ظهر كورال "مدى" على مسرح قصر الثقافة في "السويداء" يصدح بالغناء الكلاسيكي الشرقي من موشحات وأدوار وقصائد، بالإضافة الى الغناء الفلكلوري، وهو مكون من قرابة 40 مغنٍّ ومغنّية، يؤدّون في تناغم فريد لأنهم نهلوا من خبرة مدربهم مدير معهد "فريد الأطرش" والخبير الموسيقي "معين نفاع" وهو خريج المعهد العالي للموسيقا بتجربته الغنية، وخبرة اكتسبها من أساتذته الذين شكلوا نواة موسيقية ومرجعية غنية استزاد منها هواة العزف والغناء وعشاق الموسيقا وأهلها.

"مدونة الموسيقا" التقت "نفاع" مؤسس الكورال وحدثنا عن الكورال بقوله: «إن "مدى" فكرة قديمة وحلم انتظر لحظة الانطلاق سنوات طويلة، ليظهر بمشروع يحمل آمال كبيرة، وهو حلمٌ قديمٌ بقدم تجربتي الموسيقية التي حملت العديد من المحاولات لتشكيل كورالات تعنى بالطرب الأصيل وقد تبلورت الفكرة بعد أن تم اختياري من قبل مديرية الثقافة فريق "مهارات الحياة" لتدريب ورشة الغناء الشرقي، التي لازلت أعمل بها ضمن ورشاتهم المتعددة، وبدأنا باختيار الأصوات التي حققت فائدة من الورشة كنواة للكورال الذي انضم إليه لاحقاً عدد من محبي الغناء».

ويضيف: «يهتم الكورال بالغناء الكلاسيكي الشرقي من موشحات وأدوار وقصائد بالإضافة الى الغناء الفلكلوري كل ذلك مدعم بالخبرات الشخصية والعلوم الموسيقية التي اكتسبتها خلال مسيرتي وتجاربي الطويلة والتي سبقنا إليها أساتذتنا المرحوم "نجيب أبو عسلي" والمرحوم "حمد اشتي" والمرحوم "رياض الدبيسي" وغيرهم ممن أغنوا الساحة الفنية بتجارب هامة في المحافظة، وتم اختيار اسم للكورال ليحمل مضمون أفكارنا فنحن نحلم أن يعم صوت الموسيقى كل المدى».

1- بعض أعضاء من كورال مدى

الأستاذ "نفاع" صاحبُ تجربة موسيقية تجاوزت 30 عاماً قائد للعديد من الفرق ومشارك في فرق متعددة، محترف العزف على آلة التشيلو وعازف لمختلف الآلات خاصة العود والكمان والبيانو، عمل مع فرقة زنوبيا التابعة لوزارة الثقافة بقيادة الموسيقار الراحل "إبراهيم جودت" وفرقة "الربيع" الموسيقية بقيادة المايسترو الراحل "أسعد خوري" واشتغل مع كبار نجوم الغناء العرب ومدير معهد "فريد الأطرش" للموسيقا.. وبرأيه «إن كورال "مدى" بداية تعنى بتفصيل ظهورها وتقديم الأجود من قبل فريق محب للموسيقا ومعني بها وبأصالتها عزفاً ولحنا وأداءً».

يضيف: «الكورال يضم مجموعة من السيدات معظمهم من أهالي الطلاب في معهد "فريد الأطرش" وآخرون من محبي الغناء مقسمة أصواتهم إلى "ألتو" و"سوبرانو" حسب طبقاتهم الصوتية، ومجموعة من الشباب من طبقة التينور... لكننا نفتقر الى أصوات الرجال في طبقة "الباص" النادرة نسبياً بالرغم من ضرورة وجودها ليكتمل التوزيع الموسيقي، أعمار أعضاء الكورال تتراوح بين 18 و50 ممن يمتلكون الحد الأدنى من القدرات الغنائية الفطرية التي نقوم بتطويرها».

2- المايسترو معين نفاع

كيف تعد مدى كورالها لإعداد أعضاء الكورال هناك شرط أساسي -وفق نفاع- أن يمتلك المتمرن بعض القدرات متل القدرة على تمييز الطبقات الصوتية من الناحية السمعية وأن يكون لديه نوعية صوت تأهله للغناء الجماعي.

