ولد الفنان عازف العود بشار الحسن في مدينة الباب في عام ١٩٦١ من أب سوري وأم تركية، ووسط عائلة مثقفة وفنية بسوية مرتفعة، فوالده كان يملك الصوت الجميل ومن عشاق الطرب القديم، وأشقاؤه أحدهم من عازفي البزق وآخر يعزف على آلة الغيتار، والأخ الثالث من أشهر الخطاطين، درس "بشار" الابتدائية في مدينة "الباب" وفي عمر الثانية عشرة استقر به المقام مع عائلته في مدينة "حلب"، ومن تقاسيم البزق الذي يصدح في زوايا منزله تعلق بحب الموسيقا كثيراً، وبتفوقه الدراسي أهدته والدته عودَ أهلها، ومن دون مقدمات عزف أغنية "طلعت يا محلا نورها".
"حلب" مَدِينَةُ الثَّقَافَةِ وَالفَنِّ"
ازداد تعلق "بشار" بالموسيقي والثقافة من خلال زحمة زوار منزل أهله بمدينة "حلب" والذي كان يعج بالضيوف من الفنانين والمثقفين والأدباء. انضم "بشار" لفرقة كورال الراحل "عبد القادر حجار" وحفظ عنه الكثير من القدود والموشحات، وفي عام ١٩٨٢ التحق بـ"نادي شباب العروبة" وتعرف على كبار الفنانين والعازفين الحلبيين، وزداد تعلقه بالموسيقا أكثر من خلال لقاءاته مع جاره العازف "صالح عاشور" الذي عاصر "عمر البطش."
موسيقا من العالم
حرص "بشار" على تطوير ثقافته الموسيقية من خلال اطلاعه على مختلف المدارس والنغمات في العالم مثل التركية والفارسية والمصرية والعراقية ومن أوروبا الشرقية والاستماع لعازفين الجاز وتكوين فكرة عن الدمج الموسيقي بينهما.
كما أُعجِب العازف "بشار" وتعلق كثيراً بالموسيقا التي قدمها الراحل أمير البزق "محمد عبد الكريم"، وقام العازف "بشار" بدراسة تحليلية لتلك للموسيقا بأسلوب جديد من خلال نقل المقطوعات التي عزفها "محمد عبد الكريم" وتحليلها على آلة العود واعتُبرت تلك المحاولة من التجارب الفريدة والجديدة البعيدة عن الروتينية.
مَع الرَّاحِلِ "صباح فخري"
عمل العازف "بشار " بفرقة المطرب الراحل صباح فخري" على مرحلتين من الزمن، الأولى بدأت في عام ١٩٨٦ولمدة سبع سنوات، والثانية ما بين عامي ٢٠٠٣ حتى عام ٢٠٠٧، كما يذكر "بشار" أن الاختبار الأولي له كان بمنزل الراحل بمدينة "دمشق" حيث تم ترشيحه لدخول الفرقة من الملحن "فتحي الجراح" وعند لقائه بالراحل "صباح فخري" طلب منه سماع عزفه على العود بحضور العازفين، الراحلين "ياسين العاشق وحسان تناري وعبد الله حكواتي" واعجب بتقاسيم عوده وضمه مباشرة لفرقته.
سافر "بشار" معه إلى أغلب البلاد العربية والعديد من دول العالم في أمريكا وأوروبا ومن أجملها بدار الأوبرا "ببلجيكا والقاهرة وامام قلعة حلب".. يقول للمدونة: «علاقتي بالراحل علاقة أب وابن فيها الكثير من المحبة والوقوف بجانبي بكثير من المواقف الصعبة بالمجال الخاص وضمن العمل الموسيقي، ويكفيني فخراً تدوين اسمي في الكتاب الذي كان يدونه بخط يده قبل وفاته عن أسماء الذين عملوا معه من موسيقيين وكورال وفنين».
بَينَ التَّلحِينِ وَالتَّألِيفِ المُوسِيقِيِّ
للعازف "بشار" عدة محاولات في مجال التلحين قدمها لصديقه ورفيق دربه الطويل المطرب "حمام خيري" وأيضاً للمطربين آخرين مثل "سمير جركس" و"أحمد أزرق" و"نور مهنا" وله عدة مقطوعات في التأليف الموسيقي.
وَرشَةُ عَمَلٍ مَع "حمام خيري"
يقتصر عمل الموسيقي "بشار" -كما يقول لموقع "مدونة الموسيقا"- في الوقت الحالي على شراكة وورشة عمل فنية مع المطرب "حمام خيري" والتحضير لعدة أعمال ومشاريع قادمة مؤكداً ارتياحهما التام مع بعض كمطرب وعازف اتفقا بكثير من الأماكن التي من شأنها ولادة أعمال فنية لها مكانتها وقيمتها مع التحضير لأرشفة الكثير من القدود والموشحات وأعمال جديدة قادمة لم تذع من قبل، ومن أجمل أعماله عزفه للمطرب كارم محمود في حفلة بـ"ليبيا" وللمطربة "سعاد محمد" أثناء حضورها لإقامة حفلة بمدينة "حلب"
شَهَادَةٌ فَنِّيَّةٌ
من جهته المطرب "حمام خيري" وصف زميله عازف العود "بشار الحسن" بالمبدع والملم بالكثير من العلوم الموسيقية إضافة لرشاقة وحمال أنامله على أوتار العود، وأكد متن الشراكة التي تربطهما مع بعض منذ مدة طويلة من خلال الحفلات المحلية والخارجية والسهرات الخاصة.
المطرب "فؤاد ماهر" قال: «العازف "بشار الحسن" ممتع بكل شيء بثقافته وتواضعه وحضوره ومزاجيته الموسيقية الجميلة التي لا يشابها أحد هو صاحب رسالة فنية وثقافية. صراحة في بداياتي الغنائية كنت أحلم بالشغل معه. هو عازف وملحن من طراز الكبار وهناك مشروع عمل قادم بينا بأغنية من تلحينه بتقول (خليها على الله).. أتمنى له كل الصحة والسعادة والتوفيق».