النخبة وجمهوره حقاً من النخبة من موسيقيين ومثقفين وجمهور متذوق للفن».

ويضيف وهب: «عازف مقتدرٌ أسلوبه مميز لا يشبهُ أحداً من العازفين المشاهير الموجودين على الساحة الفنية، لا يحب التقليد وإذا أراد أن يعزف لغيره أو طلب منه ذلك أجاد العزف بكل إقتدار وحتى أجمل من الأصل وبدون مبالغة وكما رأيناه وسمعناه كأنه فرقة موسيقية كاملة وبآلة واحدة، عماد موسوعة موسيقية تضم الفن القديم والحديث معاً، ويتميز بدقة الحفظ والعزف لدرجة مذهلة والأجمل أنه يعزفها بطريقته الخاصة جدا، لا يمتلك المستمع أمامه خياراً إلا الإنصات لسحر ريشة عوده ووقارها وقوتها ووقعها في نفس المستمع، تكنيك عالي جداً وتحكم تام وعلاقة عشق واضحة بينه وبين آلته، تعلم العزف بمفرده ومن ثم طوّر نفسه أكاديمياً خاض تجربة التلحين لغيره ولنفسه وفي أرشيفهِ أغنية مميزة عن الأم وغناها بصوته، وليس بغريب على مخضرمٍ كعماد أن يكون ملحناً ومؤلفاً وأنا أعلم بأن لديه الكثير من الأعمال الجاهزة والتي تنتظر الوقت المناسب للنشر».

أخيراً "عماد حاتم" متزوج من الفنانة "جهينة حسين نعيم" وهي ممثلة وإعلامية في التلفزيون السوري وحالياً يقيمان في دولة الإمارات، في أبو ظبي.