ويقول: «لسنا بحاجة لأصوات لديها قدرات استثنائية من ناحية جمال الصوت نحن بحاجة لأصوات تجيد الغناء، ونقوم بتدريب هذه الأصوات بشكل علمي من خلال تمارين للتنفس السليم وتمارين الفوكاليز المخصصة لتحسين المساحة الصوتية وتمارين لسلامة نطق الحروف لتصل الكلمة الملحنة للمستمع بشكل واضح وجميل».

3- الاستاذ لؤي عماد

آَرَاءٌ

4- نمي ملاك عضو في الكورال مع المايسترو معين نفاع

"نمي ملاك"، طالب سنة أولى ماجستير بعلم الزلازل، درس عاماً كاملاً في معهد "فريد الأطرش" على يدي أستاذه "معين نفاع" خلال هذه السنة وتأثر بتجربته الموسيقية، وعند تشكيل الكورال سارع للانضمام لثقته بأستاذه وأسلوبه الموسيقي الراقي الذي يقدمه "نفاع" ودعم مشروعه الموسيقي خاصة أن "نمي" يعشق الموسيقا وتعلمها بشكل سماعي حتى نال فرصة التعلم الأكاديمي، يقول: «حالة الانسجام ضمن الكورال نوع جديد وتجربة تسعدني أن أكون بين 40 شاباً وشابة وأعيش طقوس هذه التجربة وجمال روح الوحدة والصداقة والغناء مع هذا العدد من المغنيين واختبار حالات رائعة عايشتها خلال حفلتنا الأولى في قصر الثقافة وأثناء البروفات التي تخلق نوعا نادراً من المتعة».

أمّا "خلود بشنق الدعبل"، موظفة بمديرية الزراعة، أخبرتنا أن المشاركة بمثل هكذا نشاطات أو فعاليات فنية بمثابة جلسات علاج روحي لكل شخص لديه الشغف للموسيقا والغناء حيث يضيف العمل الموسيقي الجماعي جوّاً من الطاقة الإيجابية.

وكانت من أسباب مشاركتها بكورال "مدى" معرفتُها بأن المدرب هو الأستاذ "معين نفاع" وثقتها بمستوى الأعمال المقدمة لما له من إنجازات ثقافية موسيقية بإنشاء وإعداد الخريجين الذين تفتخر بهم محافظة السويداء، تضيف: «تجربة الغناء مع كورال مدى الذي يسعى لرفع مستوى الذائقة الفنية عن طريق إحياء الأنماط العديدة من الغناء الشرقي وإعادة تراثنا الشعبي بإضافة البصمة الخاصة لكورال مدى بتوزيع جديد وجميل فرصة لتحقيق لهدف أكبر وفرصة لنقوم بواجبنا تجاه أبناءنا وتبقى على مسامع الأجيال القادمة الأعمال الفنية الراقية ونعمل لتبقى موسيقانا الشرقية حية وخالدة».

كما إن أستاذ الموسيقا "لؤي عماد" صاحب الخبرة الموسيقية يجد «أن كورال مدى هو نتيجة لقاء عاشقي الموسيقا والغناء مع قامة فنية كبيرة، وكورال "مدى" تجربة فنية رائدة على مستوى عال من الفنية والرقي يؤدي أعمالا فنية من كنوز تراثنا الموسيقي موزعة توزيعاً أكاديمياً راقياً».

ويضيف: «كورال مدى نتيجة تضافر جهود كثيرة. أولها جهود الأستاذ المبدع معين نفاع. هذه الطاقة الايجابية المفعمة بالحياة. كتب ووزع ودرب، جهود مضنية على مدار الفترة الماضية. تناول أعمالاً فنية من كنوز تراثنا الموسيقي وعالجها بطريقة أكاديمية رائعة وأضاف أفكاراً جديدة تدعم اللحن والكلمة وتكسب العمل جمالاً إضافياً. وثانيها مغنو الكورال الملتزمين المثابرين على التدريب، إلى جانب الفرقة الموسيقية وهذه الأنامل التي تؤدي وتنفذ هذه الأعمال، الموسيقيون الرائعون طلاب معهد فريد الأطرش.»

أخيراً: عمر الكورال حديث وما زال في طور التأسيس وشاركنا في حفل بالتعاون من فريق مهارات الحياة في مديرية الثقافة في السويداء ومعهد فريد الاطرش، ويستعد لحفلات قادمة ببرنامج مميز ومنوع تضعه مجموعة الكورال كأصدقاء ومحبين للموسيقا والغناء يتناقشون دائماً في طموحاتهم وأفكارهم لاختيار الأنسب والذي يحقق هدفهم السامي بنشر الثقافة والمتعة.