ورث عازف البيانو والأورغ "عزت عبد العزيز" حب الموسيقا مبكراً من والده المتيم بالغناء الكلاسيكي، وعمه الشاعر الغنائي المعروف "نظمي عبد العزيز" حيث كانت تعقد في بيت عمه "نظمي" السهرات الغنائية التي يحضرها العديد من الموسيقيين والملحنين الحلبيين.
...ومنهم الراحل إبراهيم جودت وسمير حلمي وكذلك السهرات الأخرى التي كانت تقام بمدينة "دمشق" في منزل زوج عمته الملحن "نزار موره لي" في وكان يحضرها كبار المطربين مثل "سمير سمرة وعبد الرزاق محمد وبسام حسن وعمر سرميني وغيرهم" كل ذلك زرع في داخل الشاب اليافع "عزت" مزيد من الحب والتعلق بدراسة الموسيقا وتعلم العزف على آلتي البيانو والأورغ.
المُوسِيقَا هِي الدَّوَاءُ
يقول العازف "عزت": «في بداية عمري وبمرحلة الشباب أصبت بمرض الروماتيزم وأصحبت شبه إنسان عاجز بعد أجرائي لعملية زرع صمامين في القلب في " الأردن" والتي تكللت بالنجاح أصبح من بعدها علي وممن الصعوبة ممارسة الأعمال الشاقة والمجهدة فكان قراري الحاسم والمهم متابعة دراسة العلوم الموسيقية كإحدى الحلول لمراحل علاجي وشفائي حيث زرعت في نفسي تلك الخطوة المزيد من التفاؤل والثقة والعودة من جديد للحياة.
في المعهد الموسيقي
انتسب "عزت" لمعهد حلب للموسيقا" في عام ١٩٩٢ ودرس الموشحات على يد الراحل " بهجت حسان" والمقامات عند الموسيقار الراحل "أحمد نهاد الفرا" والصولفيج عند " ماهر نعناعة ومحمد قصاص" وتعلم العزف على آلة البيانو عند المدرسة "تانيا كوستانيان"، وبعد تخرجه من المعهد في عام ١٩٩٦ ونظراً لتميزه بالعزف اعتمدته إدارة المعهد مدرساً لديها لمادة الصولفيج وقام بتدريس العزف على آلتي البيانو والأورغ لمدة سنتين.
حَفلَاتُ مِهرَجَانَاتِ تَدمُر وَالجَامِعَةِ
توزع نشاط "عزت" في العزف على آلة البيانو في عدة أماكن ومن أهمها الحفلات الجامعية والتي كانت تقام في نهاية كل عام أثناء حفلات التخرج، وكذلك شارك بالعزف على آلة الأورغ في مهرجانات "تدمر" السنوية وبعض الحفلات والأعراس الخاصة. ومن بعدها خلال سفره وعمله الخاص في "السعودية" ولمدة ست سنوات حيث كان يعطي الدروس الخاصة لمن يرغب في تعليم العزف على آلتي البيانو والأورغ.
العَودَةُ لِحَلَب
عاد العازف "عزت" إلى مدينته "حلب" في عام ٢٠٠١ ومقتصراً نشاطه على إعطاء الدروس الموسيقية الخاصة والمشاركة بالحفلات والمناسبات الوطنية. حتى بدء الأزمة حيث توقفت معها كل مشاريعه الموسيقية وتعرضت آلاته الموسيقية للعطب والضرر.
نَشَاطٌ مُوسِيقِيٌّ وَاسِعٌ بِفُندُقِ "شَهبَا الشَّامِ"
ويضيف العازف "عزت": ومع بدء عودة الحياة والنشاط للمدينة في عام ٢٠١٧ وبمساعي صديقي المطرب "كامل نور" الذي قام بتعرفي على المخرج المبدع "كمال شنو" قدمت ببرنامجه أمسيات للعزف على آلة البيانو بفندق "شهبا الشام" وضمن حفل الافتتاح وبحضور قنوات تلفزيونية ساركت بالعزف ولمدة ثلاثة أيام أيضاً بإشراف المخرج "شنو"، واستمريت من بعد الحفل بالعمل بالفندق -المطعم البانورامي- ووفق عقد موقع معهم على تقديم أمسيات بالعزف على البيانو بالطابق ٢٢ بالمطعم البانورامي ولازلت حتى الآن، وهناك تعرفت على فرقة سلاطين الطرب حيث شاركت معهم بعدة حفلات شاركت على آلة الأورغ بحفلات جمعية الآداب والفنون بحلب بقيادة الفنان "أحمد خياطة" وقد قدمنا أنا والمطرب "كامل قباني" عدة أمسيات غنائية رافقته العزف على آلة البيانو والأورغ في صالة تشرين للفنون وأتيحت لي الفرصة بعدها تقديم أمسية تلفزيونية على قناة الدراما. وعملت مع الملحن "نهاد نجار" ضمن برنامج "أشتقنا ياحلب" للمخرج "شنو".
يتابع عازف البيانو "عزت " سرد بعضاً من ذكرياته الموسيقية فيقول": أول آلة أورغ أشتريته كان بقيمة ٦٠٠٠ ليرة وأول بيانو كان بقيمة ٣٥٠٠٠ وبالتقسيط لعدم امتلاكي كامل ثمنه.
ويختم حديثه لـ"مدونة الموسيقا": أنا لا أستطيع أن أعيش حياتي اليومية من دون أن تلامس أصابعي آلتي البيانو أو الأورغ، فهما بمثابة غذاء الروح والعقل.
وعن الفروقات بين الآلتين يقول: البيانو آلة غربية تتطلب منك العزف بالأصابع العشر وتتطلب دراسته أكاديمية طويلة بينما الأورغ آلة شرقية يمكن فقط نستخدم فيها يدك اليمنى فقط العزف، ومن يجيد العزف على البيانو يمكنه العزف بسهولة على الأورغ، بينما عازف الأورغ لا يمكنه إجادة العزف على البيانو بسهولة ويسر.
شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ
المخرج "كمال شنو" قال: عازف البيانو المبدع "عزت عبد العزيز" هو قصة كبيرة وناجحة بالأخلاق الحميدة والموسيقا، قليل الظهور الاعلامي يعطي كل روحه أثناء العزف يعمل دون أن يسأل عن المقابل المادي، ملتزم ومخلص لواجباته وهو إنسان مهني ومحترف، عملنا وصورنا معاً في برنامج تلفزيوني رمضاني لمدة ثلاثة سنوات، مريح ومبدع جداً بالعمل. أتمنى له كل النجاح والتوفيق وهو يستحق ذلك.
أما زميله المطرب "كامل قباني" فقال: شهادتي مجروحة بـ "أخي عازف البيانو" عزت عبد العزيز" نظراً لما يملكه من مقدرة موسيقية كبيرة تضعه بين مصاف المميزين، أرتاح جداً وأطمئن عندما أصعد للمسرح للغناء ويكون موجوداً بالفرقة لما له من حضور وتأثير ناجح وممتع. أنامله تجيد عزف كل المقامات بتشويق يسرق الأنظار، يعتبر "عزت" من أوائل عازفي البيانو في المدينة، هو مدرس متميز لتلك الآلة يجب الأستفادة منه بتعليم محبي هذه الآلة بالإضافة لآلة الأورغ الجميلة.
*العازف "عزت عبد العزيز" هو من مواليد مدينة "حلب" لعام ١٩٧٦ من أبناء حي الجميلة يحمل شهادة "معهد حلب للموسيقا" و"المعهد الفندقي" متزوج وله ولدان يعزفان آلة البيانو.