تؤدي المغنية "ريما حبيب" أغاني الفن الأصيل بتميز ملحوظ، وترى في الموسيقا سبيلاً لراحة النفس ومهذباً لها، ومن خلالها تعبّر عن أفكارها بأسلوبها الخاص.
البداياتُ
في حديثها لـ"مدونة الموسيقا" تحدثت المغنية "ريما حبيب" عن البدايات بالقول: «كنت في الخامسة من عمري عندما اكتشفت والدتي لحناً صحيحاً جميلاً يخرج من حنجرتي، فكان لها الفضل وهي صاحبة الصوت الجميل والأداء العذب في تشجيعي ودعمي، ولطالما اقترحت عليّ الأغاني لأسمعها مراراً حتى أحفظها وأغنيها، وكان والدي لا يتردد بتقديم المكافآت لي بهدف تشجيعي للاستمرار في الغناء، أما عمّي عازف العود وبعد أن سمعني أغني ذات مرّة طلب مني غناء بعض الأغاني التراثية والشعبية بمرافقة عزفه على آلة العود ولم يكن عمري يتجاوز تسع سنوات آنذاك، فسجلنا حينئذٍ أربعة أشرطة كاسيت لا زلت أحتفظ بها حتى الآن».
وتكمل: «في مرحلة الدراسة الابتدائية شاركت بحفلات رواد الطلائع لعامين متتاليين ونلت المركز الأول على مستوى محافظة "طرطوس" وتم تكريمي من قِبل إدارة المنظمة، كذلك شاركت بمسابقات الرواد على مستوى القطر، وبعد الطلائع كانت لي مشاركات في مسابقات الشبيبة والتي أيضاً حصلت فيها على مراكز متقدمة على مستوى المحافظة، ثم شاركت في حفلات الجامعة، وكنت أغني في النزهات والاجتماعات العائلية، وفي الحقيقة خلال تلك المراحل لم أكن منسجمة مع الأغاني الشعبية والمواويل، خاصةً بعد أن اكتشفت لاحقاً أن أغاني الطرب الأصيل هي مبعث راحتي».
مَع الطَّربِ الأصيل
ترى المغنية "ريما" أن الغناء يهذب الروح ويهدئ المشاعر الجامحة فالموسيقا بالنسبة لها تجمل النفس وتضبطها في كل مرحلة من المراحل، وتتابع: «مع الغناء أصبحت أرى الحياة أجمل، كما أنني بتّ هادئة ورزينة، فالموسيقا بالنسبة إلى هي لغة الروح وبوساطتها أعبّر عن كل ما يجول في نفسي برقي وسمو.
أما علاقتي مع الطرب الأصيل فقد بدأت عندما كنت أستمتع بالاستماع إلى أغنيات "أم كلثوم ووردة ووديع الصافي وفيروز وجورج وسوف" وغيرهم من كبار المطربين خلال سفري مع العائلة للسياحة بين المحافظات، لكن نقطة التحول الأساسية في تطوير علاقتي بالطرب الأصيل جاءت بعد أن تعرفت على أستاذي ومعلمي الفنان "مهدي إبراهيم" فأخذت منحى آخر محبباً بالنسبة إلي، والحقيقة أنني كنت محظوظة بمعرفتي بالأستاذ "مهدي" كوني لم أحصل على تعليم موسيقي أكاديمي، فكان كل تدريب أو بروفة تحضيرية معه تُعتبر درساً هاماً مفيداً سواء من ناحية الغناء والتحكم بالصوت، أو الحضور على المسرح والتعاطي مع الجمهور، ومعه أيضاً اكتسبت معلومات قيّمة وثقافة موسيقية وظفتها لخدمة صوتي وتدريبه على تقطيع الجمل مع الإيقاع في كل بروفة».
المثَلُ الأعلى!
يتخذ الكثير من الفنانين مثلاً أعلى لهم من عمالقة الفن لكن المغنية "ريما" لها رأي آخر في هذا الجانب: «في الحقيقة لا أؤمن بنظرية المثل الأعلى، ذلك لأنني أعتبر أن لكل إنسان صفاته التي تميزه عن غيره، وينبغي أن يعرف كيف ينتقي من هنا فكرة أعجبته ومن هناك موقفاً أعجبه ليلون حياته الخاصة ويقوم بصقل شخصيته الخاصة على الأقل ترضيه هو، فبالنسبة لي أحببت شمولية "مروان خوري" وتواضع "فيروز" وصوت "ملحم بركات" وطربي لفن "جورج وسوف" وأداء "إلياس كرم" وقدرات صوت "ماجدة الرومي"، وقيمة ووزن فن "أم كلثوم" فتأثرت بهم جميعاً».
شغفُ التطوير
كانت الانطلاقة الفعلية للمغنية "ريما" على يد الفنان الموسيقي "مهدي إبراهيم" وعنها يقول: «بدأت "ريما" تؤدي اللون الطربي من خلال الأعمال الخاصة بي، والتي كنت قد قدمتها سابقاً لمطربات سوريات، كما وجهتها للغناء من التراث السوري والعربي بما يناسب صوتها، كذلك تدربت مع فرقتي الموسيقية تحت إشرافي المباشر.
و"ريما" مغنية مميزة بصوتها ذات الطبيعة الخاصة، وهي فنانة موهوبة تعشق الفن الراقي، تتميز بقدرتها وسرعتها في التلقي والحفظ، كما أنها دائمة البحث عن الأفضل من خلال اختيارها للأغاني الراقية والمميزة التي تناسب صوتها وطبقاته التي تمكنها من أداء العديد من الأغاني العربية وغيرها».
ويختم بالقول: «لقد حرصت على الوقوف إلى جانب "ريما" منذ بداياتها لأنني لمست بها شغفها لتطوير موهبتها، وهذا ما أعتبره من ضمن رسالتي وواجبي بما منحني الله في هذا المجال».
يذكر أنه منذ العام 2015 انتسبت المغنية "ريما حبيب" إلى فرقة "عمريت للموسيقا العربية" وقد كانت فرقة رسمية تابعة لوزارة الثقافة، وغنت بشكل إفرادي بقيادة الفنان "مهدي إبراهيم" على مسارح "طرطوس وصافيتا واللاذقية". كذلك شاركت في فرقة "التخت النسائي الشرقي" في "طرطوس" أيضاً بإشراف وتدريب الفنان "مهدي إبراهيم".
والفنانة "ريما حبيب" من مواليد "طرطوس- القمصية" 1991، وهي حاصلة على إجازة من كلية التربية.